الصفحة الأساسية > آراء حرة > حين يدخل الغبي ألاعيب الكبار...

حين يدخل الغبي ألاعيب الكبار...

الجمعة 1 آب (أغسطس) 2014  03:41

سيدي علي بلعمش

بعد كشف مخططه و التزاماته للأمريكيين في مالابو بتقديم ملف إسرائيل للاتحاد الإفريقي و السعي من أجل قبوله بتخطيط جزائري و تواطؤ السيسي، الذي ظهر بشكل مفضوح في "المبادرة المصرية" التي اعترف الكيان الصهيوني بأنها لم تكن سوى مقترحات من جهاز المخابرات الإسرائيلي، وجد ولد عبد العزيز نفسه في موقف محرج بين انتفاضة الشعب الموريتاني المؤيدة للمقاومة في غزة و رفض أمريكا تفهم عجزه عن الوفاء بتعهداته التي يبدو أنها بذلت الكثير من أجل تحقيقها على امتداد السنوات الثلاثة الماضية.. و حين فهمت أمريكا و فرنسا عجز ولد عبد العزيز عن تنفيذ تعهداته لهم في مالابو بسبب "انتفاضة رمضان"، أرسلوا له رسائل قوية و واضحة من خلال استقبال القائمة بالأعمال في السفارة الأمريكية لوفد من "إيرا"غير المرخصة و زيارة مستشارها لقيادة "أفلام" الانفصالية ، و لقاءات السفارة الفرنسية المتواصلة مع الطرفين، فلم تكن لديه حيلة لمراضاتهم و لم يكن رئيسا قادرا على الدفاع عن سيادة بلده لإيقافهم عند حدهم و تهديدهم بالطرد إذا تمادوا في التدخل السافر في شؤون البلد الداخلية و التحريض العلني للجماعات الانفصالية فيه، لأن تلك الخطوة كانت تتطلب جسارة ليست من طبعه و التفاف الشعب من حوله و هو ما كان يفتقر إليه أكثر من الجسارة.. في هذه الزاوية بالضبط يظهر ولد عبد العزيز على حقيقته بكل غبائه السياسي و صغره أمام الآخرين : ما يعرفه الموريتانيون هو أن كل من حكموا موريتانيا (ولد داداه ، ولد محمد السالك، ولد هيدالة، ولد الطائع) على كل عيوبهم، ما كان أي منهم سيقبل أن تستقبل السفيرة الأمريكية وفدا من حركة غير مرخصة و لا يقبل أي منهم لحركة انفصالية مثل "أفلام" أن تمارس نشاطها على أديم الوطن و ما كان أي منهم قطعا، ليقبل حضور قمة إفريقية يدعى لها بيرام من دون أي صفة مفهومة أو غير مفهومة .. لكن ولد عبد العزيز ليس فاقدا للشرعية وحدها بل فاقد للرجولة و فاقد للكرامة و فاقد للذكاء و فاقد للمستشارين و سيفقد الرئاسة قريبا إن شاء الله .. و لتبرير عجزه لأمريكا وقع ولد عبد العزيز في خطأ فادح، لا يفهم بماذا ستفسره و هو السماح لأغلبيته (مساء الأربعاء 23 يوليو) بالمشاركة في مسيرة داعمة للمقاومة في غزة، نظمتها المعارضة (حيث دعا لها د/ محمد ولد مولود في مساء الثلاثاء 15 يوليو 2014 في حفل إفطار بفندق شنقيط نظمه حزب "تواصل" و استجاب له الجميع) و هذا ما جعله يردد بغباء هو و كوراله في "الاتحاد من أجل نهب الجمهورية" أنهم يشاركون فيها بدعوة من نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية لسلك المحامين . و معنى هذا عند الغربيين أنه لو كان يملك زمام المبادرة في البلد لكانت أغلبيته هي التي دعت لهذه التظاهرة و هو أمر عادي عند الغربيين