الصفحة الأساسية > الأخبار > على غرار "أمبره" هل يزور الرئيس لاجني مقاطعة كنكوصه؟

على غرار "أمبره" هل يزور الرئيس لاجني مقاطعة كنكوصه؟

الأربعاء 8 نيسان (أبريل) 2015  09:20

يقطن آلاف السكان (آدوابه) في قرى متقاربة تابعة لبلدية هامد بمقاطعة كنكوصة ورغم أوضاعهم المزرية يصمم هؤلاء على البقاء و المقاومة والصبر والتعلق بوطن يحلمون يوما أن يشفق عليهم وينتبه إلى مآسيهم .

وخلال جولة لها بالمنطقة زارت وكالة كيفه للأنباء قرى : "بوحبشه ،اولاد دوره، لحورات،ولد اللعاب، التنكال، تكلوزات ، أندرنيه، أفريفيره، و"أسمين " وفي هذه القرى المأهولة بالفقراء رصدت الوكالة جوانب من حياة السكان ؛ كانت كلها قاسية، فالقاسم المشترك واحد يسمى: الفقر والتهميش والنسيان.

تقوم حياة السكان بهذه القرى على تنمية القليل من المواشي وعلى الزراعة المطرية ، حيث يزرعون الذرة والزرع اللوبيا وتطرح مشكلة المحافظة على المزارع أكبر تحد لهؤلاء، فعلى طول هذه المنطقة لم تقدم السلطات الموريتانية سلكا من السياج ولم يحدث أن رممت سدا واحدا ولم يزر المنطقة أي مرشد زراعي، والمزارعون هناك متروكين لأدوات وأساليب أجدادهم في الزراعة أثناء العصور الحجرية.

وخلال هذا العام كانت المحاصيل الزراعية هزيلة للغاية مما دفع الكثيرين للانتقال إلي مدن أخرى قصد أيجاد فرصة عمل ، وقد أدى ذلك إلي ظهور نذر مجاعة قد تتبلور تفاصيلها مع مرور أشهر الصيف خاصة مع غياب أي تدخل حكومي حتى الآن لمساعدة السكان على تجاوز محنتهم. وفى المجال الصحي توجد نقطتان صحيتان في منطقة مكتظة بالسكان يبلغ قطرها أكثر من 60 كلم ، يوجد بكل منها ممرض واحد لا يملك أكثر من إسعافات أولية في أفضل الأحوال فيلجأ المرضى للتنقل إلى كنكوصة وكيفه و بتكاليف باهظة. وليست الوضعية التعليمية أحسن حالا بل هي الأسوأ على الإطلاق حيث يوجد معلم فى أربعة من هذه القرى يجمع قسمين في قاعة واحدة بعد أن تم تسريح مئات التلاميذ إذ لم يجدوا من يدرسهم، هذا المعلم يعمل في ظروف مضنية فالأدوات منعدمة والحجرة من خربة تكاد تتهدم على رأسه.

وأما أم المشاكل في هذه القرى والتي تشغل بال الكبير والصغير و تؤرق الجميع وتضربهم في الصميم فهي مشكلة المياه .

جميع من قابلتهم وكالة كيفه للأنباء يرفعون فقط قضية العطش وعلى الرغم من أنهم يفتقرون إلى كل شيء ويعيشون على هامش الحياة؛ فهم لا يطلبون من الدولة الموريتانية أكثر من توفير مياه الشرب ،فالقرى المحاذية للحدود تشرب من المياه الصافية في دولة مالي عبر عربات تجرها الحمير من مسافات بعيدة والقسم الآخر من هذه القرى يشرب من مياه طينية ملوثة سببت الكثير من الأمراض تغرف من حفر عملتها سواعد الرجال في الأودية والسهول.

الزائر لهذه القرى - التي لا يصدق جوعها لكرمها ووفادتها للضيوف الوافدين- يكتشف أن مأساتنا في هذا الوطن كبيرة وأن حلمنا قد تبدد وأن المجهول حقا هو ما ينتظرنا.

آلاف المواطنين المتمسكون بوطنيتهم؛ المعتزين بانتمائهم ؛المتعلقين بالوحدة وبالاندماج متروكين وشأنهم؛ لا أحد يسأل عن أحوالهم أو يتفقد أوضاعهم ولا تستجد رابطتهم بهذه الدولة إلا حين يهرع زمرة من السماسرة السياسيين ومصاصي الدماء في مواسم الانتخابات لخداع هؤلاء المساكين ومصادرة إرادتهم فيملؤون لهم صناديق الاقتراع ويبيعونهم في سوق النخاسة وينصرفون فإذا حان الموسم التالي أعادوا الكرة واحكموا فصول المؤامرة مجددا.

إنك تشعر بالمرارة والآسي و التمزق الداخلي وأنت تتجول بين هذه القرى المكتظة بالسكان دون أن تتلمس علامة واحدة تدل على انتماء "القوم" للدولة أو أمارة تقود إلي أنهم مواطنون.

