مدينة گرو مقبرة ليس لها زائر / إسماعيل أمحمد

أصبحت مدينة گرو تتأرجح بين ماض زاهر ومشرق عاشه أجيال وأجيال 
وحاضر يندى له الجبين .


إن الناظر الى موقع مدينة گرو الجغرافي يحسدها عليه لكن عند دخولها يتمنى الخروج منها بأقل الخسائر.
لم تكن تلك المدينة المتحضرة البازغة شمسها والمشرقة على العالم أيام نشأتها ألأولى.


لقد حاولت المكونات التقليدية إنشاء مدينة تقليدية في بداية نشأتها  وما إن انقضى ذالك الجيل المؤسس حتي تلاشت معه تلك لأحلام .


﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[ سورة البقرة: 141] صدق الله العظيم 


وجاء دور التغييرات المناخية وأتت بما لاشتهيه السفن من موجات هجرة جماعية   من شمال البلاد إلى جنوبها مثل تگانت وادرار .


نعم كانت فرصة مهمة لتشييد مدينة عصرية تجمع الجميع لكن الجميع لم يحسن استخدامها وحاول البعض فرض واقع لم يكن متاحا إلا بكثير من التضحية بالمال والوقت فكانت سببا كبيرا في فشل ذالك الحلم.


يرى الزائر  لمدينة گرو هذه الأيام والمتجول في ازقتها حجم الهجرة القسرية  التي تعرضت لها الساكنة. فيبكي دما حين يرى مأذن هجرها اصحابها ومحاظر كانت تصدح بالقرٱن الكريم ٱناء اليل واطراف النهار خاوية على عروشها.
كانت مدينة حيوية 
وأسواقها مليئة بالباعة والمشترين  وحين يأتي اليل تسمع زغاريد زفاف معبرة عن فرحة هنا وهناك. للأسف لقد هاجر جل شبابها الي الخارج بعد أن مل  من وعود السياسيين.والإقصاء الممنهج لهم.


ضف إلى ذالك 
المشاريع التي لم تر النور وتم وأدها في مهدها (مشروع سقاية واحة گرو الكبرى )
(ملعب گرو الذي أصبح مزرعة للحيوانات)
(لعصابة قطب زراعية ماذا استفادت مدينة گرو سوى  دعم وصل جيوب بعض رجال الأعمال فقط  )
(مربط گرو الجديد الذي لم يتم استلامه بسبب التعقيدات الإدارية)
مدينة گرو
لقد كاد لها الكائدون كيدا مبينا حتى أصبحت نسيا منسيا.
لم تكن السياسة والصراعات القبلية والحزبية ببعيدة عن ذالك المشهد المظلم الذي تعيش المدينة الآن. هنا وجب تنبيه المجتمع .


أن يتصالحوا  مع انفسهم وان يقفوا وقفة رجل واحد من أجل  إنقاذ ما تبقى من مدينتهم الجميلة 
قبل فوات الاوان .


هاذ هو الواقع لاكنه واقعا ليس حتميا ويمكن تغييره  إذا توفرت الإرادة وتضافرت  الجهود لذالك.


نعم فمدينة كرو مدينة العلم والعلماء ويمكنها النهوض من جديد فموقعها المتميز وماتحتويه من مقومات كفيلة بإعادتها إلى مركزها الحضاري والثقافي الذي يليق بها 
فمثلا بناء معهد علمي أو محظرة نموذجية  كبيرة   و بناء مستشفي تخصصي للأمراض المزمنة  والعمل على توسعة شبكة الكهرباء والمياه وتخطيط المدينة تخطيطا عمرانيا  
فمدينة گرو تستحق على الجميع نبذا الخلافات الضيقة والنظرة المتعقدة للحياة .


وآن الأوان إن نتحد كشباب تقع عليهم مسؤولية الحاضر والمستقبل  من أجل بنائها بناء يليق بها  
،وأعذروني إذا بدوت حزينا ان وجه المحب وجه حزين .


اخوكم إسماعيل أمحمد 


20/12/2024

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.