في التعاطي السياسي المحترف، لكن ولد عبد العزيز خاف أن يعتبروه محرضا على الأمر، بينما أظهر من خلال مشاركة أغلبيته في مسيرة مٌعارَضة تطالب برحيله، ـ كان هو نفسه يصفها بـ"الفلة المجرمة"ـ أنه فاقد للشرعية الداخلية و أهم تعبير عن فقدانه للشرعية الدولية، هو ما يقوم به اليوم من جهد محموم لدعوة أي شخصية دولية لحضور تنصيبه : لقد كان النظام في الجزائر يعيش نفس الوضع بعد انتخاباته الماضية فرفض أن يدعو أي شخصية دولية لحضور تنصيب بو تفليقة؛ لأنهم أولا يعرفون أن من سيحضرون التنصيب لن تكون من بينهم أي شخصية دولية ذات أهمية و لأنهم من أخرى يتحاشون أن يظهروا كفاقدين للشرعية الداخلية من خلال بحثهم المحموم عن شرعية دولية، كما يفعل ولد عبد العزيز اليوم بالضبط. ـ و اليوم يستدعى الكونغرس الأمريكي بيرام ولد اعبيدي ليحاضر أمام الأمريكيين و العالم عن العبودية في موريتانيا و يوجه له الرئيس الأمريكي أوباما دعوة "خاصة" لحضور القمة الأمريكية الإفريقية و لا أحد يدري ما تخبئه أمريكا لولد عبد العزيز من خلال هذه الدعوة!؟ ـ هل ستمنح أمريكا بيرام فرصة إلقاء خطاب "تاريخي" أمام قادة القارة السوداء، يصف فيه مجتمع البيظان المغلوب على أمره بالإقطاعي و المجرم و المنتهك لحقوق الإنسان ؟ لقد كان ولد عبد العزيز يصف بيرام بالمجرم في حملته رغم أنه هو من زوده بما يحتاج من مستشارين بلديين ليترشح معه .. و رسالة أمريكا اليوم إلى ولد عبد العزيز واضحة وضوح الشمس : إن من تصفه بالمجرم هو من ندعوه اليوم ليحاضر أمام العالم عن الوضع الإنساني في موريتانيا الذي نعتبرك المسؤول الأول عنه !؟ فهل يستطيع ولد عبد العزيز اليوم مقاطعة هذه القمة ؟ هل سيذهب إليها من دون أن يعرف ما تخبئه له أمريكا من خلال دعوتها لبيرام؟ الآن فقط يفهم ولد عبد العزيز بعد فوات الأوان ، أن استهتاره بمصلحة موريتانيا و استبداله للعقول الموريتانية بمحسن ولد الحاج و امربيه ربو و الصغير ولد أمبارك و ولد أبوه و ولد غده و ولد الغزواني، و قناة شنقيط و راديو كوبني و قناة "الوطنية" و "مبادرة نائب و أطر شنقيط" و حزب "الفكر الجديد"، لا بد أن يؤدي به إلى ما يستحقونه أكثر من رئاسة بلد عربي مسلم، له ثوابت و مقدسات لم يستطع قط من هم أذكى منه بكثير الإسالة إليها من دون أن تكون نهايتهم. فهل تستطيع أمريكا اليوم أن تدعو حركة "كازامانص" لحضور هذه القمة .. هل تستطيع أن تدعو حركة (MNLA) .. هل تستطيع حتى، أن تدعو جبهة البوليزاريو المعترف بها من قبل أكثر الدول الإفريقية؟؟؟ هل يستطيع سفير ولد عبد العزيز في باريس الالتقاء بحركة الباسكيين أو نطق اسمهم في أي مناسبة؟ هل يستطيع أن يتكلم عن منع "البرتون" من الارتقاء إلى رتب الضباط في الجيش و الأمن الفرنسيين؟ هل يستطيع سفيره في واشنطن الحديث عن المظالم التاريخية التي وقعت على الهنود الحمر أو الزنوج الذين ما زال بعض البيض الأمريكيين يطلقون عليهم صفة "الآخر"؟ إن هذا الاحتقار لا يمكن أن يوجه لغير موريتانيا و لا يملك ولد عبد العزيز اليوم سوى الإذعان له و الذهاب إلى أمريكا من دون أن يعرف ماذا يدبر له هناك؛ لأن أمريكا تقول له أنت فاقد للشرعية داخليا و شرعيتك الخارجية بيدنا نحن ، تماما مثل ما قالت له في مالابو ، حين اشترطت اعترافها بفوزه في الانتخابات، بقبوله تقديم الملف الإسرائيلي الذي رفضت حتى ساحل العاج و أوغاندا الضالعتين في العمالة لإسرائيل ، تقديمه للاتحاد الإفريقي إبان رئاسة كل منهما للمنظمة خوفا من العداء التاريخي للعرب و المسلمين. على "الاتحاد من أجل نهب الجمهورية" أن يفهم أنه لا يمكن أن يدافع عن انحياز ولد عبد العزيز للصهاينة و مشروعهم العدواني ، فقد انكشفت كل الأوراق و فضحت تفاصيل الأحداث الجميع : ـ ماذا قدم ولد عبد العزيز لغزة من خلال رئاسته "التاريخية " للاتحاد الإفريقي (52 دولة) ؟ ـ ما هو الدور "التاريخي" الذي لعبه كرئيس للاتحاد الإفريقي في أزمة غزة ؟ و بماذا ستفتخرون غدا من خلال ترؤسه للاتحاد الإفريقي، بعدما ظهر أنه أضعف صوت فيه .. و أكثر صوت فيه استعدادا للخيانة و العمالة؟ لا يملك ولد عبد العزيز اليوم أي جواب واضح لأي سؤال واضح لأن عمالة الأغبياء تجعل الهروب من أي سؤال هي الوسيلة الوحيدة لعدم انكشافهم .. لم يستطع دعوة الأفارقة لموقف إنساني من هذه الجرائم التي أدانها العالم أجمع، لصيانة ماء الوجه.. لم يستطع لا حتى دعوتهم لاتخاذ موقف من مجريات هذه الأحداث الأليمة، كنوع من الالتفاف على الموقف، لا يرتجى من ورائه أي شيء.. و في حين يعيش العالمان العربي و الإسلامي حدادا حقيقيا من هول ما يحدث في غزة المنكوبة ، المحاصرة ، المهدمة على رؤوس أهلها، تعمل فرق ولد عبد العزيز ليل نهار على بهرجة الملعب الوطني لإقامة عرس تنصيبه المشئوم ؟ كم أنت قزم في ميزان التاريخ يا ملطخ اسم موريتانيا بأحلامك الأنانية الصغيرة ؟ ـ حين وقع ولد عبد العزيز في حبائل فخ الكيان الصهيوني في بداية 2013، الذي تكلمت عن تفاصيله في المقال السابق، قام بتعيين فريق إسرائيل: أحمد ولد تكدي (السفير السابق في إسرائيل) على رأس الخارجية، جا مختار ملل (محاسب السفارة الموريتانية في إسرائيل)، أمينا عاما للحكومة ، الشيخ العافية ولد محمد خونا خليل شارون الحميم (سفيرا في الرباط ثم سفيرا في تونس) و عين عزيز زوجة الداه ولد عبدي مستشارة في السفارة الموريتانية بالرباط ، بالإضافة إلى فريق ولد عبد العزيز الذي بدا أكثر تحمسا للعلاقة و أقل خجلا : رئيس مجلس شيوخه محسن ولد الحاج ، محاميه في فرنسا جمال ولد الشيخ و سفيره الحالي في واشنطن و لد امحيسن (و "لا يوجد منطق يقول إن قطع العلاقات مع دولة (الكيان الصهيوني) يفضي إلى تقوية مراكز أصدقائها وموظفيها السابقين في جسم الدولة المغاضبة" كما قال الكاتب الموريتاني مولاي عبد الله ولد مولاي عثمان في مقاله الرائع "إسرائيل الماكثة فينا")، و في نفس الوقت قام ولد عبد