الصفحة الأساسية > الأخبار > ظاهرة الهجرة غير الشرعية بين المقاربة الامنية و الالتزامات الحقوقية

ظاهرة الهجرة غير الشرعية بين المقاربة الامنية و الالتزامات الحقوقية

الثلاثاء 29 كانون الأول (ديسمبر) 2015  09:22

عرفت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من دول جنوب الصحراء نحو الجزائر تفاقما في السنوات الاخيرة ’, بل أصبح تواجد المهاجريين كجزء من الفسيفساء الاجتماعية حقيقة لا مناص منها , و يعتمد عليهم في كثير من المهن و القطاعات الاقتصادية لتغطية عزوف المواطنين عنها كقطاع الاشغال العمومية خاصة في ولايات الجنوب و بعض الانشطة في كسكافة , و لكن هجرة الفئات الهشة كنساء و الاطفال تطور جديد قد يعكس تغير الاسباب الكامنة وراءها بعدما كانت الى وقت قريب يحركها حلم العبور الى الضفة الأخرى .

و لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح ماهي آليات مكافحة الظاهرة ؟

تفرض الهجرة بطرق غير قانونية تحديات كبيرة على دول العبور و الجزائر بحكم موقعها الجغرافي و امكاناته الاقتصادية – امكانية توفر فرص عمل - تعد الممر الامثل و من اول المشاكل التي تواجه السلطات مكافحة شبكات تهريب البشر التي تجد في المهاجريين لقمة سائغة بنقلهم بأسعار خيالية و فكثرين من الاحيان يقعون في مخالب المغامرين الذين يحركهم الجشع و الجري وراء الكسب الغير مشروع فكم من مرة يجدون انفسهم تائهين في الصحراء عرضة للعطش الذي أود بحياة العشرات كل سنة تقريبا فطريق من أسمقة - نقطة حدودية نيجرية ملتقى للمهربيين - الى تمنغست عبر ان قزام أو من ارليت - اقرب مدينة الى الحدود الجزائرية 180 كلم ليست دائما محفوفة بالورد فمن افلت من عيون الرقابة الامنية قد يصطاده انعدام روح الانسانية عند الكثر من المهربين .

تعد المعالجة الامنية بتنظيم حملات لتوقيف الوافدين من وراء الحدود بطرق ملتوية من اهم المقاربة المستعملة لمكافحة الظاهرة و تساهم في تحييد الكثرين و اعادتهم من حيث اتو بل و يوجد جاهز مختص يتولى الامر و عدة ما يتم عبر نفس الطريق الذي يدخلون عبره و الطريق الوطن رقم واحد و الذي هو في نفس الوقت طريق الوحدة الافريقية الرابط بين العاصمة الى الحدود مع النيجر او بتحويل البعض الى تين زواتين حسب جنسيتهم ، و جدير بذكر أن هذه الطريقة متبعة عالميا الا أن الظروف المحيطة بعملية توقيف قوافل المهاجرين و التعامل معهم الى حين تسليمهم الى سلطات بلدانهم هو مربط الفرس خاصة مع تزايد نسبة النساء و الاطفال العابرين للحدود خارج الاطر القانونية و التي انتشرت في الجزائر بطريقة مذهلة بل شكلت ديكورا سلبيا مس كل المدن بنسب متفاوتة تعقد من مهمة السلطات و تتطلب مجهودات اكبر .

و من نماذج التي تفرض نفسها عملية ترحيل النازحين من النيجر في اطار استجابة لطلب سلطات هذا البلد على لسان وزير الداخلية ماسودو حاسومي الذي زار الجزائر 9 نوفمبر 2014 و بداءات عملت الترحيل في شهر ديسمبر و كانت أول دفعة وصلت تمنغست في 5 ديسمبر من سنة الماضية .

يقول الشيخ مولاي رئيس اللجنة الولائية لهلال الاحمر تمنغست : " تم ترحيل 1800 فرد في عشر عمليات الى حد لآن بتعاون مع عدة شركاء مثل الحماية المدنية و بحضور ممثل عن قنصلية النيجر و الامن الوطني يتم ترحيلهم عبر ان قزام نحو اقداز , طبعا المرحلين قادمين من مختلف مراكز التجميع عبر الوطن يوجهن الى مركز تمنغست الذي يستوعب 1200 شخص و نوفر لهم الرعاية الطبية و كل شروط لنقلهم في احسن الظروف " .

المنظمات الحقوقية هي احد الاطراف الاساسية في متابعة الهجرة غير الشرعية و شريك اساسي في حل المعادلة. و يصرح الامين العام لرابطة الجزائرية لدفاع عن حقوق الانسان: " اكيد ان الجزائر تعرف في سنوات الاخيرة نزوح اشخاص من دول المجاورة دول الساحل و الدول الافريقية و هو نزوح مختلط اي فيه مهاجريين اقتصاديين و فيه لاجئين الاشكال هو ان معالجة الجزائر لهذه الظاهرة ليس وفق حماية حقوق الانسان و المعاهدات الدولية و لكن مبنية على تصور سياسي و ليس تصور حقوقي انساني , اكيد فيه من بين النساء و الاطفال اي الفئات الهشة التي تتطلب تصور انساني من ناحية طبية و الاجتماعية " .

تعد الهجرة غير الشرعية معضلة متعددة الابعاد و مركبة اجتماعية اقتصادية و سياسية يتجاوز حلها حدود الوطن بل يجب ان ينظر اليها في أطار جهوي و اقليمي و فق حلول جذرية تتعامل مع اسباب و ليس مع النتائج .

dune-voices

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016