الصفحة الأساسية > الأخبار > حفل تنصيب الرئيس: حضور شعبي كثيف وتدن لمستوى التمثيل الخارجي

حفل تنصيب الرئيس: حضور شعبي كثيف وتدن لمستوى التمثيل الخارجي

الأحد 3 آب (أغسطس) 2014  01:53

أسدل الستار مساء أمس (السبت) على حفل تنصيب الرئيس محمد ولد عبد العزيز، الذي يخلف نفسه، مدشنا مأمورية جديدة، هي الأخيرة دستوريا والقابلة للتمديد احتمالا، رغم القسم الصريح، الذي يفرضه الدستور على كل من يتبوأ منصب الرئاسة الموريتانية، والذي يلتزم خلاله الرئيس بعدم تغيير الدستور لصالح مأموريات أخري.

فقد تميز الحفل بحضور شعبي كثيف، تم انتقاؤه بعناية، في مقابل حضور أجنبي كان أقل من المتوقع، خاصة على مستوى التمثيل، الشيء الذي شوش على صورة حفل أريد له أن يكون حدث العصر.

ورغم أن المناخ كان جميلا وقت التنصيب إلا أن ضحالة الانعاش وفوضوية لبروتوكول، جعلا منه حدثا يمزج بين الجو الكروي، الذي دأب عليه رواد الملعب الألومبي وبين نشاط جماهيري لا يضبط إيقاعه تسلسل صارم في الفقرات وانضباط في التقديم.

ورغم أن الحدث كان -من حيث الشكل- يرمز إلى أسلوب في الحكم هو نقيض للتسلل ليلا للإستيلاء على السلطة- رغم تمجيد المجلس الدستوري لانقلاب أغسطس2008 إلا أنه هو الآخر لا يحظي بمباركة سياسية من طرف أطراف سياسية وازنة، نأت بنفسها عن العملية الانتخابية برمتها، متذرعة بغياب الشفافية وفرص المنافسة المتساوية.

وعموما يمكن للمراقب الخروج من هذا الحدث بالملاحظات التالية:

1- كونه كان أقل من المتوقع على مستوى التمثيل الخارجي، خاصة أن مؤيدي النظام ما فتئوا يبشرون بحصول تحول جذري لمكانة موريتانيا الدولية في ظل هذا النظام من جهة ولأن موريتانيا ترأس حاليا الإتحاد الإفريقي من جهة أخرى.

2- كان الخطاب خاليا من أية إشارة تؤكد حصول أي تحول جديد في سياسة النظام خلال مأموريته الثانية.

3- تميز الرئيس خلال تفاعله مع المهنئين بتغليبه للغة الجسد، على حساب التفاعل اللفظي والعاطفي مع المهنئين وهو ما كان يتحاشاه باللجوء إلى الإنحناء باتجاه المتحدث مصغيا بسمعه.

4- التجاهل المطلق لمأساة غزة ولواقع ساكنة الريف الذين يعيشون هذه الأيام حالة من التأزم، بفعل تأخر الأمطار وتدهور وضع مواشيهم.

5- عكس الخطاب إدارة للظهر بالنسبة لخطاب "الثورة"، الذي كان يبشر بمقدم رئيس للفقراء، قرر أن يستل سيفه، لمواجهة الفساد والمفسدين، الذين هم المسؤولون عن تفقير شعب في بلد غني.. رئيس أكد خلال مأموريته الأولي أنه لن يخذل الفقراء وبشرهم بعهد ملؤه الازدهار والتطور غير المسبوقين.. رئيس طرد سفارة الصهاينة وبشر بثورة لا تبقي ولا تذر.

6- رغم إشارته إلى فئتي الشباب والنساء واعترافه بواقع فئات وشرائح لا زالت مهمشة، إلا أن الوعود بقيت فضفاضة والآجال الزمنية غير محددة.

7- صدم تمجيد المجلس الدستوري لانقلاب 2008 الكثيرين وشكل تناقضا صريحا مع جو يفترض أنه دستوري، في بلد يجرم الانقلابات بأشد أنواع التجريم.

8- تميز الحفل بارتباك شديد في لبروتوكول، عند ما وقف الرئيس لتلقي التهانئ، فلم يرتب الضيوف وفقا لآلية مسبقة، ولم يقدموا للجمهور، باستثناء رؤساء دول الجوار الإفريقي المعروفين أصلا لغالبية الحضور.

9- كانت مرافقة حرم الرئيس لزوجة الرئيس المالي لوحدها دون حرم الرئيس اتشادي وغيره من الضيوف، خطيئة بروتوكولية يصعب تبريرها.

10- عكس حضور نجل الرئيس(بدر) مفاجأة، عكست ببغاوية الصحافة الألكترونية عندنا والحاجة الملحة لوجود آلية تقدم المعلومة للناس، قبل أن نصبح نادمين.

11- شكل ذهاب غالبية الحضور من الملعب، قبل انتهاء الحفل بوقت طويل، مظهرا من انعدام الجدية وتهاونا من قبل المشرفين.

12- عكس الخطاب وعودا فضفاضة، اتجاه المعضلات الكبرى كالتعليم والصحة والفقر والبطالة ومحاربة الفساد...إلخ.

altالخلاصة: لا جديد فوق الأرض وتحت سماء الجمهورية الاسلامية الموريتانية، باستثناء السير الحثيث داخل محور الرياض- القاهرة- باريس- واشنطن، والإيغال في معاداة "التطرف" و"محاربة الإرهاب".

أما التنمية، فهي مؤجلة وواقع الشرائح الفقيرة، فهؤلاء ليس لهم، سوى أن يناموا على الوعود البراقة وأن يصبحوا على سيل من الأولويات، التي ليس من بينها تحسين وضعهم في ظل أول رئيس موريتاني يلقب نفسه برئيس الفقراء، دون أن يكون منهم، ويحارب الفساد دون أن يتخلى عن مفسديه...إنها معادلة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تصلح للاستخدام البشري، إلا في بلد إسمه موريتانيا.

فإلى المأمورية الثالثة.... تصبحون على سيل من الوعود وقليل من الإنجاز

لائحة بأسماء الوفود الأجنبية التي حضرت حفل التنصيب:

- الرئيس اتشادي

- الرئيس السنغالي

- الرئيس المالي

- الرئيس الغامبي

- الرئيس الغين بيساو

أما ممثلي الدول، فهم: نور الدين محمد، الوزير المنتدب لدى وزيرالخارجية بجمهورية نيجيريا

لي بين وزيرة الصحة بجمهورية الصين الشعبية

عادل البلتاجي وزيرة الزراعة بجمهورية مصر العربية

محمد بن فيصل أبو ساق وزير الدولة عضو مجلس الشورى السعودي

فيصل قويعة كاتب الدولة التونسي للشؤون الخارجية

عالي كوليبالي وزير الاندماج الافريقي والافواريين في الخارج

. الشيخ عبد الله ولد بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد

جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات القطري

غارسيا اسبيرو ماركيز رئيس مجلس الشيوخ الاسباني

النهار

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016