Biladi : عرب مالي رفضوا دعوة عزيز لهم بالقتال مع المتمردين الطوارق ضد الحكومة المالية

لم يعد تدخل الرئيس الموريتاني في الشمال المالي إلى جانب المتمردين مسألة هواجس بل أصبح مؤكدا الآن، ففي حوار مع إذاعة فرنسا الدولية وفي رده على سؤال يتعلق بمجموعات الطوارق المتمردة أجاب الرئيس المالي –بشكل عابر- بأن واحدة من هذه المجموعات تدار من طرف محمد ولد عبد العزيز، وهو تصريح خطير ومع ذلك لم يجد من يعلق عليه لا في أثناء الحوار ولا بعده.

إذن كيف مر هذا دون أن يلاحظه أحد؟ ولماذا لم يثر هذا الكلام فضول الصحفي المحاور؟ هل طلب منه الرئيس المالي أن لا يعطي لهذا الجزء من الحوار صدى كبيرا؟ وإذا كان لا يريد إفشاء هذه الحقيقة لماذا يقول ما قال؟ ولماذا لم تعلق الحكومة الموريتانية على المقابلة.

كل هذا يدفع إلى الاعتقاد بأن الرئيس الموريتاني متورط في النزاع في شمال مالي، وحتى أنه استقبل قادة العرب في شمال مالي من أجل حثهم على دعم التمرد الطوارقي، وكان ردهم سلبا على دعوته.

لكن وراء كل ذلك ماذا سيربح محمد ولد عبد العزيز ومن وراءه موريتانيا من هذا النزاع المسلح على حدودنا الحساسة مع مالي؟ وهي بلد قريب يعيش فيه ويعمل عدد مهم من مواطنينا وتنتجع فيه مواشينا؟

لا يوجد شيء من المنطق يشرح هذا التصرف الذي هو أكثر من انتحاري من طرف الرئيس ولد عبد العزيز في مواجهة الجارة مالي، خصوصا أن المتمردين الطوارق مدعومون من طرف القاعدة، وهم أعداء الرئيس الموريتاني وداعميه الغربيين.

صحيح أن بعض شركاءنا في التنمية ليسوا مرتاحين لسلوك مالي في مواجهة القاعدة ومهربي المخدرات، لكن هذا لا يجب أن يؤثر على علاقة بلادنا بباماكو، ولا يجعلنا ننجر مع هؤلاء ونحن معصوبي الأعين في معارك مسلحة ضد القاعدة، فمن الصعب أن نقبل لنفس الأسباب أن ندعم ونساعد المتمردين في دول الجيران. فلن نربح شيئا، بل سنخسر كل شيء.

Biladi N: 648

ترجمة ونشر: مركز الصحراء