قررت مندوبية التضامن الوطني (التآزر) في بداية الحديث عن بناء مساكن في مدينة كيفه لصالح الأسر الفقيرة أن يتم ذلك في مكان سكن المستفيد صيانة لمصلحته واحتراما لخياره في الجيرة ولحياته الخاصة وصونا لما يترتب من مصالح شخصية للأسرة في مكان إقامتها الأصلي في المدينة.
وقد بدأت الأسر التي تُعنى بالمشروع يومئذ بإعداد الوثائق الضرورية للحصول على ذلك الحق ،وبين ما هي مندفعة وسعيدة بالحصول على مسكن لائق بين الأهل والجيروان وفي المكان الأنسب، تراجعت المندوبية فجأة وقررت بناء تلك المساكن كحي موحد أختير له مكان قصي في شرق المدينة وفي قلب المكبات وبجوار المجزرة المركزية.
المكان أيضا هو قيعة تغمرها المياه طيلة أيام الخريف وهومنقطع عن كافة الخدمات من مياه وكهرباء وتعليم وصحة وغير ذلك.
هذا المكان الموحش يرفضه من تحدثنا معه في وكالة كيفه للأنباء من المستفيدين الذين بدأ بعضهم في التفكير باستبداله أو تأجيره ويرون استحالة الحياة به فماذا حمل هذه المندوبية على العبث بهذا المشروع الحيوي وتعريضه للفشل وإهدار أموال هائلة كانت موجهة للفقراء؟
تتحدث المندوبية عن استحالة توفر الشروط الضرورة لبناء هذه المساكن في الأماكن الأصلية خاصة قبل التخطيط كما تتحدث عن خدمات أخرى تريد توفيرها للحي الموحد بدل المتطاير، لكن حديثا آخر يدور حول استشارة إعلامية جعلت المندوبية تعدل عن الطريقة الأولى وتفضل الحي الموحد؛ حيث يتيح دعاية كبيرة للنظام بدل مساكن متفرقة لن يكون لها نفس الصدى الدعائي لأنها لا تجذب المشاهدين فلو فرقت هذه المساكن لما عندنا اليوم "حي تآزر".
إن صحت المعلومات الأخيرة فإن ذلك يعد من أبشع مظاهرالفساد والإهدار إذ كيف تُقدم الداعاية على المصالح الهيكيلة للوطن؟