ولد الشيخ لوكالة كيفه: أداء المنتخبين مترهل ولن تحل مشاكل المقاطعة إلا بتضافر جهود الجميع (نص المقابلة)
وكالة كيفة للأنباء

أجرت وكالة كيفه للأنباء مقابلة شاملة مع الناشط السياسي الشاب السيد المصطفى ولد الشيخ تم التعرض فيها للعديد من القضايا المطروحة على مستوى مقاطعة كيفه وهذا هو النص الكامل للمقابلة:

وكالة كيفه للأنباء : كيف تقيمون الانتخابات البلدية والنيابية الماضية وكذلك أداء منتخبي مقاطعة كيفه سواء كانوا نوابا أو عمدا ؟

المصطفى ولد الشيخ : الانتخابات البلدية والنيابية الماضية تمت في جو من التوتر ناتج عن طبيعة اختيارات الحزب الحاكم لمرشحيه حيث لم تكن موفقة حسب ما يرى كثيرون في حزبنا هنا وذلك بسبب عدم خضوع اختيار المرشحين لمعايير موضوعية ومتوازنة فساد جو من الخلاف والصراع ومع ذلك فقد انتهى كل شيء و لم تتجاوز تلك التجاذبات فترة الانتخابات حيث عاد الجميع بعدها إلى المواقع الأصلية ، الأمر الذي تجلى في دعمنا كمجموعة لمرشح الحزب الحاكم في البلدية رغم خلافنا مع مرشحه للنيابيات لأننا نعتبر بأن هذا الحزب هو خيارنا وأملنا كبير في أنه سيسترجع مصداقيته لدى المناضلين بعد بروز قيادة جديدة .

أما فيما يتعلق بأداء منتخبي هذه المقاطعة فحسب ما أرى أنه لم يصل بعد إلى حد طموح السكان نظرا لاعتبارات منها كون المنافسة محلية مما أدى إلى خلق خلافات ضيقة جعلت المنتخب يشعر بكونه مرشح مجموعة أو طائفة بعينها وعليه أن يرد لها الجميل ، فبدلا من أن يتجاوز الخلافات الناتجة عن المنافسة في الانتخابات و يظهر كمرشح دائرة انتخابية تجمع كل الأطياف السياسية فقد ظل يعمل على تكريس الفئوية والطبقية على حساب الانتماء الوطني والشعور بالمسؤولية ، ومن هذا المنبر أتمنى أن يبادروا ويعودوا إلى رشدهم وبالتالي يعملون على خدمة مقاطعتهم .

وكالة كيفه للأنباء : خلال الانتخابات النيابية الماضية اخترتم مرشح من خارج الحزب الحاكم الذي تنتمون إليه هو مرشح حزب الوحدة والعمل جمال ولد كبود فما هي الدوافع التي جعلتكم تقفون بقوة خلف هذا المرشح ؟

المصطفى ولد الشيخ : سبق وأن قلت لكم أن اختيارات المرشحين في الاستحقاقات النيابية والبلدية الماضية تمت في ظروف خاصة وبعيدة كل البعد عن الحد الأدنى من الشفافية حيث كنا نأمل أن تخضع لمستوى من التشاور والنقاش مع الفاعلين و السياسيين المحلين لكن ما حدث هو تلك السنة السيئة التي كانت تنتهجها الأحزاب في الزمن البائد ، وهو أن تأتي بعثة تنتدبها قيادة الحزب الحاكم بمقترح "معلب" يفرض فرضا على المناضلين و أطر الحزب الأمر الذي جعل البعض وكنت من بينهم يضطر لاتخاذ موقف خارج خيار الحزب للتعبير عن الرفض لتلك المقترحات غير الديمقراطية خصوصا بعد قانون النسبية الجديد الذي يتيح للجميع فرصا أكثر.

وكالة كيفه للأنباء : المجموعة التي دعمت المرشح ولد كبود والتي كنتم ضمنها ظلت متماسكة حتى وقت قريب ، هل لديها نية في تشكيل إطار سياسي معين أو الانضمام لجهة ما أم أن الحديث عنها الآن لم يعد واردا ؟

المصطفى ولد الشيخ : المجموعة السياسية التي كانت تقف خلف المرشح كبود تتميز بكونها عبارة عن كشكول من الوحدات الاجتماعية الموجودة محليا والتي لم تعد ترى ذاتها في التحالفات السياسية الموجودة نظرا للغبن الذي شعرت به حينئذ فأرغمت على أن تتحلق حول نفسها وتشكل كيانا مستقلا لكن في إطار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ودعم برنامج مرشح الأغلبية الرئاسية وهذا هو خيارها الأساسي.

