الصفحة الأساسية > الأخبار > من التهذيب إلى .........التسريب

من التهذيب إلى .........التسريب

الخميس 18 حزيران (يونيو) 2015  10:57

بقلم : النهاه ولد أحمدو / 22442289

-  ما إن تم الإعلان عن سنة 2015 سنة للتعليم من طرف السلطات العليا للبلد، حتى استبشر الجميع خيرا و امتلأت النفوس أملا ، لما يعنيه اصلاح هذا القطاع من نهضة شاملة، على جميع المستويات و ما لذلك من انعكاس إيجابي على مختلف القطاعات الآخرى ، لارتباطها الوثيق بالعملية التعليمية ،التي يتوقف عليها نجاح هذه القطاعات في مهامها كل حسب اختصاصه .

-  و ما إن انقشع غبار هذا الإعلان ، و تفاجى دخان وقعه اللا مؤثر ، و خبت الدعاية المروجة له من كل المنابر ، حتى ظهر أنه مجرد إعلان فارغ المحتوي ، انعكست فيه الدلالات و اختلطت المفاهيم ، ليتحتم على المتتبع المهتم بقراءة معانيه و دلالاته الرجوع إلي أكثر من قاموس و معجم ، ليدرك حقيقة ما ينسب إلي الوزارة المكلفة بتجسيده من تهذيب ، حيث سيتفاجأ بأن أكثر المرادفات مطابقة لهذا التهذيب هي :

-  التعذيب : و يتجلى هذا المفهوم فيما يعانيه موظفو القطاع الميدانيين ، من تحويل تعسفي و زبوني و حرمانهم من أبسط حقوقهم المادية و المعنوية ، ليقول الوزير في برنامج " الحكومة في ميزان الشعب" أنه يكفي المعلم من تحسين ظروفه المعيشية وجود دكان من دكاكين برنامج أمل بالقرية التي هو فيها . ناسيا أن المعلم و الدكان يعملان بنفس الدوام ، و بالتالي لن يجد وقتا للوقوف في طابوره الطويل الممل و المضيع للوقت، و أردف الوزير قائلا : إن المعلم ليس جديرا بالاحترام ، لمظهر هندامه الذي يظهر به أمام التلاميذ .

-  التخريب : الذي بدأ ينخر جسم العملية التعليمية في الصميم ، بعد إسنادها لمتعاقدين عاجزين أصلا عن صياغة و كتابة طلبات تعاقدهم تعبيرا و إملاء ، و اعتماد مناهج تعليمية لا تلبي حاجة للمتعلم ، و تحتاج إلي أكثر من إصلاح لتتماشى مع متطلبات العصر وتطورا ته ، كما تم تطبيق أساليب تعليمية بطرق ارتجالية غير محضر لها ، أربكت المعلم و المتعلم والمشرف على حد سواء .

-  التغريب : الذي يتجلى في السماح لمدارس حرة أجنبية غير مراقبة ، باعتماد مناهج لا تطابق المنهاج الوطني ، ليجد من ارتاد هذه المدارس - مكرها لا بطلا - نفسه غريبا ثقافيا و أخلاقيا في وطنه ، لتشبعه بثقافة و أخلاق قوم آخرين .

-  التسييب : فمن ذا ينكر وجود أعداد معتبرة من أطر و عمال قطاع التهذيب ، بشتى أصنافهم و رتبهم يمارسون أنشطة لا علاقة لها بالقطاع ، في الوقت الذي يتمتعون فيه برواتبهم و علاواتهم و امتيازاتهم كاملة أو تزيد ، و يتم غض الطرف عن هؤلاء عمدا ، ليبلغ بهم التسيب و إلغاء الحبل علي الغارب أعلى درجاته ، ليمارسوا أنشطتهم خارج الوطن في إجازات مفتوحة و معوضة .

و أخيرا وليس آخرا يأتي :

-  التسريب : آخر مسمار يدق في نعش التهذيب ، ليبدأ الحصاد الحتمي للسياسات الفاشلة المنتهجة في التعليم ، و تتلاشى آمال الأمة الموريتانية في الحصول على أجيال متعلمة ، تحمل مشعل التقدم و الازدهار ، لكسب رهان البقاء وسط عالم لا يعترف بالفاشلين ، و لا مكان فيه للجهلاء ، ليتأكد أن إصلاح التعليم يتطلب أكثر من إعلانات جوفاء .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016