منذ عدة عقود يواجه "أكسر كايدة" وهي القرية القديمة التابعة لبلدية الملكه بمقاطعة كيفه نفس المشاكل وذات الأزمات ، عطش خارق فلا ماء غير حفر طينية يشربونها جنبا مع المواشي وصحة غائبة فلا دواء دون التنقل عشرات الكيلومترات لإيجاد قرص ابراستمول ولقاح ضد الملاريا.
المدرسة التي تحمل على الدوام قسمين ومعلم واحد – إن وجد- لم تخرج طفلا إلى المراحل التالية وحين يختبر الأهالي تلميذ السنة السادسة إذا به لا يكتب ولا يقرأ !
سكان "كايده" يزرعون لمسيله بأدوات عتيقة ورثوها عن أجداهم في العصور الحجرية فلا دعم ولا إرشاد من طرف القطاع المعني، أما الشباب فقد هاجر إلى مناطق الذهب وإلى المدن لإيجاد فرص عمل لتبق القرية للنساء وكبار السن!
حياتهم تعتمد على شرب لبن أبقارهم وبيعها لتوفير بقية الحاجيات وحين يحل فصل الصيف تغادر المواشي وعندئذ يعود الأهالي إلى وجبات فقيرة لا مرق بها ، ولاباس إن توفر للأسرة حطب و ماء وملح !
حين زارت وكالة كيفه للأنباء الأسبوع الماضي هذه القرية لم تجد من يتحدث إليها إلا بعد كثير من الجهد فهؤلاء ملوا كلام ومواعيد الرسمين وكل ضيف يأتي يحسبونه من "اللائحة الكاذبة". يشعرون بخيبة الأمل ولا يرون في الأفق أي بصيص ولا في نهاية النفق أي ضوء !