شهدت ولاية لعصابه بعد نهاية موسم التساقطات هذا العام أكثر من 20 حريقا في المراعي كان آخرها ما يلتهم منذ أمس عشرات الكيلومترات حتى الآن أهم جيب رعوي على الإطلاق في الولاية هو " العدله".
السلطات الإدارية اتخذت موقفا متفرجا من هذه الحريق أدهش الرأي العام، وصدم المتابعين، وحَارَ منه كل مراقب للشأن العام!
لم يتحرك اتجاه هذه الحرائق من مجموع الرسميين المكلفين برعاية شؤون الولاية غير عناصر من الدرك والحرس عزل من أي وسائل للإطفاء.
يهب القرويون بأغصان الأشجار ويحاصرون هذه الحرائق وبعد كثير من الوقت يتمكنون من إطفائها ،بعد أن تأتي على ما شاء الله من مراع ، وعندئذ تعلن سلطات الولاية عن القضاء على الحريق وتباشر إعداد مراسلاتها.
الكل يعي أن أي حريق يندلع سَيَخْمُدُ في النهاية لسبب من الأسباب؛ سيعترضه طريق معبد، أو أهلة كثبان ،أو يصل أرضيات صخرية أو يبلغ النهر أو المحيط وغير ذلك من العوامل، وقد ينجح الأهالي بعد لأي في إطفائه.
الذي يهم الناس هناك، ويشددون عليه، هو أن يهب الجميع من أجل أن لا يشتعل متر واحد ، وأن لا يأكل اللهب شجرة أو غصنا ، وأن يتم التغلب على الحريق خلال الساعة الأولى من نشوبه، أي أن يكون الهدف هو التخفيف من الأضرار واحتواء الحريق في أسرع وقت ،ولن يتأتى هذا إلا بخروج المسؤول الأول في الولاية وقيادة العملية وتوظيف سلطاته، ودعوة كافة رجال الأمن والجيش الذين يسمح المكان بحضورهم للالتحاق بجهود الإطفاء واستنفار جميع القوى الحية من منتخبين ووجهاء ومن شباب وناشطين مدنيين وموظفين عموميين.
بهذا سنتمكن من تخفيف الأضرار ومن تلافي هذه الثروة الحيوية في حياة الولاية.
في مدينة كيفه تتواجد ثكنات تضم المئات من رجال الأمن والجيش وطبيعي أن يكونوا على كامل الاستعداد للمشاركة؛إن طلبت منهم فماذا ينتظر السيد الوالي؟
هل هناك سقف من الدمار هو ما يجب أن تُحَرَّكَ إليه هذه الوحدات؟ هل يضمن هذا الوالي أو غيره حين تنطلق الشرارة الأولى للحريق أن لا يستوجب تدخلا خارج دائرة المواطنين الضعفاء؟ و أي مهمة أسمى من مكافحة هذا الأذى تنتظر أولئك المُخَلَّفِين؟
كيف تبقى حكومة الولاية خلف الأبواب الموصدة والنار تلتهم أثمن ثروات الولاية وتهدد الآمنين في أنفسهم وممتلكاتهم؟
لا يبالي الناس إزاء هذه الحرائق بأول سؤال ملح يدور حول أسبابها ، وإنما قفزوا إلى الاستفسار عن سبب تقصير السلطات في التدخل ضد هذه الحرائق !
لا يهم المواطنون بولاية لعصابه ما يصير إليه قَدَرُهُمْ مع هذه الحرائق فهم يُسَلِمُونَ بقضاء الله ،إنها يهمهم أن يجدوا هذه السلطة التي انْتُدِبَتْ من أجلهم إلى جانبهم وهو يضربون ألسنة اللهب بقمصانهم وبالسياط وأغصان الأشجار.
يمكن لهؤلاء أن يسامحوا الدولة في عدم توفير أي أداة أو وسائل مهما كانت تافهة لمواجهة هذه الحرائق، لكنهم لن يَصْفَحُوا عن سلطات محلية تتفرج على ما يمكن أن يتحول إلى كارثة وكأن الأمور تجري على كوكب آخر.
خلال السنوات الماضية كانت السلطات تنفذ بعض التدابير الوقائية من تحسيس في الريف وشق للطرق وقد لعب مسؤولون بيئيون متحمسون دورا محوريا في ذلك قبل أن تسجل الولاية غيابا مدهشا لقطاع البيئة.
لقد توقع المراقبون حين انطلق حريق يوم أمس وانكشف أنه الأخطر هذا العام أن يهب الوالي وفريقه لإطفائه ويستغل هذه القضية التي تقع في صدارة اهتمام الرأي العام في توجيه رسالة تبعث ثقة جديدة فيمن يديرون شؤونهم، وتجدد في نفوسهم الأمل في معشر المسؤولين، وهو الأمر الذي ضاع على الوالي؛ فتأكد لدى الناس أن أحوالهم مستمرة في الضياع والتدهور وأن مزيدا من التردي هو ما ينتظرهم!
الشيخ ولد أحمد المدير الناشر لصحيفة وكالة كيفه للأنباء