مرحبا بكم في مدينة كيفة
، التي هي ثاني أكبر مدينة في الوطن و عاصمة ولاية لعصابة التي ينحدر منها :
رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الحالي (مقاطعة بومديد)
و وزير خارجيته ( م. كيفة).
و وزير داخليته ( م. بومديد).
و وزير تهذيبه الوطني و إصلاح نظامه التعليمي ( م. گرو).
و وزير تجارته و صناعته و صناعته التقليدية و سياحته ( م. كيفة / م. كنكوصة).
و وزير بتروله و معادنه و طاقته، و الناطق باسم حكومته ( م. گرو).
و رئيس مجلسه الأعلى للفتاوى و المظالم ( م. كيفة).
و مع ذلك :
فلا توجَد فيها جامعة و لا كلية و لا معهد عالي للدراسات والبحوث.
مطارها معطّل ، و لا يستفيد منه أهلها-رغم حاجتهم إلى رحلة جوية أسبوعية - على الأقل- تخفّف من عناء السفر المُتعِب على طريق الأمل باتجاه العاصة (600 كم)، و يزداد الأمر سوءا خلال فصل الخريف بسبب تعطّل الطريق الناجم عن السيول و الفيضانات التي تغمر الطريق بين كيفة و انواكشوط.
تُعاني من العطش الدائم و عدم توفّر الماء بشكل مستمر، مع انقطاع دائم في الكهرباء مما يتسبب في ضياع ممتلكات و بضاعة الكثير من الناس و التجار، و بسبب غياب الماء و الكهرباء و ارتفاع درجات الحرارة في الصيف يَهجرها أهلها ، و يذهبون إلى العاصمة ، و لا يبقى فيها إلا "المستضعفون من الرجال و النساء و الولدان الذين لا يستطيعون حيلة"! كان الله في عون الجميع.
لا تتوفر على صرف صحي مثلها مثل كل مدن البلاد!!
تنتشر فيها الأوساخ بشكل كبير -رغم بعض جهود البلدية المتكررة-
كادت طرقها الحضرية -على قلّتها- تختفي بسبب عدم الإتقان و عدم الإلتزام بالشروط الفنية، و تتسبب هذه "الطرق المتهالكة" في كثير من المشاكل للسيارات و العربات -خاصة في موسم الخريف- و أسوأ مثال على ذلك: الطريق المارّ من السوق باتجاه "صونادير" و مركز الاستطباب الصيني الجديد.
و أرجو أن تكون الطرق التي يتم إنشاؤها حاليا أكثر جودة و أطول بقاء من الأولى ( و هي طرق يصل طولها 15-20 كم حسب التمويل؛ طبقا لتصريحات مدير مؤسسة "مدن").
لا تتوفر على "إشارات للمرور" باستثناء إشارة توقف واحدة عند "ملتقى طرق المدرسة 1" و واحدة ل"التنازل"/ الأسبقية لغيرك: قُرب مبني المقاطعة و المجلس الجهوي -باتجاه مبنى الولاية-! حسب علمي.
تُعاني مدارسها من انعدام التجهيزات و عدم توفّر المياه الصالحة للشرب للطلاب ، و كذلك عدم وجود المراحيض ، و لا يوجَدُ فيها تكييف للهواء رغم ارتفاع درجات الحرارة -و التي قد تصل إلى 40-44 م في فصل الصيف!!
خدماتها الصحية ضعيفة ، و معظم الأهالي يذهبون إلى العاصمة ثم الخارج -إن توفرت لهم الوسائل المادية لذلك- رغم وجود طواقم طبية وطنية و صينية و سورية متميزة!
يمتاز معظم منتخبيها و رجال أعمالها و ساستها بالدوران في فلك الحاكِم و التسبيح بحمده، و يُكثرون من مطالبته بالترشّح لمأمورية ثانية -قبل انتهاء الأولى (كما هو حال المبادرات الحالية!) و مطالبته بالترشّح لمأمورية ثالثة (كما حدث مع الرئيس السابق!!).
يُعاني كثير من أبنائها من حّمَلة الشهادات من البطالة و عدم توفّر ظروف اقتصادية مناسبة للعيش الكريم.
يُعتَبَرُ أبناؤها من أكثر المهاجرين عن الوطن بحثا عن العيش الكريم لهم و لأهلهم ، و من أقل الناس اعتمادا على المشاريع الحكومية.
يعيش مُعظم نخبها و خاصة "منتخبوها" خارجها معظم الوقت ، و لا يأتون إلا مع زيارة رئاسية أو حكومية أو مناسبة خاصة، و لا يوجد لهم مكاتب فيها -حسب علمي- باستثناء نائب واحد -له مكتب معروف خلف المجلس الجهوي -و قبالة الإدارة الجهوية للتعليم-.
أتمنّى أن يُطالب منتخبوها الحكومة -و لو مرة واحدة - بتحقيق التنمية في المدينة ، و توفير جامعة ، و فتح المطار ،و توفير رحلة أسبوعية على الأقل- و السعي إلى تثبيت السكان ،و حلّ مشكلة الماء من خلال تعجيل توصيل شبكة "مياه آبار امبيقير" التي اقترب حفر أنابيبها من المدينة ،و العمل على تسريع تنفيذ "التمويل السعودي" لجلب الماء للمدينة من "آفطوط الساحلي" في أقرب وقت ممكن، و غير ذلك من البرامج و المشاريع التنموية الضرورية.
و مع دعوتي إلى عدم إهمال أو نسيان مدينتي و ولايتي ، فإنني لا أدعو إلى تمييزهما -على حساب بقية أرجاء الوطن- بسبب انتماء الرئيس إليهما ، بل أدعو إلى أن تتحقق العدالة و التنمية في كافة أنحاء الوطن دون تمييز ، و من هذه الأنحاء مدينتنا و ولايتنا، و أن تتحقق "اللامركزية العادلة" التي تراعي حجم و حاجة السكان و المناطق؛ و التي عبّر وزير الداخلية في لقائه مع رؤساء المجالس الجهوية يوم 16 أغسطس 2023 عن أهميتها حيث أكّد على "اهتمام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بتكريس اللامركزية وتعزيز التنمية المحلية في إطار المنظومة التنموية الشاملة التي تشكل مرتكزات برنامجه الانتخابي".
و ختاما ، فإنه لا يسعني إلا أن أكرّر السؤال المرّ و المُقلق الذي يسأله كل مواطن غيور على المدينة: إلى متى تبقى مدينة كيفة نسيا منسيا و مهملة -إلا في أوقات المبادرات و الحملات و النشاطات السياسية - دون برامج تنموية و خدمات تعليمية و صحية جليّة و مفيدة ، تضمن بقاء سكانها و استقرارهم فيها و حصولهم على أقلّ متطلبات العيش الكريم ؟
إلى متى ؟ إلى متى ؟ و متي و هل سيتغير الأمر؟ إن غدا لناظره قريب، و لله الأمر من قبلُ و من بعد!