تتركز تدابير إرساء دعائم ما يسمى بالمدرسة الجمهورية التي ترفع شعارها اليوم سلطات البلاد في الأساس على الزي الموحد، وليس هناك من يهتم بمدى نجاعة قسم في مدينة كيفه مثلا أو خارجها يضم 90 تلميذا في حجرة خربة.
لا يهتم هؤلاء بالحد الأدنى من خلق مناهج وبرامج تربوية تتسق مع ذلك الشعار، ولا توجد سياسية جادة للأخذ بالمدرس إلى ما يطمح إليه من حقوق مادية ومعنوية ومهنية تطلق طاقاته وتدفعه للإبداع والمثابرة.
أني لأشفق عليكم يا أصحاب المدرسة الجمهورية بأن تكون قطعة القماش هي حجر الزاوية في تعليمنا المنهار.
أين المساواة بين من طفل فقير يلبس القطعة على قميص بال اشترته أرملة من محل للألبسة المستعملة وبجانبه أبن الغني الذي يرتدي لباسا فاخرا أنتقي من أرقى محلات الأزياء ثم طمست بعض جوانبه بالقطعة المذكورة؟
أي مساواة بين أطفالنا في قرى هامد وأفله وآفطوط وبين أطفال أغنبياء الوطن ونافذيه في المدارس النوعية الأجنبية في انواكشوط.؟
في ولاية لعصابه تأخذني الدهشة حين تنصب كافة جهود السلطات هناك أن تلتقط التلفزة الرسمية صفوفا طويلة للتلاميذ وهم يلبسون ذلك الزي الذي دفع به على عجل وهو غير متوفر أصلا، وحين يدخل هؤلاء في قاعات الدرس يجدون الوضع كما الحال قبل عدة عقود أو هو أسوء.
أسفي أن يظل دأبنا منصبا على المظاهر المسرحية ومقتضيات اللحظة وما يمكن أن توفره من نفع خاص وأن يكون هم كل مسؤول فينا هو إظهار الأشكال الدعائية الكاذبة الخاطئة.
ماذا جنينا من حملات التطوع وسياسة الاعتماد على النفس في عهد الرئيس هيداله ؟ وما ذا بقي من فائدة للوطن من دعاية محو الأمية والكتاب أيام "معاوية الخير"؟
أين رئيس الفقراء وكيف حارب الفساد والمفسدين وما ذا حصدنا من تعليمه المهني الذي قال يوما أنه هو الحل؟
جميع تلك السياسات بنيت على الدعاية والأشكال والمظاهر المسرحية لتحقيق أهداف سياسية تخدم النظام القائم فلم تدفع بنا لغير مزيد من التردي والميوعة، ولسنا اليوم ونحن ننتهج هذا الطريق في شأن المدرسة الجمهورية إلا مستمرين على النمط المسرحي الهدام وبه لن نبي دولة ولن نصبح على وطن.
الشيخ ولد أحمد مدير موقع كيفه للأنباء