" تعيش مناطق واسعة من شرق ووسط البلاد أوضاعا غاية في الصعوبة بفعل ارتفاع درجة الحرارة، وانعدام المراعي، وشح الحصول علي المياه،وصعوبة استخراج المتوفر منها،وانهيار القدرة الشرائية للمنمين مع ارتفاع صاروخي في الأسعار،سواء تعلق بالمواد الغذائية الضرورية لحياة الناس، أو أعلاف الماشية المطلوبة بشدة من المنمين في فصل الصيف.

إن الوضعية الحالية تزامنت مع انشغال النظام بالصراع السياسي علي السلطة، والانتخابات الأحادية،وتقاسم الكعكة الانتخابية مع نفسه ،وسط تجاهل تام لأوضاع السكان المعيشية في الداخل، وأحوال الماشية المزرية،وترك المواطنين يعيشون ظروفا بالغة القساوة دون مساعدة من النظام أو اهتمام منه بمواطنيه. لقد تزامنت هذه الظروف مع تعطيل البرلمان عن دوره، وتخلي الحكومة عن المهام المنوطة بها لصالح الحملات الدعائية وكسب ولاء الناخبين، وغابت المتابعة من قبل الرئيس المشغول بمأمورية جديدة،بينما واصل الصيف حصد ضحاياه من الثروة الحيوانية، وانهاك السكان المنهكين أصلا بفعل التهميش والفقر.

إن الوضعية الكارثية للثروة الحيوانية تتطلب من القائمين علي الشأن العام إعادة النظر في السياسة المتبعة حاليا، وإطلاق حملة تعبئة عامة من أجل المساهمة في انقاذ الثروة الحيوانية المهددة بالضياع، ومد يد العون للمنمين المحتاجين خصوصا علي الحدود الموريتانية المالية.

إن الحكومة الحالية مطالبة بالتدخل العاجل لتوفير العلف في الأماكن القريبة من المراعي أو الموجود منها، كما أن مصالح الأمن الغذائي مطالبة بالتدخل لتوفير المساعدات الغذائية الضرورية لحياة سكان الريف، والقري المنكوبة حاليا بفعل الجفاف وضعف القوة الشرائية، ونزوح الماشية المصدر الأول للغذاء.

كما أن الجمعيات الخيرية معنية هي الأخرى بالتركيز علي المواطنين الفقراء في المناطق النائية الذين يستقبلون شهر الصيام، وهم في ظروف بالغة الصعوبة بفعل الجفاف، دون نسيان فقراء العاصمة،ففيهم والله المعوز والفقير الصابر، ومظاهر الغبن والظلم بادية في أحياء الترحيل والكبات،بل وبين العمارات السكنية وسط المدينة بحكم انهيار القوة الشرائية وضعف الرواتب،وغياب أي سياسة اجتماعية ناجعة.

النائب عن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية

توت بنت الطالب النافع

26-6-2014