الصفحة الأساسية > الأخبار > شعوب تحيى بالعمل وأخرى تموت من كسل

شعوب تحيى بالعمل وأخرى تموت من كسل

الجمعة 1 كانون الثاني (يناير) 2016  04:17

الولي ولد سيدي هيبه

الكسل والخمول آفة جديدة وخطر متفاقم له العديد من العواقب الوخيمة والتأثيرات السلبية صحية بدنية وعقلية واجتماعية واقتصادية تنعكس سلبا على حياة الأمم و مسارات بنائها وفي مجريات معركة رفع تحديات مستقبلها، كما تشكل اليوم وبحسب بعض دراسات دقيقة أجريت حول الموضوع، تحديا جديدا يضاف إلى جملة التحديات التي تشهدها كل البلدان المصابة بهاتين الآفتين. ومن هنا فلا شك مطلقا في أن من أسباب تخلف بعض الدول ودوام فقر أهلها و اختلال بنيتها ما يرتبط إلى حد بعيد بالعقلية العامة لشعوب هذه الدول و نمط تعاملها مع متطلبات قيامها و بقائها و ما هو سياسي و ثقافي كذلك. و بالطبع فكلما كانت الشعوب أكثر ميلا إلى العمل و السعي إلى توفير الاحتياجات بالجهد و المثابرة كلما كبر شأنها و اعتلت مكانة مرموقة في مسار الأمم. حقيقة تدعمها يوما بعد يوم ظواهر وخوارق شعوب تقفز من الحضيض إلى مصاف الأمم المتقدمة بالعلم و العمل به و بالتكنولوجيا و تطبيقاتها المفضية إلى التصنيع و التصدير و التبادل الذي يزيد التطور نوعا و كما. و على العكس من ذلك فمتى يكون أي شعب عازفا عن العمل، محبذا الاتكالية، معتمدا التوسل و لو أكسبه أشكالا مبطنة و صفات محسنة كما هو الحال في هذه البلاد و محملا إياه للتمييع أوصافا و معاني: • كـ "الغيبة" بمعنى السفر بنية الإقامة الطويلة إلى الأهل و الأقارب و الأتباع و الحلفاء و أصحاب الصيت الحسن و عظيم الحظوة من المال و الجاه، • و "مسنون" قصيد التبجيل أي مستحق نظمه و إنشاده قريضا و لهجيا لذوي القدرة على الصرف دون سواهم، • "قرعة" أي مردود التبعية الاجتماعية تحت عديد التسميات و الصفات، تجبى على أهل الرأس في الترتيب الهرمي لفائدة أفراد الفئات في أسفل الهرم من أجزاء شاة ذبيحة إلى أبسط مستلزم من ضرورات البقاء رغم الحَظر و المحاربة النظرية من و الوعي الجديد على الأقل لهذه الدونية و المطالبة بالعدالة و المساواة في ظل دولة المواطنة.

عادات خطيرة ما زالت ـ على الرغم من مضي زمانها ـ تقوض منذ تأسست الدولة المركزية و توحدت أجزاء ترابها ـ تقتل في الفرد الموريتاني روح العمل والاجتهاد و تعزز لديه نزعات "التوكل" و اللامبالاة بالمصير. و إن الشواهد على هذه الحالة، التي تجد مجتمعة في تركيبتها كل الأبعاد النفسية و الاجتماعية و الأخلاقية، تُعري وضعا يطبعه التأخر و تترجمه الفوضى و غياب أدوات التغيير و البناء و الحضور و المنافسة، ثم لا تخفي أوجه التخلف المدني و البنيوي و الاقتصادي و المعرفي العلمي التواصلي مع قنوات التقدم و سبل الارتقاء و المشاركة في بناء صرح العولمة السابحة بالشعوب الناضجة و الكادحة و المبدعة إلى فضاءات الإبداع.

فهل يدرك المسؤولون، من المثقفين بالمعنى النبيل على قلتهم و السياسيين على ضعف نضجهم و المخططين على طلاقهم على أرض الواقع مما تعلموه و القادة الكارزميين على سوء توظيفهم لهذه الخصلة النبيلة و القيمة النادرة الذين يمتلكون جميعهم حسا مرهفا و من دون شعور بالنرجسية أو الغرورية أو الادعائية أو التقاعسية أو الخذلان أو الإحباط، خطورةَ الوضع و فظاعةَ كل تناقض أوجهه من ناحية، و ضياع مقدراته البلد ،على أيدي السفهاء عديمي الضمير و اللا وطنيين و المفسدين و المبذرين بلا وازع ينهي أو يخز، من دون أن يكون لها أثرٌ يذكر ليشكر في عملية البناء على أرض الواقع و رفع التحديات و خلق سبل المنعة و الاستقلالية و القوة لبلد ما زال بعيدا كل البعد من أدنى عتبات النهضة التي عمت أرجاء المعمورة و آتت أكلها في أكثر بلدانها وعيا بمحامد العمل؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016