القنصل العام لموريتانيا بالكونغو ابرازافيل يصف التعديلات المرتقبة بتعديلات التنمية والازدهار ( مقابلة )
وكالة كيفة للأنباء

في إطار سعيها الدؤوب لإسماع مواطني مقاطعة كيفه ولعصابه عموما أفكار وآراء الأطر والفاعلين وقادة الرأي، وحرصا منها على إتاحة الفرصة لكل أبناء المنطقة للإدلاء بما لديهم من رؤى وتصورات تتعلق بالشأن العام ؛ التقت وكالة كيفه للأنباء بالدبلوماسي والفاعل السياسي السيد محمد موسى باباه العالم، وذلك في ذروة الحملة الانتخابية الممهدة لاستفتاء 2017 وأجرت معه الحوار التالي :

وكالة كيفه للأنباء : سعادة القنصل العام ، تميزت الحملة الحالية بحضور قوي للقبائل ألا تعتقدون ان ذلك خطرا على الديمقراطية ودولة المواطنة ؟

محمد موسى باباه العالم : بادئ ذي بدء أشكر وكالة كيفه للأنباء على إتاحة الفرصة وأرجو أن تثبت على خط مهني مستقيم لا ينحاز إلى أي طرف .

بلدنا لله الحمد يحتوي على مجموعة كبيرة من الأحزاب وتعمل هذه الأحزاب بكل حرية ، وظاهرة القبائل هي ظاهرة اجتماعية في جميع المجتمعات التي تشبه حالتنا في الوطن العربي وفي افريقيا ولا ضير فيها إذا استخدمت بشكل إيجابي قال تعالى ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ....... ) لاسيما وأن الجميع يعمل تحت مظلة أحزاب مرخصة.

وكالة كيفه للأنباء : كثيرون يرون أن التعديلات الدستورية المرتقبة لا مبرر لها ما رأيكم ؟

محمد موسى باباه العالم : من يرى أنها لا مبرر لها؟

قبل أن أجيب على هذا السؤال سأتعرض بعجالة لتعريف الدستور : فكلمة دستور ليست عربية فأصلها فارسي ودخلت اللغة العربية عن طريق التركية ، ويقصد بها التأسيس أو التكوين أو النظام وفي المبادئ العامة للقانون الدستوري يعرف الدستور بأنه : مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين ، والواضعة للأصول الرسمية التي تنظم العلاقات بين مختلف السلطات داخل الدولة.

هو: موجز الإطارات التي تعمل الدولة بمقتضاها في مختلف الأمور المرتبطة بشؤونها الداخلية والخارجية . وفي تعريف آخر فالدستور أيضا : مجموع القواعد القانونية ، المكتوبة أو العرفية التي تنظم النظام السياسي للدولة وتحدد شكلها( منفردة أو مركبة ) ، وشكل الحكم فيها ( ملكي أو جمهوري ) وشكل النظام السياسي ( رئاسي أو برلماني) كما يحدد توزيع الاختصاصات بين مختلف السلطات وطرق الوصول للحكم.

وبالعودة إلى سؤالكم فإنه لا يوجد دستور صالح لكل زمان ومكان نظرا للتطور البشري الذي يخلق الحاجة لوجود مؤسسات جديدة كما يقضي على مؤسسات كانت قائمة .وعليه فالدستور ينبغي أن لا يظل جامدا فالذي لا يتغير هو النص القرآني الذي هو تنزيل من حكيم حميد .

وكل الدول تعدل دساتيرها حسب الحاجة والضرورات التي تطرأ على حياة هذه الدول من تطورات اقتصادية واجتماعية وأمنية فكل هذا يخلق وسائل يجب أن تكيف قانونيا ودستوريا.

وكالة كيفه للأنباء : كثرت في الآونة الأخيرة المطالب بالمأمورية الثالثة رغم عدم دستورية ذلك بوصفكم خبيرا قانونيا ما هو رأيكم في هذه المسألة ؟

محمد موسى باباه العالم : إذا طالب الشعب الموريتاني بانتخاب رئيسه لفترات أخرى فلا يعتبر ذلك جرما ، وذلك لأن الشعب هو مصدر كل السلطات ولا شك أن الموريتانيين يتذكرون عاصمتهم ، قبل 2009 ، ويتذكرون شوارعها ومطاراتها وما بها من بنية ومن حقهم أن يقولوا نعم للإصلاح ، فمصلحة موريتانيا ومستقبلها فوق كل اعتبار. والدستور هو أسمى القوانين ،ولا يجب أن يظل جامدا فهو وضع من أجل مصلحة الناس وتنظيم حياتهم و يتغير مع مرور الزمن طبقا للصالح العام فلا يوجد دستور صالح لكل زمان ومكان .

