ردًا على السؤال الافتراضى للدكتور ديدي ولد السالك:رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية المغاربى عن مدى استعداد النظام الموريتاني لمواجهة تفكك دولة مالي المجاورة؟
إعداد: وتقديم ذ السالك ولد أباه المحامى
يونيو 2025
🔍 مقدمة: خلفية السؤال
وعن مدى استعداد النظام الموريتاني في مواجهة تفكك الدولة المركزية فى مالي، نعرض في هذه الورقة تحليلاً مركزًا للتداعيات الأمنية والسياسية المحتملة على موريتانيا، مع تقييم قدرات النظام الموريتاني على مستوى الجيش والأمن.
⚠️ المخاطر والتهديدات الناجمة عن تفكك مالي
فراغ أمني متوقع على الحدود الشرقية قد ، تستغله تنظيمات إرهابية وجماعات انفصالية.
موجات نزوح للاجئين باتجاه ولايات الحوضين والعصابة، مع ضغط على الخدمات والبنية التحتية.
توترات عرقية وقبلية محتملة عبر الحدود مع تشابك الهويات (الفلان، الطوارق...).
عدم توجه اللاجئين نحو السنغال رغم وجود حدود برية، بسبب:
بعد مناطق النزاع عن الحدود السنغالية مقارنة بموريتانيا والنيجر.
المخاطر الأمنية في المسالك المؤدية إلى السنغال.
الروابط القبلية والثقافية الأقوى مع موريتانيا والنيجر.
التسهيلات والبنية التحتية الأفضل لاستقبال اللاجئين في موريتانيا.
🛡️ قدرات الجيش الموريتاني: أرقام ومقارنة
القوة البشرية: حوالي 82000الف جندي منهم عدد من الجنود الاحتياطيون .
المدرعات والدبابات: يمتلك الجيش الموريتاني نحو 200 مركبة مدرعة خفيفة، بالإضافة إلى حوالي 3o دبابة من طراز T-55 وتعديلات محلية.
الطائرات: يشمل الأسطول الجوي حوالي 20 طائرة خفيفة، من بينها طائرات مراقبة بدون طيار وطائرات هليكوبتر هجومية خفيفة.
التدريب والخبرة: برامج تدريب مستمرة مع الولايات المتحدة وفرنسا، تركيز على مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن في المناطق الحدودية.
مقابل ذلك، يعاني الجيش المالي من تراجع واضح في الانضباط والتنظيم، مع عدد أقل من القوات النظامية المؤهلة (تقديرات أقل من 15,000 جندي فعّال)،وعدد غير منشور من جنود الاحتياط وعتاد أقل جاهزية وصيانة، مما يضع موريتانيا في موقع أفضل نسبيًا من حيث الاستعداد العسكري.
✅ التوصيات الاستراتيجية العاجلة
1. تعزيز الانتشار العسكري واللوجستي على الحدود الشرقية، وتحديث منظومات الرصد والمراقبة.
2. تنشيط التنسيق الدبلوماسي والأمني الإقليمي مع الدول المجاورة خاصة عبر آليات استخبارات مشتركة.
3. العمل مع شركاء دوليين (الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة) لدعم القدرات التقنية والتدريبية.
4. إعداد خطة وطنية شاملة لإدارة تدفق اللاجئين بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة.
5. رفع مستوى الجاهزية الأمنية الداخلية لمواجهة أي اختراقات أو توترات اجتماعية.
رغم تفوق الجيش الموريتاني على الجانب المالي، إلا أن موريتانيا غير مجهزة بالكامل لتحمّل تداعيات تفكك النظام المالي بشكل منفرد. حيث تتطلب المرحلة القادمة تحركًا استباقيًا متكاملًا يجمع بين تعزيز القدرات العسكرية، تفعيل الدبلوماسية الإقليمية، والاستعداد الإنساني.