الصفحة الأساسية > الأخبار > ترشيح " رئيس الجمهورية " ... قادم ، و لكن.../ محمد فال ولد بلاّل

ترشيح " رئيس الجمهورية " ... قادم ، و لكن.../ محمد فال ولد بلاّل

الخميس 27 شباط (فبراير) 2014  12:31

محمد فال ولد بلاّل

لكلّ الذين يطالبون بترشيح " الرّئيس " لمأموريّة ثانية ، و لكلّ المعارضين والرّافضين له ، أقول: لا تُتْعبُوا أنفسكم و تضيعوا وقتكم...إنّ الرّجل مترشّح لا محالة ، سواء طلبتم منه ذلك أم رفضتموه. فهو أحرص على التّرشح وعلى البقاء في "الحانوت" منكم جميعا... و حرصه هذا ، إنّما يعود للأسباب التالية: 1 - إنّه و خلال مدة رئاسته المنتهيّة استطاع أن يراكم لنفسه ولأعوانه ومحيطه من الامتيازات والمنافع والثّروات ما جعلهم مرفهين و متميّزين عن بقيّة الشعب. و بالتالي ، فخروج "الحانوت" من يده إلى شخص آخر يعني بالنّسبة لهم فقدان هذه الامتيازات. و لذا ، فإنّه يسعى - كسائر "الوكّافة" في عالم "الحوانيت" - بشتى الطرق والوسائل إلى الاستمرار حتى آخر رمق ، بدفع قوي و دعم مُسْتميت من أتباعه وأعوانه عملا بقاعدة : تمسّك "الوكّاف" ب"الحانوت" ، و تمسّك الحاشيّة ب"الوكّاف".. حتّى أنّ هذا الأخير قد لا يكون مُخيّرا في البقاء في الوظيفة أو التخلّي عنها ، بل يكون - في بعض الأحْيان - مُجْبرا بضغط من المحيطين به على مواصلة التّزوير و المُراوغات و شراء الذّمم و القمع و ربّما القتال من أجل البقاء على رأس "الحانوت" حتى الموت. 2 - إنّه و خلال مدّة حكمه "للحانوت" بقدر ما رفع من شعارات برّاقة ، و قدّم من طرقات و دكاكين..كانت له تجاوزات وهفوات [صفقات ، و تسجيلات ، و رصاصات ، و مرافعات ، إلخ ،،،] ، و من ثَمَّ ينتابه الخوف هو و بطانته من عسكريّين و مدنيّين ، و خاصّة أولئك الذين هم يدهُ الغليظة التي يبطش بها و يستحْوذ على مقدّرات الشعب...يكدّسون المال الحرام ، و ينفّذون الأوامر، و يُحسّنون المساوئ في نظره ، و يقبّحون الحسنات ...كلّ أولئك ينتابهم الخوف من أن يُحاسَبوا على ما اقترفوا بحقّ النّاس. و حتّى يتجنّبوا ذلك المصير ، تراهم يتنافسون في التّطبيل و التّهليل من أجل أن يبقى "الحانوت" بيد صاحبهم مدى الحياة...أو ينتقل بعد عمر طويل إلى شخص من حاشيّته ،،،المهم أن لا يذهب "الحانوت" بعيدا عن البطانة والأتباع. 3 - إنّه و من خلال متابعته لواقع البلد و المجتمع وعلاقتهما ب"الحانوت" صار ينظر إلى الشعب بشكل عام ، و إلى المثقّفين و النّخبة السياسيّة بشكل خاص كجُموع عاجزة من الزّبائن الطّامعين فيما عنده من بضاعة و مناصب و أوساخ ...و ما ذاك إلاّ لكثرة ما شاهد في بعضهم من تملّق ، و خضوع ، وخنوع ، و تذلّل ، و تبعيّة للغالب ، و قبول للإهانة ، و رضا بالظّلم ، و ترك للحقوق...و صار ينظر لنفسه على أنّه "هبة من الله " لإنقاذ البلاد و العباد ،،، فهو حامي حمى الوطن و ضامن استقراره و كائد أعدائه ، و القاضي على الجهل و الفقر و الجوع...بفضله نأكل و نشرب و نستنشق الهواء . و من هذا المنطلق ، فإنّه يرى ترشيحه واجبا شرعيّا قبل أن يكون ضرورة وطنيّة لأنّ غيّابه عن "الحانوت" سيكون مصيبة كبرى على الأمّة الموريتانيّة و القارّة الافريقيّة و العالم... 4 - إنّه و من خلال شبكاته "الحانوتيّة" عبر العواصم الأوروبيّة [و مطابع لندن، بشكل خاص] لم يعُد يخاف صناديق الاقتراع بعد أن تبيّن أسرارها ، و تعرّف على مداخلها و مبانيها ، وتأكّد من أنّها لن تقف في وجه سلطانه ، و لن توقف طموحاته أو تخلّ بحساباته. إنّها" صناديق صديقة " بما تحمل الكلمة من معنى...هو من طلبها ، و طبعها ، و دفع عنها ، و أتى بها ...و هو من عيّن لجنتها ، و كلّفها ، و وفّر لها الوسائل و المال...زد على ذلك أنّ الحكومة حكومته . و الجيش جيشه . و الادارة إدارته . و النّاخبين زبائنه . و لقد علّمته الأحداث - من موريتانيا إلى مصر- أنّ صناديق الاقتراع في أيّ مسار "حانوتي" تنحاز طبيعيّا بمعنى جينيّا [ وراثيّا ] " للوكّاف " المُتغلّب...و لا تنحاز لغيره أبدا إلّا بثمن باهظ و تضحيّات جسيمة... 5 - كما يعلم أنّ الشعب الموريتاني - من شدّة ما عانى من إحباط و صدمة - بات مُقتنعا بأنّ أمْر الصّناديق محسوم طوْعا أو كرْها لصالح " الوكّاف " ، وأنّ الديمقراطية في العالم بأسره تمرّ بحالة تراجع و انحطاط... أصبحت فكرة كاسدة ، بلا هوج...و أصبح الحدّ الفاصل بينها و بين الدكتاتوريّة باهتا جدّا إلى درجة أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة لم تستطع حتى الآن تعريف ما جرى في مصرعلى يد "السيسي" ، هل هو انقلاب عسكري أم ثورة شعبيّة ؟ و لقد شاهد بنفسه [ و ليس من رأى كمن سمع ] كيف أنّ فرنسا - أمّ الثّورات و الحريّات - أيّدت و ساندت و دعمت انقلابه في 6 أغشت 2008 و حوّلته من "عصيان" إلى "ثورة" مجيدة ضد الفقر، و رئاسة محمودة للقارّة الافريقيّة... لهذه الأسباب...أقول : إنّ ترشح الرّجل قادم لا محالة. فلا يُتعبنّ أحد نفسه بطلبه أو رفضه...و لكنّ الرّياح قد تجري بما لا تشتهي سفن "الحانوت" ، و ذلك لأسباب عدة... أذكر منها - على سبيل المثال - أنّ الشّعب الموريتاني منذ العام 2008 قد راكم كمّا هائلا من الدّروس و التّجارب و المعلومات. و تأكّد من نهْب الخيْرات و زيْف الشّعارات. و شاهد زلازل المُنكرات واستهداف الثّوابت و المقدّسات. و خيّم الغضب على جلّ الشرائح و الفئات و الجهات. و تحطّم حاجز الطّمع و الخوف لدى الكثير من النّاس...و" إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد "...

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016