اجتمع والي ولاية لعصابه خلال الأسبوعين الماضيين بعدد من المزارعين وممثليهم في مختلف المقاطعات لحثهم على البدء في الموسم، والاستماع إليهم ، ويأتي هذا اللقاء أياما قليلة بعد الاجتماع الذي حضره وزير الزراعة واستمع فيه إلى مشاكل هؤلاء ومطالبهم.
الوالي لم يبشر بأي جديد عقب زيارة الوزير، غير عزم الوزارة على توزيع كمية من البذور؛ لم تكن في يوم من الأيام مطلبا لهؤلاء لكونهم أدرى ببذورهم الناجعة، ثم إن كيلوغراما واحد من الحب يكفي لزراعة ما لديهم من حقول، كما تحدث عن 10 محاريث تعوض خدماتها وهي نصيب ولاية لعصابه برمتها.
المزارعون محبطون إلى أبعد الحدود من هذه اللقاءات الرسمية وهذه الخطابات التي لا تحمل أية أفعال، ويرون أن التدابير المتخذة تحضيرا لهذا الموسم هي الأسوء منذ عدة سنوات؛ حيث تراجعت السلطات المعنية عن برنامجها السنوي الخاص بالمزارعين؛ فلم توزع أي سياج على المزارعين الاستحقاقيين واختارت لذلك أغنياء ووجهاء وحين قدمت جرافة أو اثنتين لإنجاز السدود الرملية جاء ذلك مع حلول التساقطات فأعاقت العملية ،فضلا عن منحها في أوقات كثير للأغنياء والنافذين وحرمان المزارعين الحقيقيين.
كذلك لم توزع معدات على المزارعين ذات قيمة ، وقصة المحاريث القليلة لا زالت تضع جهة لعصابهالتي تولت تسييرها في في مأزق نظرا لعدم استطاعتهم الاهتداء لطريقة ناجعة لتوزيعها نظرا لقلتها وعدم توفر موارد للتسيير وافتقار قطاع الزراعة لفنيين لتشغيل هذه المعدات.
شطبت الوزارة أيضا على مكونة "المفرجات" ولم تمد يدها بأي عون أو قرض أو منحة تساعد على المهمة. يبقى الذي يملكه الوالي وجميع المسؤولين الذي يواجهون الناس هو كلام رنان ومواعيد لا يملكون لها وفاء.
غدا تطلق السلطات الحملة الزراعية في خطوة رمزية لكنه عمل أعزل من أبسط الوسائل التي تساعد الفلاحين الذين فقدوا الثقة فيما يردده الرسميون وصاروا يتهكمون على ذلك كله حين يخلون إلى أنفسهم!
حال المسؤولين الجهويين في ولاية لعصابه يبعث على الشفقة فهم لا يملكون ما يقدمونه للمواطن؛ وفي ذات الوقت مجبرون على إلهائه بالحكايات الهزلية واللعب على عقله ما أمكن ،وهناك يتنقلون من محطة إلى أخرى من أجل تحييد المسؤولية عن رؤسائهم وقبولهم الدائم "لِرَفْدَةِ خطيت فم الحاسي"!
فمتى نقر بالفشل؟ ومتى نريح الناس من الأكاذيب؟
