حتى كتابة هذا الخبر لم تقم المصالح الصحية بأي شيئ في شأن التدابير الوقائية من مرض الملاريا عكس ما عشناه قبل السنوات الأخيرة من استنفار ضد هذا المرض الخطير عند بداية كل خريف.
فماذا حل بحملة الملاريا؟ وماهي أسباب تأخرها حتى تنقضي أسبابها؟ هل هو اختفاء المرض؟ هل هو العجز ؟ أم هو اللامبالاة وعدم المسؤولية؟ أم أن الأمر يتعلق بانتظار نهاية الخريف وبالتالي طبيب بعد الموت !
و المثير للاستغراب وللمفارقة هو حديث المسؤولين بالحكومة الموريتانية الجديدة عن طفرة كبيرة تم تحقيقها في مجال الصحة وعن قطيعة تامة مع الفساد والبيروقراطية.
قبل عقد من الزمن نتذكر أن السلطات الصحية الموريتانية تعبئ كل سنة الكثير من الوسائل المادية والبشرية وتطلق حملة واسعة ضد الملاريا ابتداء من شهر يوليو وتمتد على مدى أشهر الخريف التي تعرف انتشارا كبيرا للباعوض ولحمى الملاريا.
ويقام خلال هذه الحملة بتوزيع آلاف الناموسيات المشبعة وضخ أدوية المرض في كافة النقاط و المراكز الصحية داخل البلاد ورش المستنقعات بالمبيدات . وهو ما كان له نتائج إيجابية جدا على الآثار الصحية لهذا المرض في الأوساط السكانية.