أرى الموت يعتام الكرام ويصطفى*** عقيلة مال الفاحش المتشدد
تلقيت بفائض من مشاعر الأسى العميق والحزن الموجع، مساء اليوم بانواكشوط خبر وفاة المغفور له بإذن الله تعالى أخي الكريم سعدن ولد محمد محمود ولد المصطفى ، طيب الله ثراه وأغدق شآبيب رحمته على جسده الطاهر ، وكان وقع الخبر قاسيا ومؤلما حتى "فزعت فيه بآمالي إلى الكذب".
لقد عاش الراحل فتى وقورا ، جمع بين النزاهة في العمل والفتوة ، حيث عمل شرطيا أمينا ، مدرسا ومفتيا ، حافظا لكتاب الله الذي حفظه عن ظهر قلب .
لكن ، الموت حق مكتوب على كل حي، متى ما بلغ الكتاب أجله، فلا ريب أن
"كل ابن أنثى وإن طالت سلامته.. يوماً على آلةٍ حدباء محمول ".
ولو كان لبشر أن يخلد في هذه الدنيا لكان ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه ربه في محكم التنزيل قائلا "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ".
ويقول الشاعر :
واصبر لكل مصيبة وتجلد *** واعلم بأن المرء غير مخلد
واصبر كما صبر الكرام فإنها *** نوب تنوب اليوم تكشف في غد
وإذا أتتك مصيبة تشجى بها *** فاذكر مصابك بالنبي محمد
و لا نقول إلى ما قال سيد الوجود، "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا .
عظم الله أجركم وجبر مصابكم وغفر لميتكم، اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه، وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب البيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، ووقاه فتنة القبر وعذاب النار .
قال الله تعالى : و وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَےْءٖ مِّنَ اَ۬لْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٖ مِّنَ اَ۬لَامْوَٰلِ وَالَانفُسِ وَالثَّمَرَٰتِۖ وَبَشِّرِ اِ۬لصَّٰبِرِينَ *اَ۬لذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَۖ
ويقول جل من قائل: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
السالم ولد الهادي
