الصفحة الأساسية > الأخبار > قصيدة " استشفائية" للراحل محمد ولد عبدي

قصيدة " استشفائية" للراحل محمد ولد عبدي

الأحد 28 كانون الأول (ديسمبر) 2014  20:06

مولايَ أنت المجيبُ *** تشفي و أنت الطبيبُ

و ها أنا لهواني *** أكاد ضعفا أذوبُ

وحدي أقاوم عجزي *** وقد غزتني الذنوبُ

و الكلُّ مني بعيدٌ *** إلاَّكَ أنتَ القريبُ

كفى بقربك منجىً *** إذْ منْ سواكَ يجيبُ؟!

ومن سواك ملاذي *** و من سواك الحسيبُ ؟!

بك امتلأتُ وحسبي*** بك الوحيدُ النصيبُ

إذا رضيتَ فمالي ***بالعالمينَ سُبَيْبُ

فالحمدُ عند ابتلائي *** لمَّا تدورُ الخطوبُ

و الحمدُ عند اهتدائِي *** للحمدِ حينَ أذوبُ

و الحمدُ أن قَصِيدِي *** في الذِّكرِ بحرٌ طروبُ

ما بينَ بسطٍ و قبضٍ *** بالعدوتيْنِ أجوبُ

مجرَّدٌ منْ وُجودِي *** إذْ في الجلالِ أغيبُ

و ليسَ لِي عنكَ بُدٌّ *** و لا مقامٌ رحيبُ

و أينَ لِي يا إلهِي *** إلاَّكَ أنتَ المجيبُ ؟!

فكمْ دعاكَ سقيمٌ *** و كمْ رجاكَ سليبُ

؟! و كم تضرَّعَ فقراً*** يرجُو النّوالَ خطيبُ ؟!

و كم إليك أناختْ *** في الليلِ ثَمَّ القلوبُ؟!

و ها أنا يا ملاذي *** تكالبتنِي الكروبُ

وليس لي في افتقاري *** إلاَّ إليكَ الهروبُ

بالبابِ أطرقُ حاشَى *** من جاءَ حبواً يخيبُ

أرجو شفاءً سريعاً *** من كلِّ داءٍ يُصيبُ

و هل تَرى لرجائِي*** بعد الشفاءِ نُضوبُ ؟!

من جاء بابَ كريمٍ ***ثَمَّ السُّؤالُ يطيبُ

أنا الذي خَلْفَ خطوي ***من الخطايا العجيبُ

خمسونَ أَرسُفُ فيهاَ ***و مَا ارْعَوانِي المَشِيبُ

في كلِّ ليلٍ خطاياَ *** و كلِّ يومٍ عيوبُ

كأنَّ عمري يبابٌ *** أخنَى عليهِ الهبوبُ

غداً إليكَ مآلِي *** فقدْ تدانَى الغُروبُ

فاغدقْ عطاياكَ إنِّي *** لولاَ العَطاياَ أخيبُ

و كُنْ أنيسِي بِدارٍ *** بهَا السَّليبُ غريبُ

مَالِي سوى أنَّ قلبِي *** بكَ الكريمُ رطيبُ

و أنَّ لطفكَ سرٌّ *** به الفؤادُ خصيبُ

مولايَ يقصرُ شعرِي ***و الحاجُ بعدُ كثيبُ

مهما يقالُ بأنِّي*** مفوَّهٌ و أريبُ

فأنتَ أعلمُ منِّي *** أنتَ العليمُ الرَّقيبُ

و الفقرُ حالِي و عُمرِي ***بَدا عليهِ الشُّحوبُ

فالطفْ تكرَّمْ تجاوزْ*** و ارحمْ غداةَ أَؤُوبُ

بجاهِ خيرِ البراياَ ***ذاك الشفيعُ الحبيبُ

لولاهُ ظلَّتْ حيارَى*** في التِّيهِ ثَمَّ شُعوبُ

و ما تَراجَع غَيٌّ ***و ما استقالتْ حروبُ

و ما تضرَّع شعراً*** للهِ قبلُ أديبُ

صلَّى عليهِ إلهِي ***ما هبَّ ريحٌ جنوبُ

و ما استمالَ شمالٌ ***و ما استفاضَ نسيبُ

2 مشاركة منتدى

  • قصيدة " استشفائية" للراحل محمد ولد عبدي 29 كانون الأول (ديسمبر) 2014 04:50, بقلم ابن كيفه الاول

    إنا لله وإنا إليه راجعون .لقد افتقدت موريتانيا ابنا من ابنائها البرره المخلصين لها كما افتقدت الساحه الادبيه كذلك نجما من نجومها البا رزين الذي ملأ الساحة المو ريتا نيه شعرا وأدبا ونقدا فكانت قصائده على كل الالسنه وحا ضره في كل المنا سبات الادبية لقد غاب عنى رحمه الله ولكن لن يغب عنى شعره وادبه وستبقى الساحة الادبيه في موريتانيا تذكره ولن تنساه .كما أن الساحه الادبيه في دوله الامارات العربيه المتحده تذكره حيث كانت له مساهمات عديده بين الشعراء والادباء من زملائه في دولة الامارات العربية المتحده .رحمه الله وأسكنه فسيخ جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .

    الرد على هذه المشاركة

  • قصيدة " استشفائية" للراحل محمد ولد عبدي 29 كانون الأول (ديسمبر) 2014 14:36, بقلم محمد السالك ولد مدو

    إنا لله وإنا إليه راجعون

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016