Biladi: هل تملك المعارضة من الوسائل ما تطوي به مرحلة عزيز؟

أين يسير بلدنا: موريتانيا ؟ سؤال مركزي لكل طرف في هذا البلد، معارضة أو موالاة، جوابه الجاهز عليه، فالموالاة ترى-أو على الأقل في العلن-أن هذا البلد تحت القيادة الرشيدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز قطع خطوات معتبرة في مجال التنمية والديمقراطية وبعث روحا جديدة في كل المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كما يبذل كل جهد لحماية هذا الزخم من الذين يصطادون في المياه العكرة، وكذلك من الموتورين الذين يغيظهم ما يحصل من إنجازات، وأيضا من خلال محاربة الفساد والمفسدين.

أكاذيب، يقول المعسكر الآخر، المعارضة، التي ترى أن موريتانيا على حافة الهاوية بفعل التسيير الكارثي لرجل "أعمى" لا كفاءة لديه، وأن حل كل مشاكل البلد يكمن فقط في مغادرته للسلطة بأي ثمن، Dégageكما يقول الثوار العرب في الربيع الأخير، ولهذا الغرض وضعت المعارضة برنامجا من الاحتجاجات المستمرة. وقد انطلق هذا البرنامج يوم أمس في العاصمة حيث قررت المعارضة تنظيم مسيرات منفصلة في كل مقاطعات انواكشوط التسع. هل لدينا الوسائل من أجل طي صفحة الرئيس ولد عبد العزيز؟

من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن المخيف أكثر هو أننا دخلنا في منطق المواجهة بين الفرقاء السياسيين، وبعبارة أخرى نحن على وشك الدخول في معركة سياسية ستسفر عن خاسر وعن كاسب، مع ما يحمله كل ذلك من تمزق وشقاء وتجاذب لن يتوقف على مرحلة واحدة بل سيكون نزاعا مستمرا سيختفي معه الأهم وهو تنمية وإسعاد هذا البلد وساكنته، في هذا الجو السياسي المشحون من العبث الحديث عن التفكير العقلاني، لكن غايات هذا ومشاريع ذاك ستكون جوهر المواجهة تماما مثل الحرب تضر أكثر مما تنفع.

رئيس الجمهورية الذي لا يزال سيد اللعبة يجب عليه أن يتجاوز الغضب والحسابات الصغيرة من أجل إنقاذ الوضع ومد اليد للآخرين وبعث ديناميكية جديدة من المصالحة الوطنية، فهو من لديه ما يعطى كما أنه من سيخسر امتيازاته.

Biladi N° 653

ترجمة الصحراء