تبدأ الحملة الانتخابية الممهدة لرئاسيات ال29 يونيو منتصف هذه الليلة ويأتي ذلك بالنسبة لولاية لعصابه في ظروف قاسية جدا وفي فترة زمنية استثنائية في كل مناحي الحياة؛ إذ تتزامن هذه الانتخابات مع ذروة صيف حار شهد ترديا غير مسبوق في خدمات الماء والكهرباء خلال عام لا يوجد به حصاد زراعي نظرا لقلة الأمطار وغياب تدخل حكومي ناجع فضلا عما تواجهه المواشي من جفاف شمل مناطق واسعة بالولاية.
وفي مجال التعليم فإن المدرسة الجمهورية لم تتجاوز شعارات دعائية جوفاء إذ يتكدس 100 وزيادة من التلاميذ في حجرات خربة في غالبية البلديات خاصة في الريف يقوم عليها مدرس أعزل تشل عقله وتفكيره مشاكل تأمين القوت لأطفاله ولا يجد أفقا يولد أملا في تغيير حاله للأفضل.
وعلى مستوى الخدمات الصحية فإن المواطنين يموتون من الملاريا وضربة الشمس ولسعة عقرب ولا يجد مجتمع الريف في أحايين كثيرة في نقاطهم الصحية غير حبات لبراستامول.
في هذه الظروف بدأ الأطر والمنتخبون وزعماء العشائر في التقاطر إلى مدن الولاية لحمل الناس على تزكية هذا الواقع المرير وتكريس الوضع المزري مرة ثانية يقودهم إلى ذلك رغبتهم الجامحة في الاستمرار في امتيازاتهم والحافظ على سهمهم من الكعكة.
ومن أجل تسهيل مهمتهم لسوق الجماهير إلى أهدافهم فإنهم يجيشون العواطف القبلية ويدفعون الناس إلى صراعات بينية تعميهم عن واقعهم فلا ينظرون بعقولهم إلى الأشياء وبدل ذلك يطلقون العنان لنزوات العواطف.