سحر وادان / محمد محمود ولد الصيام
وكالة كيفة للأنباء

تعد أ نطلاقة النسخة الجديدة من من مهرجان المدن القديمة مناسبة لأبناء مدينة وادان ومحبيها لقضاء أيام في مهد ثقافة وتراث ظل عصيا على النسيان وأبى إلا أن يجد له حيزا ومكانة في الذاكرة الجمعوية للأمة .

فالمدينة التي مضى على تأسيسها مايربوعلى ثمانية قرون من الزمن ، لا تزال حاضرة وذكرها على كل لسان ، وتم تصنيفها لدي اليونسكو إرثا حضاريا عالميا تنبغى المحافظة عليه ، إضافة إلى باقي المدن التاريخية الأخرى ، التى يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على التراث المادي وغير المادي لها وذلك عبر أنشطته وفقراته المختلفة .

سحر هذه المدينة لا حدود له ، والذوبان في دفاتر تاريخها أمر مؤكد ، فمنذ التأسيس ومرورا بمختلف المراحل الأخرى بوسع المرء رصد تاريخا من النبل والعطاء والصلاح...

بتخطيط تام تم تأسيس المدينة من قبل رجال بدووا مؤهلين فعلا لوضع الأساس لمجتمع واداني راق ومميز ، مجتمع يشدك لدرجة تتمنى لو أنك عشت فيه وتشعر بكثير من الفخر لأنه صار جزءا من تاريخك، فالموقع الجغرافي وطابع المؤسسين الروحي والديني وإيمانهم بالفكرة كان المحرك الأساسي لبناء مجتمع دينامي يملك القدرة على التغير والتطور والإنتظام...

حط الأربعة-الحاج على الصنهاجي والحاج يعقوب القرشي والحاج عثمان الانصاري ووالدنا الحاج عبد الرحمن الصائم المخزومي - أمتعتهم في تلك الرقعة التى أختاروها مسرحا لتشييد مكانتهم ورسم تاريخهم ، انطلقوا من اللاشيء ليصلوا إلى كل شي ء ، في صدر كل واحد منهم علم ، أكتسبه بعد جهد ومشقة ومكابدة ، وفي أعماقهم ذكريات عن رحلة حج استمدو منها دروسا في الصبروالتحمل ، ومعهم إيمان تام بفكرة وحدتهم وجعلت منهم رجال حالمون ومبادرون في نفس الوقت.

توالت رحلة عمران المدينة ، والتى لا تزال الآثار شاهدة عليها ، فكان المسجد بمثابة اللبنة الأولى ومنه دبت الحياة في أرجاء المدينة ، لنقرأ عن شارع العلماء والذي يوجد به أربعون منزلا متجاورا في كل منزل عالم ، وسور المدينة المحيط بها والذي كان حصنا منيعا ضد أي إعتداء او تدخل خارجي وهو فكرة توحى بشمولية المجتمع الواداني في تعاطيه مع مختلف الجوانب بما فيها جانب الدفاع ومايوفره من أمن وإستقرار ينعكس إيجابا على مختلف نواحي الحياة بالنسبة لساكنة المدينة.

شكلت المدينة حضنا لحراك معرفي عميق ، حيث كانت مدينة علم بالمقام الأول ، ومركز إشعاع حقيقي.

جعل منها وجودها في وسط الصحراء نقطة مرور لمختلف القوافل المتجهة إلى المشرق ، فصارت بذلك محطة تجارية ومركزا اقتصاديا هاما.

نستطيع القول بأن المدينة علاوة على جهود مؤسسيها وأبنائهم حظيت ببركة وتيسير ، فأمور شتى تجمعت لتجعل من وادان وديان من المعرفة والأمن والرخاء والعطاء...

أملي كبير في أن يكتب لمهرجان المدن القديمة كل النجاح ، وأن يستمتع ضيوف وادان وأبنائها وهم يعانقون تراثا من الأصالة والجمال وسط عبق من تاريخ قوم نكن لهم كل التقدير والإحترام ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2016-12-11 15:38:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article16504.html