عثمان ولدعمار لوكالة كيفه: الترشحيات الماضية لحزب "الاتحاد" ولدت الكثير من التشرذم السياسي ودفعت كل مجموعة للتقوقع على نفسها (مقابلة)
وكالة كيفة للأنباء

أجرت وكالة كيفه للأنباء مقابلة شاملة مع الوجه السياسي عثمان ولدعمار تحدث فيها عن وجهة نظره في نتائج الانتخابات على مستوى مقاطعة كيفه وموقفه أصلا من ترشيحات الاتحاد من أجل الجمهورية وعن دوافع دعمه للائحة الحراك المنسحبة وكذلك رأيه في نخب المقاطعة وحول من يدعم في الشوط الثاني لبلدية كيفه ومواضيع أخرى وهذا هو نص المقابلة كاملا :

وكالة كيفه للانباء : إلى أي حزب سياسي ينتمي السيد / عثمان ولد عمار ؟

عثمان ولد عمار : في الوقت الحالي لا أنتسب لأي حزب وتجربة الحزب الحاكم مع ترشيحا ته سابقا دفعت الناس إلى التموقع في جهات أخرى كالقبائل والطوائف ، ومازلت في حيرة بسبب ذلك .

وكالة كيفه لأنباء : في بداية الحملة كنتم من قيادات لائحة حزب الحراك التي رشحت ولد بوسيف ، فهل كان ذلك بدافع القناعة السياسية أو لحسابات محلية تخص بمقاطعة كيفه ؟

عثمان ولد عمار : لا أخفيك سرا أن الأكثر في هذا الجانب هو الحسابات المحلية وهو ردة فعل من أناس مغاضبين فاجأتهم خيارات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وأنا بالخصوص قادني ذلك الغضب حتى بعد تجميد اللائحة إلى تأييد مرشح حزب الوئام حيث رأيته الأقنع من بين المترشحين .

وكالة كيفه لأنباء :عندما تتخذون موقفا سياسيا ما فما هي المعايير التي تؤسسون عليها اختياراتكم ؟

عثمان ولد عمار : ننطلق دائما من حرصي على مصالح المقاطعة وسكانها ، وقد وجدت هذه المرة أن المترشحين الذين أختارهم الحزب الحاكم غير مقنعين ، كما تم تهميش مجموعات أساسية من المقاطعة . إن ولايتي تستحق التمثيل بكل جدارة نظرا للمكانة التي تحتلها تاريخيا كما في الحاضر ، وقد كان لها دور مهم في كل المراحل التي قطعتها الدولة الموريتانية ، حتى عند نهاية الحكم المدني كانت مساهمتها كبيرة في التغيير الذي حدث يومئذ . واليوم نشهد تراجعا في ذلك الدور حيث تعيش هذه الولاية فوضى سياسية وتسيب وإهمال من طرف القائمين على شؤونها العامة . فأنت تلاحظ ترشح 51 نائبا وهي نتيجة لاختيارات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ويمكن أن تسجل أن أكثرية المترشحين ليسوا من أبناء المقاطعة أو غير مقيمين بها على الأقل نظرا للفوضى السياسية العارمة.

وكالة كيفه لأنباء : الفوضى التي تحدثتم عنها يرى البعض أنها إيجابية بحيث يعتبرونها خروجا على القطبية التي اختزلت الهم السياسي بمقاطعة كيفه منذ الثمانينيات ؟

عثمان ولد عمار : لكل الحق في أن يفسر الأمور كما يراها وفي نهاية المطاف تجد أن الأمور تتجه نحو القطبية المعهودة وهو أمر يسري في كل الأمم ، حيث تجد في أكثر الأحيان : يسارا ، ووسطا ، ويمينا ، وها نحن نعود إلى لائحتين فقط لبلدية كيفه من أصل تسع ، وإلى ثلاثة نواب من أصل 51 نائبا ، وبالتالي نكون قد رجعنا إلى تلك القطبية ، وبالمناسبة فإنني أهنئ النواب الثلاثة الفائزين ولاشك أنهم مثلوا ثلاث مجموعات أساسية بهذه المقاطعة . مع التذكير أنه قد بقيت مجموعات رئيسية وأن الوضع بالنسبة للحزب كان يمكن أن يكون أفضل لو تمت مشورة جميع الأطراف وتمت مناقشة الجميع حول طرق الاختيار . كان بإمكان الحزب أن يقتطف مقعدين وحتى ثلاثة لو توفر القليل من الحكمة لاختيار المترشحين كذلك على مستوى العمدة ، وكان بإمكانه أيضا أن يؤمن أكثرية المستشارين تمهيدا لانتخابات الشيوخ ، لقد أظهرت نتائج الانتخابات الماضية أن لكل مجموعة وجودها وحجمها الذي يؤهلها لأخذ حصتها ، واسمحوا لي هنا أن أؤكد لك أن نائب الاتحاد من أجل الجمهورية يستحق مقعده بكل المعايير ، وبالمقابل هناك نواب آخرين أو عمد يمكن أن يتبوؤوا مناصبهم دون أن يكون ذلك بواسطته و لا بواسطة أي حزب أو مرورا بحساسية سياسية . وأعود لأقول أن ما تكلفه النواب الثلاثة من تكاليف باهظة كان يمكن تجنبه لو أحسنت الاختيارات ، وكان بإمكاننا أن نحصد كل شيء وبأقل الأثمان . وهنا لا يفوتني أن أناشد السياسيين بأن يتصارعوا ولو لمرة واحدة على إصلاح البلدية ، أو التحسين من أداء المصالح الخدمية ، وبدلا من تلك الخلافات العقيمة عليهم أن يتجهوا للمصالحة فلا أحد يمكن أن يسحق الآخر أو يهضم حقه ، والجميع إخوة وأصدقاء.

