عقدت بعثة من حزب الإتحاد من أجل الجمهورية يرأسها وزير الصحة باحسينو وبعضوية ختار ولد الشيخ أحمد ، إجتماعا بمقر اتحادية الحزب بكيفه حضره عدد من أطر الحزب ومنتخبيه وناشطيه بولاية لعصابه ، وقد استهلت البعثة الحديث بشرح مقتضب لنتائج الحوار الذي نظم أخيرا بين أحزاب الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة ، ثم قدمت البعثة الزائرة عرضا ورديا عن الحالة العامة للبلد ، حيث قيم بانجازات عملاقة في كل ميادين الحياة - حسب البعثة –

ثم طلب ممن يريد التدخل بالتسجيل ، وعندها حدثت زحمة كبيرة على السيد عثمان ولد المختار فيدرالي الحزب من طرف عدد كبير من طالبي الكلام ، مما جعله يقوم بأخذ عدد محدد من كل مقاطعة ، وعندما بدأت المداخلات انصرف أعظم المتكلمين إلى تقديم صورة قاتمة عن الوضع المعيشي والرعوي بالولاية بعد ثنائهم على الحوار ، ثم فضل البعض تحميل البعثة رسائل وطلبات إلى رئيس الجمهورية تتعلق في مجملها بما يساعد الناس في تجاوز محنة هذا العام ، ثم نال منتخبو الولاية نصيبا وافرا من الانتقاد واتهمهم الكثير من الحاضرين بالإهمال والتقصير في حقوق الجماهير ، كما لم تسلم عملية تنصيب هياكل الحزب من الانتقاد ، كذلك شدد متدخلون كثر على ضرورة إن يرجع الحزب لقواعده في اختيار منتخبيه في كل الاستحقاقات وحذروا من تكرار أخطاء فرز مرشحي الحزب بالطريقة التي حدثت في الشيوخ خلال الخريف الماضي قبل أن تؤجل تلك الانتخابات.

لقد عمدت كل قبلية وحتى كل مجموعة داخل القبيلة الواحدة للتأكيد على نفوذها وثقلها وإيهام البعثة أنها هي التي تشكل القوة الحقيقية للحزب ، ثم عبرت مجموعات أخرى عن التذمر من استحواذ المجموعات القبلية الكبيرة على المناصب والامتيازات داخل الحزب و كان التراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات هو الأسلوب السائد وفي أحسن الأحوال يكون ذلك عبر توظيف جيد للبلاغة لا سيما ما يتعلق منها بالكناية والتورية بالجناس.

يمر ذلك الاجتماع والولاية تعيش وضعا حياتيا في غاية الصعوبة ويواجه مواطنوها ظروفا معاشية استثنائية تنذر بحدوث مجاعة ،نظرا للقحط الشديد هذا العام الذي تسبب في عدم امكانية قيام أي شكل من أشكال الزراعة كما أن ما تبقى من مواش عقب الصيف الماضي مهدد بالهلاك ، ناهيك عن ارتفاع الأسعار وانهيار القدرة الشرائية لدى المواطنين وعجز المصالح الجهوية عن تقديم أي نوع من المآزرة للسكان .