الصفحة الأساسية > آراء حرة > ما لم يفكر فيه رئيس الجمهورية

ما لم يفكر فيه رئيس الجمهورية

الأربعاء 2 نيسان (أبريل) 2014  10:39

صدف ولد احميتي فال

حين عزم رئيس الجمهورية وتوكل وهم بلقاء الشباب لا شك أنه كان يفكر في مجموعة من الشعارات وبعض المسلمات التي لا يختلف اثنان على صدقها, مثل: الشباب أمل المستقبل, والخير كله في الشباب , والشباب هم وقود التنمية إلى آخر ذلك مما نردده جميعا موالاة ومعارضة, كما لا يمكن أن يكون قد غاب عن تفكيره, وهو الطامح إلى الاستمرار في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية, أن الشباب يشكل قوة انتخابية يمكن أن يعول عليها كثيرا في صنع فارق انتخابي هو في أمس الحاجة إليه,كل هذا وغيره يمكن أن يفكر فيه وهو تفكير منطقي وسليم, من حيث المبدأ على الأقل,كما أن فكرة الاستماع إلى هموم الشباب ومشاكلهم فكرة صائبة إلى أبعد الحدود.إذا, مادام الأمر على هذا النحو فما المشكلة في لقاء الرئيس بالشباب ؟ ولماذا كل هذه الضجة التي صاحبت هذا اللقاء ؟ أليس من حق رئيس أي دولة أن يلتقي بأي مواطن ويستمع إليه ؟ هذا من ناحية., ومن ناحية أخرى ,أليس من حق كل مواطن في أي بلد أن يطلب لقاء رئيس بلده ويسدي إليه النصح في الشأن العام ؟ أو يتقدم بتظلم إذا كان لديه ؟

أعتقد أن المشكلة ليست فيما فكر فيه رئيس الجمهورية بل فيما لم يفكر فيه أصلا, لقد حصل اللقاء واستمع الرئيس وانعقدت الورشات وقدمت المقترحات والتوصيات وكانت في معظمها على مستوى كبير من النضج و قوبل بعضها بالحفاوة. خلال ثمان وأربعين ساعة فقط نوقشت أهم القضايا الشائكة في البلد من قبل مهتمين وتوصلوا إلى اتفاق بشأنها,وقبل أن نتطرق إلى النقاط التي غابت عن تفكير صاحب الفخامة نلفت انتباه القارئ إلى أن الهدف من هذا اللقاء كان بحسب ما روجت له وسائل الإعلام الرسمية أن يقدم الشباب تصوراتهم عن مشاكلهم الخاصة (مشاكل الشباب) ولعل القارئ الكريم يتفق معي في أنه إذا استثنينا النزر اليسير من المشاكل المثارة فإن بقية التوصيات , رغم أهميتها , لا علاقة لها بالشباب وهمومه حيث كان يمكن أن تقدم ضمن لقاءات أخرى أو بصفة مباشرة إلى الرئيس في إحدى زياراته وجولاته المتكررة, وحتى القضايا الخاصة بالشباب فقد أشبعت نقاشا على أكثر من منبر و في أكثر من مناسبة , فهل يعني هذا أن فخامة الرئيس لا يتابع وسائل إعلامنا العديدة التي يبث بعضها برامج على مستوى كبير من الأهمية ؟

إذا, لم يفكر رئيس الجمهورية , حين كان يفكر في لقاء الشباب, في أنه يلتقي أسبوعيا بوزرائه المحترمين الذين يمثلون قطاعات حكومية تتوزع على كافة المرافق الحيوية ويديرها أشخاص قام بتزكيتهم لهذه المناصب بعد أن (اقترحهم عليه ) رئيس وزراءه , لم يفكر رئيس الجمهورية في أنه يدفع رواتب كبيرة لفيلق من المستشارين قد يفوق عددهم عدد وزرائه , أعتقد أن الرئيس لو استشار كل مستشار في تخصصه لأشار إليه بمثل ما توصل إليه الشباب في لقائهم الأخير ولكان قد وفر ميزانية هذا اللقاء,لم يفكر رئيس الجمهورية في أن يتماشى مع مضمون المثل القائل إن تقديم النصح لصاحبه سرا أولى من تقديمه في ملء .

لم يفكر رئيس الجمهورية في أنه حين ينظم هذا النوع من اللقاءات يقدم نفسه للجمهور على أنه صاحب النية الحسنة الوحيد في هذا البلد وأن أي شيء لم يتم انجازه فلأنه هو لم يحصل له العلم بالحاجة إليه أو أن أي مطلب لم يتحقق فلأنه لم يجد طريقه إليه . لم يفكر رئيس الجمهورية في أنه حين يعزز هذه القناعة في أذهان الناس فإنه يدفعهم إلى الاحتشاد أمام القصر كلما كانت لديهم مطالب مهما كان صغرها مع ما قد ينجر عن ذلك من مخاطر.

لقد كثرت اللقاءات في الآونة الأخيرة , فمن لقاء انواذيبو , إلى لقاء الشعب , إلى لقاء الشباب , وربما نسمع في الأيام القادمة عن لقاء من نوع آخر, حتى أصبح الأمر أقرب إلى (كرنفالات) هدفها الاستهلاك الإعلامي لا غير. إن البديل الأفضل في اعتقادي هو إعطاء الصلاحيات الكافية للحكومة بعد اختيار أصحاب الكفاءة والنزاهة والتخلص من عقدة الفساد التي أصبحت شماعة يعلق عليها كل إخفاق . إن هذا البلد مليء بأصحاب الضمائر والكفاءات لكنني أعتقد أن أحدا لم يفكر في اكتشافهم.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016