لقد وفقنا بفضل الله ثم بجهود السلطات الجهوية والفاعلين الاقتصاديين والمزارعين إلى تنظيم المعرض الزراعي الأول في ولاية لعصابة الذي شكل خطوة هامة نحو تعزيز قدرات القطاع الزراعي في المنطقة. من الملاحظ أن ولاية لعصابة شهدت في السنوات الأخيرة تطورا لافتا في القطاع الزراعي حيث أصبح القطاع الزراعي ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد المحلي وتحقيق الأمن الغذائي، فيتضح من خلال كمية وأصناف المعروضات في هذا الحدث الاقتصادي الهام أن ولاية لعصابة قد حققت بالفعل تقدما كبيرا في سبيل السيادة الغذائية، وهذا المعرض الزراعي الأول قد أتاح فرصة هامة للمزارعين والمنتجين والتجار لتبادل الخبرات وطرح الحلول العملية للتحديات التي تواجههم. وقد أظهرت نتائج هذا المعرض أن الزراعة المطرية كانت ولا تزال أساسا مهما من أسس الإنتاج، إلا أن الزراعة المروية بالمياه الجوفية تمثل شريكا لها وبديلا استراتيجيا مستداما يضمن الإنتاج في كل الفترات ولا يتأثر كثيرا بالتقلبات المناخية مما جعل الاستثمار في حلول الري الحديثة أمرا ضروريا استنادا إلى ما حقق في وفرة الإنتاج وجودة المنتوج.
إلا أننا ورغم ما حققناه من نجاح في المجال الزراعي لا تزال أمامنا تحديات تعرقل استمرارية وتطور هذا النمو، نطمح لإزالتها والتغلب عليها بالتعاون مع شركائنا في التنمية وسلطاتنا العليا لأننا نطمح إلى استغلال واحاتنا استغلالا مثاليا باستخدام التقنيات الحديثة، وباستخراج المياه الجوفية بالطرق المهنية ونطمح
إلى تحويل مخلفات زراعاتنا المطرية إلى أعلاف حيوانية تعمل دورا اقتصاديا مزدوجا. ومن نافلة القول إن نبين لسلطاتنا العليا أن المكننة الزراعية وفك العزلة عن مناطق الإنتاج والتكوين والإرشاد الزراعي وتوفير الأسمدة والمدخلات الزراعية والمبيدات الحشرية أساسيات لا يمكن توفير انتاج زراعي مستدام بدون توفرها.
وأملنا كبير في إقامة مهرجان التمور القادم على أرض ولايتنا، ولا تزال مشاكل التسويق من أبرز المشاكل المطروحة للمنتجين والمزارعين، ولا ديمومة ولا استمرار بدون التغلب عليها وتعتبر العقود مع مؤسسات الدولة المعنية بالتموين حلا جزئيا يساعد فيها، إذا ما تم شراء المواد الموزعة محليا من المنتجين المحليين، كما أن توفير خطوط تمويل للمزارعين والمنتجين خطوة حاسمة وفعالة في تأمين النهوض بالقطاع.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لجنة التنظيم
