الصفحة الأساسية > الأخبار > هل ستصبح موريتانيا أكبر محمية للحمير في العالم؟

هل ستصبح موريتانيا أكبر محمية للحمير في العالم؟

الجمعة 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2014  13:54

بقلم أحمدو حبيب الله الملقب المهدي

هذا سؤال وجيه طرحه بعض الرفاق أثناء توجهنا إلى مسابقة الرماية التي أقيمت مؤخرا في ولاية الحوض الغربي أثناء موسم الخريف ، حيث كانت قطعان الحمير عائقا حقيقيا على طول طريق الأمل ، فلا تستطيع أن تقطع واديا ولا أن تواصل سيرا حتى تقطع عليك الطريق جحافل من الحمير السائبة ، الأمر الذي تسبب في كثير من الحوادث وتعطيل المسافرين على هذه الطريق المباركة .

لكننا نحن حاولنا أن نجعل من هذه الظاهرة السيئة مادة شيقة وموضوعا حيويا استمر النقاش حوله بعض الوقت ، وكان النقاش هادفا ولكنه لا يخلو من الطرافة وأحيانا تتخلله بعض النكت الفقهية والتعبيرات البلاغية كالمشبه والمشبه به وبعض أوجه الشبه بينهما . ومن التساؤلات الفقهية التي طرحت أثناء النقاش :

هل يجوز امتلاك هذه الحمير التي لا يميز بينها لون ولا يعرف لها مالك ؟

وإذا كان امتلاكها مباحا فهل يجوز بيعها بعد تحصيل الحيازة لها ، أم أنه لا بد في ذلك من

استصدار رخصة من الدولة ، أو أن الأمر لا يحتاج إلى ذلك كله نظرا لقلة فائدة هذه الحمير ؟ كما طرح البعض تساؤلات وقدم مبررات تبيح صيد هذه الحمير نظرا لعلة التوحوش ، وبعضهم قدم مبررات لقتلها دفاعا عن النفس لأنها أصبحت بمثابة الحيوانات المفترسة .

وبعد كثير من الأخذ والرد ، والنقاش الذي يطبعه الجد ، توصل الجميع إلى أنه لا سبيل إلى استفادة الموريتانيين من حميرهم التي خرجت عن السيطرة ، إلا بتدويل قضيتها في هذه المرحلة ، ولا يتم ذلك إلا بإفساح الطريق أمام هذه الحمير كلها ، لتعيث فسادا في طول البلاد وعرضها ، من غير أن يعكر صفوها أو أن يعترض أحد سبيلها .. علنا بذلك ننجح في تقديم بلادنا كأكبر محمية للحمير في العالم ، لأننا قد فشلنا في استقطاب العالم بطيور حوض آركين والوديعة الجميلة ، فلعلنا ننجح في استقطابه بقطعان الحمير المزعجة القبيحة...

(" الزارعون بأرض البور غلتهم @ سيندمون وغير البور ما حصدوا ") ومما يساعد على تدويل قضية الحمير في بلادنا ، أن هيئات حقوق الحيوان اليوم ، عندما ترى الحمار الموريتاني يتبختر في الطرقات ، وعربته تجرها سيارة ثلاثية العجلات ، سوف تكون هذه الهيئات الحقوقية إلى جانبنا ، وسوف تروج لمحميتنا وتدافع عن قضيتنا .. اللهم إلا أن ترى في هذه العربات الآلية وجراراتها الميكانيكية ، إهانة للحمار حيث قد تذكره بماضيه الحزين ، أو أن تصبح تلك العربات ملكا للحمير وحدهم دون دون غيرهم ، من باب التمييز الإيجابي ، بل الأفضل أن يعطل كل شيء يذكر الحمار بعربته بما في ذلك بعض الألقاب الإعرابية كالجار والمجرور مثلا ، بل لا بد أن يغير اسم هذا الحمار حتى يقتنع هو أنه ليس حمارا ، وإنما هو فرس أو جمل ، وفي هذه الحالة لا بد من سن قوانين تحمي الحمار من اسمه ، بتغريم كل من يتلفظ بكلمة الحمار ، علنا بذلك ننجح في إنشاء المحمية الفاضلة ، لقطعان ( الإبل الحمير) ( أو الحمير الإبل ) . لكن إذا قررنا تحريم لفظة ( الحمار ) فهل نستطيع قراءة الآيات القرآنية التي جعلت من هذا اللفظ رمزا للمنكر والغباء ؟

وإذا قررنا للغرامة مبلغا معينا ألا نخشى أن تصبح الغرامة أكبر من قيمة الحمار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016