وصف حزب الصواب مهرجان المدن القديمة (مهرجان مدائن التراث) بأنه "فكرة فساد جهنمي دوري، تشبه مواسم الحج إلى الأوثان الجاهلية"، وأنها مجرد رغبة جامحة في لعبة فساد مدمرة.
وقال الحزب في افتتاحية نشرها عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، إن المدن القديمة "لن تحيا إلا بشيء واحد: أن تصبح مدناً حديثة، بوسائل الحياة الحديثة".
نص الافتتاحية:
الإصلاح في نظر الناس - صعب.. وشاق.. ومكلِف.. لأن "مُتَعَلَّقَهُ" جلب المفقود، وإيجاد المعدوم، وإقامة العدل على أنقاض الجور والظلم.
والفساد - في نظر الناس - سهل.. ومريح.. ومربح.. لأن "مُتَعَلَّقَهُ" نهب الحقوق، وإعدام الموجود، وإرضاء الغرائز، على حساب المبادئ والقيم.
الإصلاح: صدق وعدل.. والفساد: كذب وجور.
ربما - بشيء من التفكير- يتبين أن الإصلاح أسهل من الفساد، والصدق أسهل من الكذب.. لأن رواية الحادثة - كما وقعت - أسهل من تزويرها في الخيال كما لم تقع.
المسلمات الثقافية والمُحنَّطة منها على وجه الخصوص تتبادل المضامين فيما بينها، وأحيانا يصبح للمسلمة الثقافية معنيان: معنى تجريديٌ مستمرٌ، ومعنى واقعيٌ قائمٌ.. لأن العبرة ليست للمفهوم في ذاته، بل للوظيفة التي يؤديها.
فما الوظيفة الثقافية والاجتماعية والتنموية التي أداها مهرجان المدن القديمة، فيما مضى وفيما سيمضي،
وأين ثمار الميزانيات الضخمة التي التهمها في طبعاته السابقة منذ 2011 ومنها مليارات الأوقية صرفت لإستئجار وسائل النقل.. فلماذا لا نشتريها أصلا من هذا المبلغ الفلكي؟ ونَحْضُر بها مهرجان السنة ومهرجان السنة المقبلة، والذي بعده.. والذي سيحضره الرئيس ويخطب فيه بإذن الله، وتحج إليه جموع علاقتها بالمكان والثقافة مشكوك فيها إذا اعتبرنا أن من سمات ثقافة المرء قدرته على التفكير بعقلانية وبمنطق أكبر، .وأين الانجاز المشاهد على الأرض لمليارات، كثيرة يردد إعلام حكوماتنا منذ 2011 أنها صرفت لتنشيط الخدمات المتهالكة، أو المعدومة، في ما نسميه مدننا القديمة؟ وما دور المهرجان في تعزيز فكرة حفاظ المجتمع على المكان والتشبث به وتطويره وتنميته ما دام أن المحسوبين على المدن القديمة هم أول من يغادرها بمجرد اختتام مراسيم المهرجان وأحيانا قبل ذلك، أي بمجرد انسحاب رئيس الدولة ووفده!!
فكرة مهرجان المدن القديمة "فكرة فساد جهنمي دوري"، تشبه مواسم الحج إلى الأوثان الجاهلية.. لأن المدن القديمة لن تحيا إلا بشيء واحد: أن تصبح مدناً حديثة، بوسائل الحياة الحديثة!.
هذه فكرة يدركها الغبي.. ويتجاهلها المفسدون.
فبأي رغبة جامحة في الفساد تستمر لعبة فساد مدمرة، لو أن حوليات تيشيت وودان وأضرابها
من مدننا القديمة ما زالت قائمة لسُجِّل مهرجان المدن القديمة في صدارة حوادثها المتعلقة باللصوص والفساد، إلى جوانب حوادث الحرابة و الأوبئة والمجاعة.