لا يريد هؤلاء مستوصفات متقدمة تحتوي علي الحد الأدنى من وسائل الصحة العمومية، ولا يطلبون مدارس مكتملة في أبنية مقبولة ولا يطمعون في قيام السلطات بمدهم بالوسائل حتى يفجروا ثورة زراعية.

لا أحدا منهم يتحدث عن حقه في الضمان الاجتماعي أو في التامين الصحي أو حقه في الحصول علي الكهرباء أو مواد غذائية بأسعار معقولة، فكل ذلك تركوه لأطراف ومدن وجهات وقبائل في هذه الدولة أتت على كل شيء ولها الحق في كل شيء.

إنهم يريدون فقط من ثروات بلادهم الهائلة شربة ماء لأطفالهم وللقليل مما يملكون من مواشي . يريدون فقط أن يكفوا أيديهم عن طلب الماء لدولة مجاورة يريدون أن يشربوا من الماء دون منة من أهالي بلد آخر ، مسكونين بأن يستيقظوا ذات يوم فيشربون من الداخل لا أن ياتوا بشراب أط>فالهم من وراء الحدود. تملك دولة مالي "حبوب الفستق" ويعيش بها أكثر من 14 مليون نسمة وتشرب قراها ماء زلالا يتدفق فياضا عبر الحنفيات والسواقي ونحوز نحن الذهب والنحاس والسمك والحديد وموارد أخرى هائلة ولما نبلغ الأربعة ملايين ولا يجد أهلنا في قرى "هامد" بئرا يسقي الناس.

إنهم لاجئون في وطنهم، محرومين في بلدهم ، مطردين من ثرواتهم . فهل يقف رئيس الجمهورية الذي يزور كنكوصه اليوم على معاناتهم وهم الذين لا فرق بينهم ولاجئي أمبره.

إن أنات مرضى " اسمين" و بكاء أطفال "افريفيرة" من العطش والجوع وزفرات سكان "تكلوزات" من الحرمان وضنك العيش كل ذلك سيصنع التاريخ فترتسم الابتسامة على شفاه أولئك المواطنين المطحونين فيعيشون بكرامة ويتذوقون طعم خيرات وطنهم ؛ فالتغيير حتمي وعجلة التاريخ تتحرك باستمرار، وإن تحت الرماد اللهيب.

4 مشاركة منتدى

  • بارك الله فيك على كشف الحقائق التي عودتنا عليها .

    بعد هذا يتم الحديث عن رئيس فقراء أو وكالة وطنية للتضامن .
    وهل بقي للسماسرة المسؤولين عن بيع هؤلاء في سوق النخاسة السياسية من وجه يعودون إليهم به ؟

    الرد على هذه المشاركة

  • لا سد الله فاك .

    هؤلاء قوم تمتص دماؤهم ، لكنهم لا يتألمون .

    وغدا ستجدهم يستقبلون بعمائمهم وبخيلهم نفس الأشخاص الذين حرموهم من كل شيء ،
    هذا النظام هو من ربطهم بنفس الأشخاص .
    يمنعهم من كل شيء حتى حقهم في التسجيل قبل أن يتوسط بهؤلاء .

    الرد على هذه المشاركة

  • ّ"أدوابه " هامد لاجئون في وطنهم (ربورتاج مصور) 15 أيار (مايو) 2014 15:11, بقلم شاهد

    هذا خطاب عاطفي وليس تقرير صحفي ،

    الرد على هذه المشاركة

  • ّ"أدوابه " هامد لاجئون في وطنهم (ربورتاج مصور) 15 أيار (مايو) 2014 16:51, بقلم سيدي ولد احمد

    هذا المقال فيه كثير من المغالطات و يبدو أن كاتبه لم يعرف المنطقة عن كثب و قد زود بمعلومات جلها مغلوطة ، فمثلا يوجد بالمنطقة عدة شبكات مائية و من القري التي ذكر هو أنها محرومة من المياه افريفير و اولاد دور و ول اللعاب و كلها تمتلك شبكات مائية. و في بحبشة سياج من الأسلاك و في تكلوزة آخر بل و في أماكن اخري الشوكية علي كل الوادي و كذلك فان قري تكلوزة لا توجد بها مشكلة المياه لان الآبار ممتلئة . أما اسمين و بعض قري الحوارات ففعلا عنهم مشاكل كبيرة تتعلق بالعطش.
    أما المظاهر البائسة هناك فلا تدل علي الفقر بالضرورة فقد تجد من يمتلك ميئات الرؤوس من البقر او الغنم و مع ذلك فهو يسكن في عريش متهالك و في بيت من الطين المتهالك.
    و نحن لا نقول ان كل الأمور علي ما ترام لكن هناك اشياء مهمة قد تم إنجازها و يبدو أنكم لم تقفوا عليها.

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016