وكالة كيفه لأنباء : نخرج لتونا من حملة قبلية بامتياز فما موقف عثمان ولد عمار من إقحام القبيلة في الشأن السياسي ؟

عثمان ولد عمار : القبيلة واقع و هذا السؤال الذي يجب أن يوجه للدولة . ومادام المريض يتوجه إلى قبيلته من أجل العلاج وإليها يمد يده للحصول على القوت وإليها يلجأ عندما يظلم أو يسجن أو يتلقى أي مكروه ، فهذا يعني أنه لاغنى عن القبيلة والعكس صحيح ، فعندما تلبي الدولة كافة حاجيات موطنيها فستصبح القبيلة بلا دور . و أريد هنا أن أشير إلى أن الظاهرة تجذرت بسبب اسلوب الحزب الحاكم في ترشيحاته ، فهبت جميع المجموعات القبلية كل واحدة تريد التعبير عن ذاتها تحت سقف واحد هو الفبيلة.

وكالة كيفه لأنباء : عندما تجول نظرك بين المرافق الصحية والتعليمية لهذه المدينة وترى أكوام القمامة في كل مكان فما هو الانطباع لذي يحصل لديك تجاه نخبها وأطرها ؟

عثمان ولد عمار : أرى أن الجماعات التي أشرت إليها هي السبب فيما آل إليه وضع هذه المدينة ، والمثال قريب حيث تم الأختيار على أسس غير موضوعية.. إنني ألاحظ أن سياسيينا في عجلة من أمرهم وليسوا على دراية بأولويات المقاطعة .

وكالة كيفه للأنباء :

بعد هذه لانتخابات ألا يمكن أن تتنبؤوا بمقترح الحزب الحاكم لشيخ المقاطعة القادم ؟

عثمان ولد عمار : قد لا يتحكم الحزب الحاكم ولا غيره من الأحزاب المشاركة في الاستحقاقات الماضية في حسم شيخ المقاطعة القادم لسببين رئيسيين : السبب الأول هو أن الذي يضمن الشيخ هم المستشارون البلديون وما من حزب اليوم يضمن من المستشارين ما يمكنه من حسم شيخ المقاطعة ، ذلك أن المستشارين حتى الآن موزعون بين مختلف الأحزاب والطوائف السياسية المتنافسة . السبب الثاني يعود إلى عامل المال السياسي الذي أصبح وللأسف الشديد يلعب دوره في توجيه أراء المستشارين البلديين وهو بيد الجميع مما يجعل من الصعب التنبؤ بما سيؤول إليه الوضع . من هنا أتمنى أن يكون الحزب الحاكم على درجة من الحنكة تمكنه من تفادي الأخطاء التي وقع فيها خلال الترشيحات الماضية بحيث يتم الاختيار بعد المشاورات مع جميع الفاعلين السياسيين وأن يكون الشخص المختار على المستوى المطلوب.

ولتدارك الأخطاء التي ارتكبت قبيل هذا الاستحقاق يجب على قيادة الحزب أن تفهم الفرق بين " الاتحاد" والحزب الجمهوري ورئيس الفقراء ورئيس الجمهوري إذ ان قبضة الجمهوري على الجماهير تختلف عن قبضة الحزب الحاكم الآن حيث بدا رئيس الجمهورية غير مهتم بتوجهات المواطنين مما أفسح مجالا أوسع للحريات. وكلما تم الابتعاد عن وجوه وأساليب العهد البائد كلما كان النجاح ممكنا وهو أمر جلي الوضوح في تجربة الحراك الشبابي. وفي هذا الصدد وبما أن رئيس الحزب هو أحد أبناء هذه الولاية وكان مفاجئا أن ترتكب نحوها أخطاء فإنني أطلب منه أن ينتبه جيدا إلى أعمال لجانه وأن يكون بقظا اتجاه تصرفات الحلقة الضيقة حوله.

وكالة كيفه للأنباء :

ماهو تعليقكم على نتائج الانتخابات الماضية ؟

عثمان ولد عمار : أرى أنه ورغم الملاحظات التي سجلت من طرف الأحزاب المترشحة فعلى الجميع طي صفحة الماضي وتناسي إفرازات الحملة وإكراهاتها وأن لا غالب ولا مغلوب كلنا إخوة وشركاء ، فبغض النظر عمن فاز علينا أن نعتبر أنه مجرد امتحان فصل ، زيد تجاوز إلى الصف الموالي وعمرو ينتظر فرصة أخرى. .

