يبدو أن رئاسة ولد عبد العزيز الدورية للاتحاد الافريقي، ستحمل مالا تتحم من تأويلات بأنها انتصار لموريتانيا وبأنها مكافأة للرجل علي ما أسدي للبشرية جمعاء من الخير وما دفع عنها من شر، منذ توليه السلطة في بلاده.

كما يبدوا أننا في موريتانيا، ستصور لنا هذه الرئاسة بأنها، ستطعمنا من جوع وستسقينا من عطش وستشفينا من مرض وستؤمننا من خوف، بل ستقفز بموريتانيا الي مصاف الدول الكبري، وأن أقل ما يمكن أن يكافئ به الشعب الموريتاني بجميع اطيافه ولد عبد العزيز ، علي هذا الانجاز هو انتخابه لمأمورية ثانية في يوليو القادم 2014، لان من اختارته افريقيا كلها (53) دولة بسكانها الزائدين علي مليار نسمة بمختلف الوانهم وأعراقهم وثقافاتهم وتوجهاتهم لتولي أمرها فلا يستكثر عليه ان يجدد له ثلاثة ملايين من مواطنيه ثقتهم، بعد ان ضحي من اجلهم في الثالث من اغسطس 203 وفي السادس من اغسطس 2008 وهاو اليوم يحمل اليهم علي عاتقه رئاسة الاتحاد الافريقي سنة كاملة.

ودون أن أقلل من شأن هذه الرئاسة، أريد فقط أن أنبه الي الحقائق التالية: الاولي/ إن الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي، دورية علي خمس مجموعات بموجب ميثاق الاتحاد وهي:

1 ـ شمال أفريقيا، (تضم: موريتانيا، المغرب، مصر، ليبيا، الجزائر وتونس)،

2 ـ الجنوب الأفريقى،

3 ـ وسط أفريقيا،

4 ـ غرب أفريقيا،

5 ـ شرق أفريقيا،

ثانيا/ إن موريتانيا كانت بموجب اتفاق بين قادة دول مجموعة شمال افريقيا 2007 ستتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد 2009 مقابل تخليها عن رئاسة مجلس السلم الافريقي لليبيا، الا انها نظرا لتعليق عضويتها بعد انقلاب ولد عبد العزيز 2008، لم تتسلم الرئاسة الدورية 2009 وتسلمتها ليبيا،

ثالثا/ ان الرئاسة الدورية للاتحاد في الدورة الحالية الـ22 من نصيب مجموعة شمال افريقيا ونظرا لان مصر عضويتها معلقة والمغرب غير عضو في الاتحاد والجزائر، رئيسها مريض وليبيا لا توجد بها حكومة وتونس في ظروف خاصة صرحت بعدم استعدادها لتولي الرئاسة الدورية، فلم يبقي من مجموعة دول شمال افريقيا الا موريتانيا لتسلم هذه الرئاسة، "مكرها أخاك لابطل". وانطلاقا من هذه الحقائق الاربع، نستخلص ان موريتانيا ترأست الاتحاد الافريقي باسم مجموعتها لأن: "في ارض العميان يسود العوران" ولذا يجب ان لا يشحن هذا الموضوع بما لا يتحمل من مزايدات لان "المدرك ابليام عريان" ومن لم يستطع حل مشاكل بلده لا يؤمل منه حل مشاكل القارة الافريقية.

ديلول