حين جانبنا اختيار حزب الإنصاف في خطوة فاجأتنا وصدمت الرأي العام في مقاطعة كيفه وولاية لعصابه بشكل أوسع إذا بنا أمام خيارين ؛ المضي في حزب الإنصاف وخسارة البلدية لصالح تيارات معارضة أو ضياع أهلها في أجواء من التيه والارتباك وهو ما يجعل جمعهم في أفق الرئاسيات القادمة أمرا صعبا أو الترشح من حزب مؤيد لبرنامج رئيس الجمهورية فكان الإجماع على الخيار الثاني.
على مدى عدة أشهر من العمل المضني والتحضير المتقن لهذا الاستحقاق كانت جهودنا منصبة على خلق البيئة السياسية الملائمة لحشد المواطنين في كيفه لحزبنا يومئذ الإنصاف سعيا منا لهدف أسمى هو مناصرة المشروع الوطني الذي يقوده فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني و إنجاح المنتخبين الذي يدعمون ذلك التوجه ويسيرون طبقا لخطط النظام وسياساته.
وحين أزفت ساعة الحسم ووقع الاختيار على غيرنا هبت الجماهير التي تمت تعبئتها من طرفنا رافضة الرجوع عما رسمته خلال مدة طويلة من العمل المشترك والتنسيق فهل نجازف بقمع هذه الجماهير والسير عكسا للتيار الذي سلكت؟
إن العقد الذي بيننا مع هؤلاء المواطنين المتحمسين للمرشح جمال ولد كبود هو رد الجميل لرئيس الجمهورية الذي جعل الاهتمام بالطبقات الكادحة على رأس أولوياته وبما أنهم يعون جيدا بما يجري في الساحة السياسية فإنهم على دراية تامة بأن دعم رئيس الجمهورية يتأتى عبر أحزاب أخرى.
لقد تمكنا من صهر المواطنين في بلدية كيفه بجميع ألوانهم وأعراقهم وحساسياتهم في تكتل شعبي واحد هدفه بناء مدينة كيفه وتنسيق جهود أهلها نحو التنمية ومساندة رئيس الجمهورية، ونحن نسير في ذلك الاتجاه الذي رسمناه بكل وعي كانت أعيينا على الانتخابات الرئاسية.
وهنا فإني أشدد على نقطة هامة؛ فخلال السنوات التي قاد فيها العمدة جمال بلدية كيفه فقد وجه كافة المعونات والتدخلات الاجتماعية المنبثقة عن برنامج رئيس الجمهورية لمستحقيها في الطبقات الهشة وهو أمر يشهد عليه الجميع ، وتصر هذه الطبقات على أن يستمر عبر تجديد الثقة في هذا العمدة، وحين كنا ندرس الخيارات سالفة الذكر فوجئنا بإصرار الفقراء على ترشيح جمال ردا منهم للجميل لوسيط رئيس الجهورية فقد أدى إليهم الأمانة كما بعثت.
إن كيفه القديمة بالمعنى الواسع الذي يرمز لجميع السكان رفضت أن تقطع ما بدأه هذا العمدة وتمنعت عن مصادرة رأيها وهبت بشكل استثنائي لمناصرته، ولما بدا رسولا أمينا لما بعث به رئيس الجمهورية لمواطنيه في هذه البلدية خلال السنوات الماضية فقد قررت أن تثق فيه مرة ثانية، فهل يعقل أن يرفض ويتولى عن هذه الساكنة الكريمة؟
لاشك أن هذه الأسباب مجتمعة تفرض عل كل واحد منا التجاوب مع اللحظة وقبول خوض المغامرة وإن وحشة الطريق ووعورة مسالكها وجسامة الضريبة المعنوية والمادية التي تترتب على ذلك لتهون ما دام الهدف ممكن التحقيق وهو مساندة رئيس الجمهورية على قيادة البلاد وتسهيل تنفيذ برنامج الإصلاحي.
إنه ليحز في قلب العمدة جمال أن يصادف سنوات غير مواتية ضربت فيها كورونا أعتى اقتصاديات الدول وكان وقعها على البلدان الهشة قويا أن تكون حصيلته لا ترضي جميع السكان ولا يطمئن إليها هو نفسه لذلك كان له كامل الحق أن يحاول إعادة التجربة ليصحح الأخطاء ويقوم الاعوجاجت ويخوض معركة جديدة للبقاء في الأمر فقد أصر أن تكون هذه أكثر عطاء، وإن ما قدمته هذه الجماهير لشخصه في هذا الاستحقاق من ثقة لهو أمر باعث على الاستماتة من أجلها والتحول من عمدة يقود إلى خادم مطيع.
كيفه في 16 مايو 2023
الحسن كبود قيادي في حملة المرشح جمال ولد كبود