وكالة كيفه للأنباء : رجوعا إلى الوراء هنالك سؤال يطرحه الرأي العام وإن تقادم ففي سنة 2007 قاد الشاب المصطفى ولد الشيخ مجموعة سياسية تنتمي للمجموعة التقليدية التي يقودها آنذاك المرحوم محمد محمود ولد محمد الراظي وأعلنت انضمامها لحزب اتحاد قوى التقدم وقد فسر ذلك يومئذ بأنها حيلة للحصول على أصوات مستشاري ذلك الحزب لدعم مرشح مجلس الشيوخ أشريف ولد محمد محمود وقد صدقت تلك النبوءة إذ انسحبتم عن الحزب سريعا فما تقولون في هذا الصدد؟

المصطفى ولد الشيخ : هذا طبعا موضوع قديم لكن سوف أشرحه لكم في الإطار الذي وقع فيه ، وبصفة عامة أود القول بأن جميع التشكيلات السياسية التقليدية بهذه الولاية لا أحد منهم يرغب في الشذوذ عن التوجه العام للنظام الحاكم نتيجة لكونها في الأصل عبارة عن وحدات تقليدية ولا تستطيع العيش خارج النظام ، لكن قد تلجأ في حالة ما إذا لم تجد مصالحها إلى فرض مصالحها بطريقة أو بأخرى ، لذلك ذهبت في ذلك الموقف لفهمي بأن الحزب الحاكم آنذاك لا يعطي للوحدة الاجتماعية التي أنتمي إليها المكان اللائقة بها سياسيا وبالتالي اخترنا الانضمام لحزب اتحاد قوى التقدم في تلك الفترة تقديرا للثقة التي كانت تربط بين قيادة حزب اتحاد قوى التقدم و قيادة مجموعتنا وبالتالي حققنا معا مكاسب مهمة بفضل القاعدة الشعبية التي منحناها للحزب والثقة التي تمتاز بها النخبة السياسية في حزب اتحاد قوى التقدم لكنننا لم نوفق في الفوز نظرا لاعتبارات سياسية تتعلق بتشرذم المجموعات السياسية المكونة للحزب ونظرا للموارد المالية التي يمتلكها خصمنا السياسي آنذاك والمتمثل في " الإسلام السياسي "

وكالة كيفه للأنباء : كنتم أمينا عاما للحزب الجمهوري في عهد الرئيس السابق معاوية ثم واليتم جميع الأنظمة التي جاءت بعد ذلك فهل هذا الموقف ينبع من قناعة راسخة لديكم بأن الأصلح دوما هو السلطة الحاكمة ؟

المصطفى ولد الشيخ : لقد اهتميت بممارسة السياسة منذ زمن بعيد حيث كنت إلى جانب مجموعة من الشباب الناصريين تولدت لديهم قناعة بالدفاع عن القضايا الوطنية ونبذ كافة الأساليب والطرق التقليدية الضيقة وبعد فترة ومراجعات فكرية توصلت إلى أن هذا التوجه قد يكون بعيدا عن الواقع ولن يحقق أي هدف بسبب النفوذ القبلي وبالتالي أحسست بضرورة دعم ومساندة المكونة الاجتماعية التي أنتمي إليها من أجل أن تبقى ذات مكانة إلى جانب المكونات الاجتماعية المجاورة مع أنني لم أتكون ثقافيا ولا سياسيا لهذا الغرض إلا أنني وجدت نفسي مضطرا لذلك بسبب واقع اجتماعي لا يمكن تجاوزه حتى الآن لكن قد لا يتنافى ذلك مع تقدير المصلحة العامة للمجموعات المتجاورة وللبلد بصفة عامة.

وكالة كيفه للأنباء : هل يمكن أن نرى اليوم الذي يتخذ فيه الشاب المثقف المصطفى ولد الشيخ موقفا سياسيا مستقلا عن القبيلة ؟

المصطفى ولد الشيخ : أنا لم أتخذ هذا الموقف رغبة مني في القبلية بل العكس تماما أنا تكونت وتربيت على محبة الخير للجميع ولدي شعور كامل بأن هذا الوطن وطننا جميعا وينبغي أن تتساوى فيه الحقوق والواجبات أمام كافة مكونات هذا الشعب وبمجرد تحقيق تلك الأهداف العامة سوف أكون أول من يتخلى عن هذه الأطر الضيقة التي لا تكفي لخدمة الجميع.

