يشكل ميناء انواذيبو المستقل ركيزة اقتصادية ذات مردودية هامة تتمثل في حجم الصادرات والواردات التي تضخ عشرات المليارات ، مما جعله ذا أهمية خاصة ومعتبرة في الاقتصاد الوطني ويعتبر أحد نافذتي موريتانيا البحرية على العالم الخارجي فأصبح بوابة للمستثمرين الأجانب نظرا لما توليه الدولة من عناية تمثلت في توسعة الميناء وجعله منطقة اقتصادية حرة وما يقدمه الميناء من خدمات جيدة مما ضاعف من اهتمام المستثمرين الأجانب والوطنيين في زيادة استثماراتهم إلا أن هذه النهضة الاقتصادية المهمة والاصلاحات البنائة لم تواكب ميدانيا باجراءات أمنية تتماشى مع التوجهات النيرة للقيادة الوطنية لمكافحة الرشوة والزبونية والوساطة.

إذ انتشرت جماعات تلصص واحتيال وذلك بما تمارسه من سرقة منظمة لممتلكات خصوصيين وطنيين وأجانب وحتى لم تسلم الممتلكات العامة منها إذ توجد ثلاث عصابات اثنتان منها لسرقة وقود البواخر الأجنية والوطنية أو سرقته من أنبوب شركة ((ميب)) الموجود بالميناء والأخرى لسرقة السمك من البواخر الأجنبة والوطنية عند الإفراغ لتجد هذه العصابات الطريق سالكا ومهيئا للخروج بغنيمتها لتوزع بتراض أعد سلفا مع من يحميها وهذه العصابات لها علاقات خفية ومشبوهة خططت بشكل معقد بالمسؤول عن الأمن في ميناء انواذيبو المستقل الذي يعتبر نفسه محميا من طرف جهات عليا وذلك دون علمهاإذ يخالف ماتصبو إليه من أمن وسكينة وتشبث بالقانون، فعلى مرفئ ميناء انواذيبو تجد المئات من البشر تموج بدون هويات ولا عمل ترك لها الحبل على القارب لتغطي على الحركة المشبوهة لجماعات خفية للنشل والإبتزاز والسرقة.

كل هذا يحدث في ميناء محكم بحائط طويل ومكين له بابان محروسان من طرف فرقة الدرك ذات العدد المعتبر والمجهزة بجميع الوسائل ففي وضح النهار كسرت ونهبت حوانيت بيع لصينيين وموريتانيين داخل الميناء ولم يتوصل التحقيق لنتيجة كما هو مع مئات السرقات التي قيدت باسم مجهول بفعل فاعل !!! كما كسرت بوابة شركة صينية وأخذ خزان محاسبها (كوفر) الذي يزن أطنانا ويحتوي على عشرات الملايين وسرقت معه أجهزة الحاسوب السارق كالعادة يعزى للمجهول علما بأنها محروسة من طرف أفراد فرقة الدرك بالميناء ثم تتعرض نفس الشركة للسرقة مرة تلو الأخرى مما حدى بمسيرها لتركيب كاميرات مراقبة خفية لقناعته بتواطئ رئيس مركز الحراسة ليجد قائد العصابة نفسه مفضوح تقنيا بعد أن تركه شابين يافعين وقائد مركز حراسة الدرك ليدخل الشركة مستقلا علاقته الاجتماعية بقائد الفرقة ليرتكب سرقة أخرى.

سيدي المدير ومن خلالكم رئيس المنطقة الحرة ألا تشكل هذه الوضعية الأمنية الخطيرة سببا كافيا يحول دون المزيد من الاستثمارات الأجنبية وهجرة أخرى وطنية وأجنبية نظرا أن رأس المال جبان وجبان كما يقول الاقتصاديون كما أخشى أن يدرج هذا الميناء من طرف المنظمة العالمية للملاحة البحرية ضمن اللائحة السوداء بسبب فشل القائم عليه أمنيا رغم مايتوفرعليه من معدات وتجهيزات وضعتها الدولة تحت تصرفه وتوصيات قادته القاضية بتنفيذه كل مامن شأنه أن ينجح مهمته ويطبق التوجيهات التي تحارب ما يتنافى مع القانون.

بقلم جمال ولد سيدي

نقلا عن موقع الساحل