تم مساء السبت 10 يناير 2015 اختيار الدبلوماسي المنتمي لمدينة كيفه السيد عبد الله ولد النهاه أمينا عاما لرابطة الدبلوماسيين الموريتانيين وذلك خلال المؤتمر الثاني لهذه الرابطة وقد ألقى الدبلوماسي الشاب ولد النهاه أمام المؤتمرين خطابا هاما هذا نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلي الله و سلم علي نبيه الكريم

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

﴿ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمُ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوِ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ صدق الله العظيم أصحاب السعاد ممثلو البعثات الدبلوماسية ؛

السيدات و السادة المديرون بوزارة الشؤون الخارجية و التعاون ؛ السيدات و السادة المدعوون ؛

زملائي زميلاتي أصحاب السعادة الدبلوماسيون ؛

إن الموقع الجغرافي لموريتانيا و ثراء تركبتها السكانية يجعلها قادرة علي لعب دور محوري في شبه المنطقة و في القضايا الدولية الكبري، و قد شجع ذلك بعض بنات و أبناء الوطن علي اختيار الدبلوماسية سبيلا إلي الاسهام في النهوض بموريتانيا و إحلالها بالمكانة اللائقة بها، وقد كانوا محظوظين إذ تخرجوا من المدرسة الوطنية للإدارة في جو يتميز بالاهتمام بالمواطن و محاربة الفساد و إعادة الحقوق إلي أصحابها و العمل علي الرقي بالشرائح التي كانت مهمشة، و تعزيز الوحدة الوطنية و النهوض بالتعليم، و قد شجع هذا الجو الدبلوماسيين المهنيين علي إنشاء رابطة ـ أتشرف بكوني أول أمين عام لها رئاسة أخي الكبير و أستاذي العزيز أحمد ولد القاظي ـ هدفها الاسهام في تطوير الدبلوماسية الموريتانية و تحسين صورة البلاد بكافة الوسائل التي يسمح بها القوانين، مع الالتزام بواجب التحفظ و الانضباط، مفضلين العمل الأكاديمي الفني و المهني الملتزم، علي تشكيل إطار نقابي.

و لئن كانت الاكتتابات المتتالية التي قيم بها مؤخرا قد ساهمت في تحسين أداء وزارة الشؤون الخارجية و التعاون، إلا أنني أعترف لطواقم الوزارة من غير الدبلوماسيين بدورهم الفعال فيما وصل إليه القطاع بفضل عملهم الدؤوب خلال السنوات التي توقف فيها الاكتتاب و أدعو إلي إعطائهم الأولوية في الاكتتابات القادمة.

لقد أصبحت موريتانيا دولة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب و كافة أنواع الجريمة العابرة للحدود كما حققت نموا اقتصاديا معتبرا و اعتمدت ترسانة من القوانين تضمن للمستثمرين حقوقهم، و وفرت جوا من الأمن و الاستقرار يشجع علي العمل و الانتاج، كما حققت سمعة و مكانة دولية محترمة و برهنت علي صدق نيتها و سعيها من أجل تحقيق الخير و الرفاه لشعوب المنطقة، و قد تجلي ذلك من خلال رئاستنا للاتحاد الافريقي و إنشاء مسار انواكشوط و مجموعة الدول الخمس بالساحل و كذا وقف إطلاق النار بين أطراف الأزمة في جمهورية مالي الشقيقة، و التضامن مع الدول الشقيقة التي تعاني من مرض الإيبولا.

إنني إذ أثمن هذه الانجازات و أتوقع زيادتها، لأرجو منكم ـ أصحاب السعادة زملائي الدبلوماسيين ـ المزيد من الجدية و الاخلاص و تكريس كل وقتكم لتطوير الدبلوماسية الموريتانية مستغلين الإرادة السياسية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز و العمل معه يدا بيد بصفته المسؤول عن تحديد و توجيه السياسة الخارجية للبلد و بصفتكم المختصين فيها بفعل اكتتابكم و تكوينكم و بصفتها تخصصا مثل الطب و القضاء و الإدارة و غيرها.

﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ صدق الله العظيم. و السلام عليكم و رحمة الله تعالي و بركاته.

انواكشوط، 10 يناير 2015

عبد الله ولد النهاه