يراود "الشيخ ولد أحمات" وهو شاب ثلاثيني شعور باليأس جراء موجة الاضطرابات والمطاردات التي يعرفها سوق "كابيتال" أحد أكبر اسواق العاصمة نواكشوط.

وبحسب تقديرات الباعة المتجولين فإن "الشيخ" هو واحد من بين 3200 بائع متجول تعتبرهم السلطات الموريتانية محتلين للشارع العام دون وجه حق. الأمر الذي ينجم عنه احتكاكات متكررة مع قوات الأمن.

ورغم لجوء السلطات الموريتانية إلى بناء سوق جديدة تحت إشراف وزارة الإسكان الموريتانية؛ لإنهاء أزمة الباعة المتجولين إلا ان عملية توزيع نقاط البيع بتلك السوق لم تسلم من حالات تلاعب وفساد؛ حسب "الشيخ".

ومع ترحيب جزء من الباعة الصغار بالسوق الجديد كبديل عن وضعيتهم القديمة؛ حيث استفاد من نقاط بيعه حوالي 30% من الباعة المتجولين؛ إلا أن عدم جاهزية السوق تضيف عنصرا جديدا للأزمة.

ويقول ابراهيم ولد سمته (35 سنة) وهو أحد ممثلي الباعة المتجولين "لقد نظمنا تظاهرة منتصف الشهر الماضي لمطالبة المجموعة الحضرية بدمجنا في السوق الجديد عبر إعادة النظر في عملية التوزيع غير العادلة".

ويضيف ولد سمته "السوق الجديدة لم يراعى في تصميمها احتياجات الباعة المتجولين. وقد أنهيت أعمال بنائها دون تشييد مرافق عمومية أو فتح منافذ أو شوارع. كما لا تتوفر السوق على خدمات الكهرباء والماء والنظافة والتنظيم والأمن والسلامة".

دبو سيدي ابلال (64 سنة) إحدى بائعات الملاحف بالسوق الجديد تقول: "لقد عانينا المهانة بسبب مطاردة الشرطة وقوات تجمع امن الطرق بشوارع وسوح السوق القديم وكنا نقضي النهار تحت لهيب الشمس؛ حيث ترمى علينا الأوساخ والقاذورات؛ أما اليوم فقد أصبح الوضع أرحم قليلا".

ولا يرى محفوظ ولد محمد (45 سنة) وهو بائع فواكه مهدد بالطرد؛ أي جديد في سلوك المجموعة الحضرية اتجاه ممتلكات الباعة المتجولين؛ حيث يقول: "لا يزال الوضع على ما هو عليه. بضائعنا تصادر ليلا من قبل حاويات المجموعة الحضرية ونغرم في الصباح بمبلغ 5000 أوقية لتسلمها منهم".

وردا على الانتقادات التي شابت عملية إحصاء وتوزيع نقاط البيع يقول محمد المصطفى ولد أحمد وهو عضو اللجنة المشرفة على عملية الإحصاء وتوزيع عنابر السوق الجديد "لقد فتح تحقيق فوري بأمر من والي نواكشوط للبت في الطعون التي تقدم بها بعض التجار؛ وأسفرت العملية عن اعتماد لائحة نهائية تحتوي 1186 بائعا مستفيدا من العدد الإجمالي للباعة.

سلطات المجموعة الحضرية لمدينة نواكشوط سارعت إلى إنذار بقية الباعة المتجولين الذين لم يستفيدوا من عمليات التوزيع بضرورة إخلاء شوارع السوق القديم؛ كما طالبت قوات أمن الطرق بإنفاذ القرار وفرض ما تصفه بالأمن والنظام".

وأكد الحسن ولد سيدي وهو نائب المفتش العام بالمجموعة الحضرية لمدينة نواكشوط "أن تشييد السوق الجديد هو سابقة في سياسات الدولة تجاه الباعة المتجولين وقد بدأ الباعة المتجولون في شغله منذ الأيام الأولى".

وأضاف ولد سيدي "لا تتحمل المجموعة الحضرية مسؤولية في العيوب التي يعانيها السوق حاليا ورغم ذلك فقد شرعنا في الإجراءات اللازمة لتأهيله بالمتطلبات الأساسية".

كما أشار قائلا: "سعة السوق الجديد لا تتجاوز 1157 نقطة للبيع؛ ونحن مطالبون بالتعامل مع الوضع وفرض النظام في محيط السوق وفق ما تقتضيه المصلحة العامة للمواطنين".

dune-voices.info