صُدِمَ سكان بلدية أقورط وقام محتجون بتمزيق لوحة التدشين مساء يوم أمس بعد تراجع المندوب العام للتآزر الشيخ ولد بده عن قطع الشريط الرمزي لانطلاق شبكة الكهرباء في قرى طريق الأمل وحول مهمته بشكل مفاجئ إلى متابعة واطلاع.
ماذا حدث في الدقائق الأخيرة؟
حَضَّرَ سكان هذه البلدية على مدى أسبوعين لتخصيص استقبال كبير للمندوب وهو يأتي لتدشين مشروع الكهرباء الذي طال انتظاره واحتشد السكان من كل القرى في عاصمة البلدية للتعبير عن فرحتهم وحضور هذه المناسبة الكبيرة.
تم تجهيز لوحة التدشين ووضع مفتاح إشعال المصباح الكبير إيذانا بانطلاق كهرباء هذه القرى وصدرت الأوامر لصوملك بقطع الكهرباء عن نصف مدينة كيفه كي يمكن أن تضيئ المصابيح في هذه القرى.
وحين وصل المندوب كاشفه والي لعصابه بالخبر الصادم فأكد له أن مدينة كيفه تواجه ازمة في الكهرباء وتعجز صوملك عن توفير هذه الخدمة في هذه المدينة بشكل كاف ومستديم فكيف تغذي شبكة بحجم هذه القرى؟
المندوب تفاجأ بالخبر وأظهر الكثير من الأسف وقرر فورا أن يلق عملية التدشين وأمر بإيجاد حل مستقل عن مدينة كيفه.
أسئلة كثيرة تتفجر:
من كذب على المندوب بجاهزية هذا المشروع وبتوفر الجهد الكهربائي الكافي لانطلاقه أهي صوملك أو أعوان المندوب؟
كيف حدثت هذه الارتجالية العمياء وكيف تغيب المعلومات عن علم من أوكل عليه رئيس الجمهورية أهم جانب في برنامجه الانتخابي؟
لماذا لا يقدم هذا المندوب اعتذارا صريحا للآلاف الذين استقبلوه ويتحدث إليهم بصدق وصراحة عن سبب هذا الإخفاق؟
هل تتساقط رؤوس ويُشْرَعَ في تحقيقات عقب هذه الفضيحة؟
هل تتدارك هذه المندوبية صدمة وغضب آلاف السكان الذين ضاع حلمهم في الحصول على هذه الخدمة الحيوية وتأخر ذلك إلى موعد غير معروف؟
يستخلص من هذا الحادث الغريب أن الشأن العام في هذه الدولة عرضة للتلاعب وأن الإهمال وعدم المسؤولية واحتقار الشعب ممارسات عادية لا تسبب خجلا ولا حرجا ولا يخاف صاحبها لوما أو عقوبة.
بهذا تفشل مهمة مندوب التآزر في مقاطعة كيفه وفي محطته الثانية اليوم في باركيول تنتطره مشاريع لا تقل غموضا وارتجالية عن مشروع بلدية أقورط إذ يدشن مدرسة تجميع تصر القرى المعنية على عدم توجيه أبنائها إليها لبعدها عنهم وسيطلق أعمال سد زراعي محل خصومة بين السكان فيصر طرف على نجاعته ويرى طرف آخر أنه سيؤدي إلى إغراق قرى وجفاف أودية وسهول .