وكالة كيفه للأنباء كانت سباقة في إثارة مسألة طمس الأسماء الأصلية للأماكن

أثارت وكالة كيفه للأنباء منذ عدة سنوات من خلال معالجات متنوعة مسألة طمس الأسماء الأصلية للأماكن وما لها من ضرر وأذى لتاريخ وهوية البلاد وطالبت هذه الكتابات السلطات بوضع حد لهذه الفوضى الهدامة وهنا نورد بعض ما نشر في الموضوع من طرف الوكالة: 

افتاحية : عاشت اتويميرت صمب .. تسقط الشارقة

 

تسعى وكالة كيفه للأنباء إلى إبراز الوجه الناصع والأصيل لولاية لعصابه وكيف ساهمت بشكل ريادي في النهضة الثقافية والحضارية للبلاد وتبذل جهودا قصوى سبيلا إلى التعريف بالمقدرات الاقتصادية والسياحية للولاية جاعلة من البعد التنموي محورا مركزيا فيما تقدم وتتناول من قضايا.

غير أننا على مستوى التحرير نواجه مشكلة حقيقية حيث تقوم المجموعات السكانية القبلية أو العائلية باختيار مسميات جديدة لا تمت للأرض بصلة ولا شك أن من يتابع نشرنا لأخبار الولاية سوف يندهش لأسماء غريبة وكأننا نتحدث عن قارات وعوالم أخرى.

الرباط، دار العافيه، السلام ، دبي ، نجد ، اسلام اباد ، السعادة ، الشارقة وحتى تيوان وكوبنهانكن.

وعندما نحاول التعريف بهذه المناطق عبر ذكر أسمائها التاريخية المتعارف عليها نصبح في مواجهة هذه الجماعة أو تلك إذ تحسب ذلك مساسا بسيادتها وكرامتها.

إن المسؤولية في هذا الأمر العبثي وغير الواعي تقع على السلطات الإدارية التي يجب أن ترفض هذه المسميات الدخيلة التي لا تؤدي أي معنى، فمن المعروف أن لكل اسم قديم قصته التاريخية أو الجغرافية التي تنسجم مع صميم هوية وثقافة هذه البلاد وهو يحفظ جزء مهما من تاريخها وأخبارها.

إنه ليس من المعقول أن تكون لدينا وزارة للثقافة تحفظ القطع الأثرية والمعدات القديمة التي ترمز إلى تاريخ الأرض وأهلها، ثم نسكت عن استبدال هذه الأرض بغيرها. !

لقد آن لهذه السلطات العاجزة، اللامبالية وغير المتنورة بالطبع أن تضع حدا لهذه الفوضى المسيئة لتاريخ وأصالة هذا البلد.

إن عليها أن تنظم محرقة عاجلة لهذه اللويحات الدخيلة الفاقدة لأي معنى أو مشروعية وأن تعاقب من يقوم بتبديل أسماء هذه الأرض التي لم تعد تنتمي إلى نفسها بأي شكل من الأشكال فأي داع أو معنى لأن نسمي اتويميرت صمب بالشارقة؟ إنه أمر موغل بالاستهتار بهوية وتاريخ وأهل هذا المنكب.

لقد بالغت سلطات هذه البلاد في الإهمال والتآمر وأضحت دمى تافهة في أيدي سدنة القبائل ومروجي التفرقة والنافذين وأقطاب الحزب الحاكم الذين هم مصدر كل هذه الانحرافات.

تسقط المسميات الدخيلة مهما كانت .. نعم لعودة الأرض لأسمائها القديمة

عاشت أتويميرت صمب.. تسقط الشارقة

عاشت شلخت آز..تسقط بغداد

وكالة كيفه للأنباء

 

حتي لا يتيه الجدود


يقاس مدى عراقة الأمم و رسوخ حضاراتها ، بحجم ما يتوارثه أجيالها من تراث مادي و معنوي عبر تاريخها ، كما أن درجة تعاطي هذه الأجيال مع تراثها ، حفظا و صيانة و نشرا ، يعكس مدى نضجها و ثقافتها و حتى احترامها لنفسها .

و يبقى التراث بشتى أصنافه خير رابط بين الحاضر و الماضي ، الأمر الذي لابد منه لاستشراف المستقبل الواعد .

و نظرا لهذه الأهمية البالغة للتراث ، لم يغب في قطاعات جميع الأنظمة المتعاقبة على بلادنا ، قطاع يهتم به ، متكامل البنية بإداراته و طواقمه ، و سياساته و ميزانياته ، وجميع وسائله الضرورية للقيام بمهامه .