وكالة كيفه للأنباء : على مدى تاريخ هذه المقاطعة ظل الهدف من العملية الانتخابية برمتها لدى الجماهير هو هزيمة طرف وانتصار آخر فما هو تعليقكم؟

المصطفى ولد الشيخ : هؤلاء الأطر و السياسيون الموجودون بالمدينة بدلا من أن يعملوا من أجل الرفع من واقع مدينتهم نحو الأحسن فإنهم يعتبرون عائقا أمام تنميتها من خلال تصميمهم للعبة الانتخابية على مقاسهم الشخصي حتى يبقوا جاثمين على صدور الآخرين . وبالتالي يستغلون مواقعهم ليشرذموا المجتمع ويرمونه في النزاعات العقيمة الضيقة ليصوتوا لصالح مرشح القبيلة سواء كان أهلا لذلك أم لا وهذا هو أكبر ما يعيق الديمقراطية ، لكن هذا النمط من السياسات المتعفنة يمكن تجاوزه إذا ما توفرت الإرادة لدى الدولة. وفي ما يتعلق بالانتخابات الماضية خالفت الواقع بأن حولت الصراع من صراع على أسس الجغرافيا إلى صراع على أسس شخصية ، ولو طبقت النسبية بشكل واضح لتبدلت موازين القوة .

وكالة كيفه للأنباء : تم الإعلان مؤخرا عن مبادرة تسمي نفسها "أهل الدشره" تطالب بالرفع من شأن المدينة التي ترى أنها همشت من طرف السلطات العمومية وحرمت من كل شيء ، فماذا تقولون في هذه المبادرة ؟

المصطفى ولد الشيخ : بالنسبة لي كل هذه المبادرات مهمة خصوصا منها ما يصب في مصلحة المدينة ويرفع راية مصالح "أهل الدشرة " لكن ينبغي أن تشمل تلك المبادرات كافة أهل المدينة بصفة عامة دون تمييز باعتبار أن الجميع هنا هم " أهل الدشرة " فهي نواة تتقاطع فيها كل المجموعات المكونة لهذه المدينة وللولاية بصفة عامة ، وبذلك تكون مهمة إذ تمثل بالفعل المصلحة العامة لهذه المدينة ، أما أن تكون "الدشرة " تعني منازل متجاورة أو مجموعة سياسية بعينها فهذا حسب وجهة نظري لا أعتقد أنه يخدم "الدشرة" ولا المصلحة العامة لهذه المدينة التي تجمع الجميع . واعتقد أن مبادرات من هذا النوع تم تجاوزها باعتبارها لا تعني الجميع ولا تصب في مصلحة الجميع .

وكالة كيفه للأنباء : تعرف أوضاع السكان في مقاطعة كيفه وولاية لعصابة بصفة عامة ترديا خطيرا ، سواء على المستوى المعيشي أو على مستوى التغطية الصحية أو التعليمية ومن أبرز هذه المشاكل التي قد تحدث كارثة مشكلة العطش. فما هو المخرج من هذه المشاكل حسب اعتقادكم ؟

المصطفى ولد الشيخ : هذا ينطبق تماما على مبادرة " أهل الدشرة " فأنت ترى هذا الصراع المحتدم الذي لا يخدم أي أحد بين مكونات مجتمع تربطه علاقات وطيدة ومتنوعة ويعيش في فضاء واحد ، لكن يبدو أننا نسيتا التاريخ وبالتالي أصبح الكل لا يبحث إلا عن محيطه الخاص بل يعتقد أن بناء أسرته الخاصة يتوقف على الإطاحة بالأسر التي يعتبرها مناوئة لهم . وهذه هي مشكلة "أهل الدشرة "عندنا هنا ، فلوا كان الجميع يجلس على طاولة نقاش واحدة لتناسى تلك الخلافات الضيقة المدمرة التي لا يساعدها التاريخ ولا الجغرافيا ولتحققت كل المطالب التي تفضلت بذكرها لكن الكل يحاول عقد صلات خاصة مع السلطة ومواقع القرار بغية تحقيق مكاسب شخصية على حساب الجميع وبالتالي تبقى مصالح المدينة كما ترى في مهب الريح و كثيرا ما تسمع الرأي العام يقول " كيفه أبلا هل " لأن الكل لا يتحدث إلا عن جهته أو مجموعته وبالتالي غابت المصلحة العامة من خلال ذلك .

من هنا أطالب من يعتبرون أنفسهم "أهل الدشرة " أن يجمعوا كافة " أهل الدشرة " ليشكلوا تحالفا قويا باسم أهل المدينة أو المقاطعة للدفاع عن مصالحها وعلى أساس غير سياسي وذلك من خلال الارتباط بالإدارة بشكل يومي والقيام بما يلزم للدفع بالهم العام للجماهير وعند المواسم السياسية فلهم الحرية أين ذهبوا وبهذا الأسلوب سيجد السكان الماء والتعليم والرعاية الصحية ومختلف الخدمات أما الخلافات السياسية الحالية فلن تولد من وجهة نظري غير المزيد من التردي والانحطاط والدوس على مصالح السكان ولا أزكي نفسي لكن الحق يقال.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2014-10-29 06:30:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article8283.html