العزيز بإبعاد جماعة أوجفت التي كان يعتمد عليها في بداية مشواره : الجنرال ولد الهادي، ولد الزامل، يحيى ولد عبد القهار، ولد ابراهيم اخليل، بسبب خلفياتهم القومية المعروفة (بعثيين و ناصريين). و كان ولد عبد العزيز قد طلب من ولد ابراهيم اخليل (المعروف بنزقه و حدة مواقفه) حضور نشاط يهودي في باريس فرفض، فقام باستبداله بالسفير الحالي في فرنسا، المستعد حتى لرئاسة أي نشاط يهودي يعمل بأي مناسبة.. و أبعد ولد عبد العزيز يحيى ولد سيد المصطف (المستشار السابق في الرئاسة) و عبد الله ولد الطالب (عمدة كرو السابق و المستشار السابق لوزير الداخلية) و الخليل ولد الطيب (الذي لم يشعر حتى الآن بإبعاده) و يتم الحديث اليوم عن نية ولد عبد العزيز التخلص من ولد مكت لنفس الأسباب، كما تخلص من ولد ابريد الليل و جماعته، الذين تمثلت ردة فعلهم في منشورهم المشهور "الرأي السياسي" في إبريل الماضي الذي ركزوا فيه على ما أسموه "المجهول" باعتباره "المعارضة الحقيقية دائمةُ القوة، البارِعةُ في انتهاز الفُرَص واستغلالِ الثغرات"، في محاولة ذكية لإخافته من قرب انقلاب عسكري، أرادوا أن يفهموه أنه يعتمل في الخفاء على علم منهم، كعادتهم.. و يتضح من خلال ما جاء في "الرأي السياسي" و في مقال ولد ابريد الليل "حديث مع الخريجين من نادي التلاقي" في العاشر من مايو 2013، الذي صور فيه قزمية ولد عبد العزيز من كل النواحي بتلميحات أوضح من كل تصريح، أن ولد عبد العزيز هو من بدأ يبعد هؤلاء عن بلاطه حين قرر التورط في المشروع الإسرائيلي، لا العكس و أن هذا هو سر تمسكه بحكومات العقرب الوفية لغرائزها (ولد محمد لغظف ) من الصغار، الطيعين ، الباحثين عن فرصة عيش ، ليس إلا.. و علينا هنا أن نسأل ولد ابريد الليل حين يقول : "إن المعارضة السياسية الحالية، باختصار شديد وبكل موضوعية، ليس فيها ما يجذب أحدا أو يبعث أملا أو يشكِّل بديلا" ، أين ما يجذب أو يبعث الأمل أو يشكل بديلا، في مواقف مجموعته الظلية المتورطة بين القطع و الظن في مشروع ولد عبد العزيز المتصهين؟ ـ ماذا يفهم ولد ابريد الليل من قول ولد عبد العزيز إن طلب إسرائيل بشأن العضوية الإفريقية "مستوفي الشروط" و قوله "سندرسه فور تسلمنا له"؟ ، فما يدريه أنه "مستوفي الشروط"، إذا كان لم يتسلمه بعد؟ ـ هل يعلم ولد ابريد الليل أن إسرائيل تملك 14 مركزا لاستخراج الليثيوم (وهو خامة كيميائية تدخل في العديد من الصناعات الزراعية والصناعات المتخصصة في مجال الاتصالات) ، في مناطق مختلفة من موريتانيا و تتبجح إسرائيل اليوم بأنها المتحكم الأول في البحث والتنقيب عن هذه المادة النادرة، غالية الثمن وأنها المصدر الأول لها في العالم من خلال الاستثمارات المالية الضخمة التي تقيمها في موريتانيا، والمكانة العالمية التي اكتسبتها في السوق العالمي بفضل هذا التحكم ، كما جاء في العدد 379 من مجلة "المستقبل العربي"؟ ـ هل يعلم زعيم جناح موريتانيا القومي المزعوم أن شركة كينروس تازيازت العاملة في مجال المعادن بموريتانيا تتعاقد مع شركة "ماتان" الإسرائيلية المتخصصة في الطباعة الرقمية و أن المسئول عن أعمال الشركة في نواكشوط " إيلي ناتاس" يدخل و يخرج موريتانيا بأوراقه الإسرائيلية وهويته الحقيقية ويعيش فيها حاليا دون أي مشكلة؟ هل يعلم ولد ابريد الليل بل هل يخفى عليه حقا التوغل الإسرائيلي في موريتانيا المتمثل في المجلات الأمنية و السياسية و الاقتصادية ؟ فإلى متى يختفي قوميو موريتانيا في جلباب النظام، متذرعين بأن طرده المكذوب لإسرائيل صك غفران لا يقبل الشك و لا يتأثر بعوامل الزمن؟ و يتجسد غباء ولد عبد العزيز أكثر في علاقته مع فرنسا و بطولته المضحكة في الحرب على الإرهاب التي يتولى العداء فيها لكل المنظمات المسلحة في الساحل من بوكو حرام إلى "داعش" و تحصد بقية دول المنطقة نتائجها السياسية و الاقتصادية و العسكرية : ـ حين قررت فرنسا إعداد قمة 5+1 و عرضتها على دول المجموعة، رفضت كلها إعداد القمة على أرضها، لأنهم يرفضون أن تترك لهم فرنسا عداء مع منظمات مدججة بالسلاح، لم تستطع أمريكا بأعتى قوة في الكون هزيمتها في أفغانستان و العراق و اليمن و الصومال و طلبوا من فرنسا عرضها على ولد عبد العزيز الباحث عن أي بطولة غير مستحقة؛ فقالت له أنت بطل الحرب على الإرهاب في المنطقة و عليك الآن استضافة هذه القمة التي ستؤسس للحرب على الإرهاب في المنطقة ؛ فقبلها بكل غبطة ليصبح التهليل لهذه البطولة الغبية، جزء من خطاب ولد محم و الأغلبية الرئاسية (الأغبى في تاريخ البلد) و فطاحلة فكر دولته : ولد هيبة و ولد أبه و قناة شنقيط و "الوطنية" و كل متزلف لم يحظ في حياته بأي قسط من التعليم، كان قدره أن يعيش على رصيف النسيان ، فقذفت به الحياة إلى قمة "النخبة" في دولة عزيز و محسن و زمن الباكوتي.. ـ و حين قررت فرنسا إرسال قوة إلى المنطقة، رفضت كل دول المنطقة إيواء قيادتها لأن تركيز المنظمات الإرهابية في المنطقة سيكون على دولة الإيواء ، فقفز ولد عبد العزيز إلى الواجهة و قال أنا مستعد لتولي قيادة القوة و جهز مطارات أطار و تجكجة و النعمة و كيهيدي و ألاك و لمع شواطئ مواني نواكشوط و نواذيبو، فاحتجت كل الدول الإفريقية و قالت نحن لن نتبع لقيادة في موريتانيا يقودها إنسان صغير، لدينا ألف نقطة استفهام حول حقيقته مثل ولد عبد العزيز و نحتج حتى على اضطلاعه على أسرار في الحرب لا ينبغي أن يعرفها و لا يمكن أن تكون القيادة في موريتانيا من دون أن يطلع عليها؛ فتم إعطاء القيادة لتشاد البعيدة عن المنطقة و هي دولة بلا مواني بحرية و لا مطارات مؤمنة و لا أي ميزة إيجابية أخرى .. ـ و حين تم توزيع القوات الفرنسية في المنطقة (3000 جندي)، نظرت إليها الدول الإفريقية المعنية (النيجر و كوت ديفوار و مالي و بوركينا فاسو و تشاد) من ناحية مردودها الاقتصادي فقط و اشترطت إيواءها بأهميته الاقتصادية على بلدانهم، فأعلن وزير