لكن كثيرا ما تنحصر هذه المهام ، في جمع قطع مَحَارٍ، و شظايا فَخارٍ ، و "امْدَكَّه "و " مهراز " و " كُونْتِيَّه " و " امْصَرْ " و " امنات اوزار" ، وحفظ هذه التحف في دار الثقافة ، هذا في الوقت الذي يتم فيه التغاضى ، عن ممارسات تضر التراث في عمقه و صميمه ، أكثر مما تنفعه هذه التحف و مهرجانات المدن التاريخية و غير ها من النشاطات .

إن ظاهرة طمس المعالم و الأماكن العريقة في الوطن ، و حتى مسخها و محاولة تغييبها و محوها من ذاكرة المجتمع ، جريمة ضد التاريخ و التراث ، هذا الطمس و المسخ و التغييب و المحو ، الذي لم تسلم منه أي جهة من الوطن ، يتم بتبديل أسماء هذه الأماكن عمدا ولأغراض شتى .

فلو حل محمود مسومه أيامنا هذه ، بدياره و ربوعه بضواحى كيفه ، لكان بكاؤه على الديار ، أكثر من ساكنيها حين يقول :

ما فِيهمْ حدْ أتْلَ يـَنْشافْ

هــاذِ لمَّاضَعْ من لخْـــــيـــامْ

قَيْفَه و اكْوَيْكِيطْ أُلقُرافْ

و الطارفْ و اعوينتْ لحمامْ

فمن يمكنه أن يهتدي إلى "عرش الطلح " غرب كيفه ، رغم أن المسافة لا تزيد على 10 كلم ؟ إذا اخبرته أن الطريق يمر ب : (الفردوس ، القدس ، الطواز ، بدر ، دبي و طيبه) . وكيف يهتدي الخارج منها شرقا إلى احسي البكاي ؟  إذا كان عليه أن يمر ب: (بدر ، و ليس بدامْقَتْ ول مَرْبَه)

ولا تتهمني بالكذب ، إذا قلت لك أنني شهدت عملية مسخ " العَجْلاتْ"  إلى "ذِيباتْ" ، في كامل وعيي ، و خارج أفلام مصاصي الدماء .

و كيف لا يصاب بالدُوار ، زائر ضريح وليِنا و صالحنا الشيخ ولد سيدي ، إذا تفاجأ ب"الرشيد" شامخا أمامه ، و "لحويطات" إلى جنبه ، و "فصك" ليس ببعيد ؟

و هل نقل هذه الأماكن بعيدا عن ربوعها ، إلى "اذراع أم النور" ، هو منتهى و فائنا و تقديرنا لسيد حكمائنا و فحل شعرائنا ول آدب ؟

و هل من المحافظة على التراث ، نقل أكبر مَعْلَمَةٍ ، وأقدم مدينة بها تسمى جميع الوطن ، فكيف تعرف "شنقيط" إذا وجدتها جنوب شرقي مدينة "كيفه" بين "اشْطيبْ" و "قِيقِيهْ" و "القربانيات" ؟

و كيف تهتدى في واد "المَلْكَه" ، بين "اعْدَيْلَتْ ول أحمد الحمد" ، و "أعْدَيْلَتْ لَفْكَارِينْ" و "تفرغ زينه" ، إذا وجدتها تبدلت ب :(القدس و الرياض و بغداد و المبروك و المدينة المنورة) ؟   

و أخيرا كيف لا يحتاج بناهي ولد سيدي ، إلي دليل في لمسيله ، إذا وجد أن مقاطع مهمة منها - و إن كان لم يذكرها في طلعته - من قبيل : (سَيْلْ و اسْوَيلْ يُورْ و سَانِي و الوَذَّانْ .) يتحتم عليه البحث عنها بين : (باب السلام و نجد و البصرة و دار النعيم)؟

و كأنني ببكار ولد إسويد أحمد تائها بمنطقة "رأس الفيل" ، متمثلا بقول الشاعر :

العارفْ ما لي بيهْ لـَعـَـدْ **  
يَغَـيـْرْ الـْبـَلُّ عـارَفْ
ظـَلَّيْتْ انْسَوَّلْ مَـجَـتْهـَـدْ *
قَوْمْ امْعاهمْ مَتْعارفْ
عنْ بلْ الْعارفْ كيفْ حدْ *
ما يعْـرفْ بَلْ الْْعارفْ

و ذلك بعد أن وجد نفسه ، يقف بين (أم القرى و الشفاء و البلد الطيب و الصفاء)

و على الأمير إذا أهتدى ، أن يأخذ بيد صاحبه القائل :

لدى جنب " رأس الفيل" من" قِبْلَ سَاحِلِى" * 
فتاة لقاها عندنا غير "زَاحِلِ"
وإن كان جل القوم في الغيد "واحِــــلاً *
فلست في غيد سواها "بِواحِلِ"


النهاه ولد أحمدو/ لوكالة كيفه للأنباء 

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.