وكالة كيفه للأنباء :

خلال الشوط القادم من تدعمون ، أمين ولد أب أم مريم بنت دافيد وبماذا تنصحون جماهير هذه المقاطعة ؟

عثمان ولد عمار :

هذا السؤال لو طرحتموه على غيري سيحرجه ويتحفظ على الإجابة عليه ، أما بالنسبة لي فالأمر واضح ، أنا أدعم مريم دافيد 100 % رغم أن ذلك لا يعني عدم رضاي عن أمين ولد أب بل العكس أنا أكن له الكثير من الاحترام والتقدير ، إلا أنني أفعل ذلك لسبب واحد حسب رأيي وهو أن مريم دافيد مقيمة بين ظهرانينا بشكل دائم و ستكون الأفضل لبلدية كيفه ، هي إذن تعاني ما نعاني وتحس بما نحس وهو ما لا يتوفر في غيرها من المترشحين الذين لا تعرفهم المدينة إلا فترة وجيزة. وبالتالي سيتركون البلدية لمعاونيهم يعملون بها ما يشاؤون . وبالمناسبة أطالب الحكومة ورئيس الدولة بصفة خاصة أن يعملوا مستقبلا على إرسال مفتشي الدولة دائما إلى البلديات حتى لا يتكرر التلاعب بها مستقبلا ، مما يدفع العمد إلى تحمل مسؤولياتهم وعدم تركها في أيادي غير مسؤولة . وإنه لمن الغريب أنك تشاهد عمدة يقضي مأموريته وقد يزيد عليها دون أن يتلقى بعثة تفتيش للدولة . في الوقت الذي كلنا يعلم أن البلديات في بلدنا فاشلة وأموالها مهدورة دون رقيب باستثناء الهيأة الحضرية بنواكشوط التي كانت عليها مآخذ من طرف مفتشي الدولة في الآونة الأخيرة ، أما ما عدا ذلك من بلديات الوطن فلا علم لي بمساءلته . و الفت مواطني أن عاملا ثانيا يدفعني إلى هذا الخيار وهو كون المترشح سيدة و لتموقعها في جماعة سياسية فستعمل حسب اعتقادي بروح الفريق. وأنا أضع مصلحة مدينتي فوق كل اعتبار.

وكالة كيفه للأنباء : لو تفضلتم السيد عثمان ولد عمار ، نحن في نهاية 2013 فهل تتذكرون إطارا أو منتخبا من أبناء هذه الولاية أبلى بلاء حسنا في خدمة هذه المقاطعة فاستحق التكريم ؟

عثمان ولد عمار :

هذا السؤال لا أستطيع الإجابة عليه ، فلكل نظرته الخاصة به إلا أنني شخصيا تحرجني الإجابة على هذا السؤال وبالنسبة لي ، هنالك العديد من أبناء هذه الولاية ممن يستحقون الشكر على الخدمات الجليلة التي ما فتئ. لقد حاولنا أن نرد الجميل لبعض هؤلاء فطلبنا ان يتولوا شؤوننا العامة غير أننا لم نوفق به . وثمة آخرين على نفس المنوال. نحن نعيش جميعا بهذه المدينة . وعلى كل من يمتلك ضميرا حيا أن يدعم خيرة أبنائها ممن توفرت فيهم الكفاءة بغض النظر عن العواطف الخاصة التي سيطرت وللأسف الشديد على المشهد السياسي الأخير .

وكالة كيفه للأنباء : هل من كلمة أخيرة توجهونها لأبناء هذه المدينة ؟

عثمان ولد عمار : أريد من سكان هذه المقاطعة أن يعرفوا أن العمدة وغيره من رؤساء المصالح الأخرى ما وجد إلا من أجل خدمة المواطن لا أكثر ولا أقل ، وعلى الجميع أن يدرك ذلك وأن يراقب بعين ساهرة على أمن ومصلحة المواطن بهذه المدينة وأن يعبر عن كلما يلاحظ من خروقات في هذا المجال بملء فيه حتى ولو كلفه ذلك السجن والضرب . المهم أن يدافع عن مطلب مشروع . كما أهنئ سكان كيفه على موقع وكالة كيفه للأنباء الذي يعتبر إنجازا جليلا، إلا أنني أناشد فيه روح المسؤولية والمهنية والنزاهة والصبر على ما قد يعترض سبيله من مشاكل وضغوط ، كما أنصح القائمين عليه بالابتعاد من السياسة باعتبارها تتناقض مع مهمتكم و ذلك سيساعد في بناء الثقة بين الموقع ورواده وكلي أمل أنكم ستكونون عند حسن ظن الجميع ، أتمنى لكم التوفيق .


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-12-03 08:10:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article5123.html