الصفحة الأساسية > الأخبار > بلدية كيفه : الإنجاز للجن فقط!!

بلدية كيفه : الإنجاز للجن فقط!!

السبت 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015  15:00

الحسن ولد محمد الشيخ

يعطي القانون الموريتاني كثيرا من الامتيازات للبلدية باعتبارها خطوة أولى إلي اللامركزية و تطبيقا أهليا للديمقراطية ,لكننا في كيفه نتساءل لماذا لم تتمكن البلدية أن تفي بما وعدت وما عدت لأجله ؟ أم أن امتيازاتها تلك لا تعدو كونها حبرا علي ورق ؟ أم أن السبب في فشلها هو الساكن نفسه .

صحيح أننا و قبل عقود ستة , كنا نسكن البادية الجميلة المعروفة بنقاوتها و طبيعتها الساحرة , لا نعرف البلدية و لا النظام بالطريقة الغربية , لكننا نعرف المودة و قرى الضيف و التكافل و التعاضد و الصدق و التطهر و النظافة , و أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة . و الترحال الذي ميزنا كبدو عن غيرنا ليس دائما لأجل الأنعام , بل عند ما نلحظ أن الربوع باتت مليئة بالأوساخ و القمامة نقرر الرحيل إلي بيئة أنظف و أنقى مناخا , تطمئن لها النفس و يرتاح لها الضمير , ففي الثقافة السائدة عندنا أن الأوساخ مساكن الجن أي كان نوعها (عظاما : فحما إلي اخ.....)

لكن إشكالية اليوم أن الجميع استقر في المدينة , مما يجعل البلدية المنتخبة من الشعب كفيلة بإيجاد طريقة لصرف الأوساخ حتى ننعم بقدر و لو بسيط من النظافة الصحية , غير أنه للأسف من جاب شوارع المدينة المترامية الأطراف سيصطدم بواقع مر لا يمكن تصوره فالشوارع تغص بالقمامات وبالجيف المتعفنة التي تعكر صفو السكينة و الوقار و تتخطى حدود الحريات الفردية و العامة . و تغاضي البلدية عن هذا الواقع و تقصيرها عن دورها الذي أنشئت من أجله أساسا و تجاهلها لحاجة السكان إلى مدينة نظيفة و عصرية و رميها بعرض الحائط العقد المبرم بينها و بين من انتخبها علي برنامج وا ضح و محدد يجعلها متواطئة في الجرم مع من يرمى زبالته في الشارع و يجعلها مسؤولة أمام القانون الذي بات كل فرد فينا يهتدي اليه .

و مع الإمكانات الهائلة التي تحظى بها البلدية من ميزانية و ممتلكات تخولها القيام بعملها علي احسن وجه ظل سكوتها علي هذه الوضعية التي تعيشها المدينة يدفعنا الي اتهامها بالتحالف مع الجن علي احترام و تقديس القمامة , و أن المساس بها يعتبر خيانة عظمى ! و أن واجبها يكمن في انشاء مزيد من مستوطنات الجن أمام بيوت الإنس ! بعد أن ضاقت بهم الطرقات و الأسواق , إذا استثنينا ما يقام به في سوق الجديدة من تنظيف خجول. و هكذا يبقى المتضرر هو الساكن البسيط الذي حاول مرارا و تكرارا ترويض نفسه علي تقبل المرفوض أصلا , لكن دون جدوى , فالمستشفيات و المصحات خير شاهد على ذلك , و إن كانت هي الأخرى قد ألفت و تعايشت مع قمامات من نوع خاص تتميز بخطر خاص , فالمتضرر دائما يبقى الساكن الذي يدفع في النهاية حياته ثمنا رخيصا لتقبله هذه الوضعية المزرية و سكوته لحسابات اجتماعية أو زبونية .

و مادام الربيع العربي قد أطل بظلاله الوارفة , و جنح إلى تغيير المفاهيم و المقدسات الخرافية بالتي هي أحسن فقد آن لنا أن نصدح بصوت عال جدا : الشعب يريد اسقاط البلدية .

الحسن ولد محمد الشيخ

1 مشاركة

  • ما اروع هذا المقال لعمري انك لامست حقائق واحوال بلدياتنا وما نعانيه نحن المواطنين من اهمال ونقص في شتى انواع الخدمات خاصة النظافة الشيء الذي يؤثر على عقولنا الغير موجودة اساسا وذلك نظرا لاختيارنا الخاطئ لهذا النوع من المجالس البلدية حيث نتأثر بالزبونيه والقبلية والعنصرية والمصالح الضيقة مما يجعل المستفيد الوحيد هو الجن دون الانس

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016