الدفاع جان إيف لودريان على هامش الاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا قرب بدء عملية "الهلال الرملي" بـ 3000 جندي مزودين بمائتي مدرعة وعشرين طائرة عمودية وعشر طائرات للنقل والتموين وست طائرات مقاتلة وثلاث طائرات بدون طيار . و أعطى القيادة المركزية لتشاد و عززها بـ 1300 جندي و 1100 جندي لمالي و 300 جندي للنيجر التي توجد بها قاعدة فرنسية و طائرات بدون طيار للقيام بمسح معلوماتي للمنطقة برمتها. و تحدث الوزير عن ترتيبات عسكرية أخرى (بعد توزيع 2800 جندي من أصل 3000) و "نقاط ارتكاز" في شمال كل من موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد (ستوزع عليها الـ 200 الباقية)!؟ فاعتذرت الدول التي لم تجد نصيبا من الكعكة عن دخول حرب لا ناقة لها فيها و لا جمل و ظل ولد عبد العزيز يشهر سيفه في وجه الإرهاب و يتوعد الجماعات المسلحة في المنطقة بالهزيمة ليوهمنا أنه جزء من رهانات فرنسا و إحدى "نقاط ارتكازها" الهامة ، معتقدا أننا أغبياء مثله و أننا لا نتابع بالفواصل و النقاط ، عملية الضحك عليه من قبل المجموعة! و لكي يخفي ولد عبد العزيز كل هذه اللعبة المخجلة بعد صرف مبالغ باهظة على تجهيزه كل مطارات الداخل ، طمعا في الحصول على قيادة القوة الفرنسية، اشترى طائرة من البرازيل (من نوع آمبراير - 145، تتسع لاثنين و خمسين راكبا)، ستكلف صيانتها أكثر من دخلها أضعاف المرات، بعد ما ظهرت حقيقة صفقتها المخجلة. و قرر تسيير رحلات إلى الداخل ، ستكتشف "موريتانيا إيروايز" بعد بدئها أنها أفشل مشروع تجاري في تاريخ الطيران.. و لا يشرك ولد عبد العزيز أي جهة في البلد في تلاعبه بمصير و مصالح موريتانيا ؛ لا برلمانا و لا مجلس شيوخ و لا أغلبية و لا لجان متخصصة و لا مجلس استشاري و لا غيرهم : يبيع سيادته لإسرائيل في مالابو .. يدخله حربا بالوكالة بإشارة من فرنسا.. يسكت عن إهانته و سلب سيادته من قبل السفراء الغربيين على أرضه.. يدخل جيشه في أدغال مالي لإنقاذ "جيرمانو" بأكذوبة حرب على إرهاب كان ينبغي أن نكون آخر من تعنيهم على وجه الأرض.. يلطخ سمعته بصناديق كومبا با .. يهين قيادات جيشه بتحكم مرتزقة عصابة "بازيب" .. ينهب خيراته عن طريق عصابة من مقربيه ، جاءت على الأخضر و اليابس و داست على كل النظم و القوانين و الأخلاق .. استباحت كل كِرامه و أهانت كل مثقفيه و همشت كل قواه الحية و غيبت كل خبراته و تلاعبت بعقول بسطائه .. فمتى يستفيق شعبنا ؟ متى تفهم نخبنا أن أسوأ ما يمكن أن ينتظرها في الوجود هو بقاء ولد عبد العزيز؟ هل ما زال من الزمن ما ينسي الموريتانيين رئاسة ولد عبد العزيز و تحكم محسن ولد الحاج و مبادرات الدده محمد الأمين السالم و "أطر شنقيط" و نشرة أخبار "قناة شنقيط" الدعائية و مقالات بوننه ولد اعثيمين و افتتاحيات محمد سالم ولد هيبه ؟؟ فمتى يتثلج الماء في موريتانيا؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016