وكالة كيفه للأنباء : بوصفكم أحد أبناء هذه الولاية ماذا ستقدم برأيكم المجالس الجهوية المقترحة للسكان ؟

محمد موسى باباه العالم : نتطلع أن تكون هذه المجالس من أصحاب الكفاءات وأن تراعي هذه المجالس موارد كل ولاية ومقدراتها وتأخذ ذلك في الحسبان لتباشر التخطيط والتنسيق والتوجيه وأن تكون لديها تصورات واضحة لتنمية الولاية وفي كافة أوجه الحياة وأقترح أن تتكون هذه المجالس من المجالس البلدية والمنتخبين والسلطات الإدارية، وأن تتاح لها فرصة العمل مع نظرائها في بقية دول العالم ،كل حسب تسميته ( مجالس محلية ، مجالس بلدية ، مجلس ولاية ) بعقد اتفاقيات التعاون وتبادل التجارب والخبرات ، و يجب ان يكون مجلس كل ولاية سفيرا لها في تلك الدول التي يبرم معها اتفاقيات تعاون ، و هو ما سيساعد في خلق تنمية سريعة وهذا ما يصبو إليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، ويجب أن يتم هذا التعاون طبعا تحت إشراف الوزارات الوصية.

وكالة كيفه للأنباء : أن تغيب المعارضة من المشهد الوطني ، ما فائدة الديمقراطية ؟

محمد موسى باباه العالم : المعارضة ليست مغيبة لكن المعارضة المسؤولة يجب أن تكون نزيهة ومنصفة فتثمن وتشيد بما تنجزه السلطة ، ثم تنتقد وتتحدث حول النواقص أما إذا لم تكن ترى إلا نصف الكأس الفارغة فذلك أسلوب غير مسؤول ، هناك معارضة حضرت وأخرى قاطعت ونحن نحترم الجميع.

لا ينبغي أن تفند المعارضة كل شيء بالنظر إلى أنها ليست في السلطة وتنعت الأشياء بكل سلبية هذه ليست المعارضة التي تخدم الديمقراطية. فهي تهدف فقط للوصول إلى السلطة بشتى الطرق ، وإذا وصلت للسلطة فالأمور كلها بخير وما لم تصل لها فالأمور كلها سلبية .

وكالة كيفه للأنباء : تردد اسمكم في الاستحقاقات الانتخابية الماضية التي عرفت اصطفافات قبلية كبيرة واحتد فيها التنافس بين شخصيات وازنة معروفة فهل ينعكس ذلك الوضع سلبيا على نتائج الاستفتاء الحالي ؟

محمد موسى باباه العالم : لا أظن ذلك .

تلك استحقاقات نيابية ماضية عرفها عموم التراب الوطني وتنافس فيها المترشحون ففاز من فاز وأخفق من لم يحالفه الحظ . وكل الموريتانيين مجمعون على نجاعة وضرورة هذه التعديلات وسوف يصوتون لها بأكثر من 90 في المائة وهي تعني جميع الموريتانيين ، وليست لفخامة الرئيس أية مصلحة شخصية فيها بقدر ما تعود بالنفع عليه كمواطن موريتاني ، وستضع هذا البلد على السكة.

وتجلب العدالة الاجتماعية والأمن والازدهار..

وكالة كيفه للأنباء : هل من كلمة أخيرة ؟

محمد موسى باباه العالم : أشكر سكان ولاية لعصابه على ما أظهروه من دعم لمشروع التعديلات الدستورية وأجدد مطالبتي إياهم بأ ن يكون يوم 05 أغشت يوم "نعم" لموريتانيا قوية وموحدة ومزدهرة ، وتنعم بالأمن والاستقرار بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-08-01 18:27:44
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article19182.html