الصفحة الأساسية > الأخبار > كارثة بيئية في مقاطعة كنكوصه (تقريرمصور)

كارثة بيئية في مقاطعة كنكوصه (تقريرمصور)

الجمعة 19 شباط (فبراير) 2016  06:30

يقوم العشرات من الفحامين والرعاة بحملة واسعة لقطع الأشجار في منطقتين تقعان شرقي مقاطعة كنكوصه، وتتعلق الأولى بمثلث يقع ما بين حرج الشمس غربا ولخزين شرقا باتجاه أم عركوب جنوبا ، أما الثانية فتقع بالقرب من "اخطوطت أولاد الما يمتس" وتحديدا ما بين جبلي "توران" و"اتويرين" باتجاه "عدلت الصبان".

مندوب وكالة كيفه للأنباء الذي كان في جولة إنتاجية بتلك المنطقة وقف على تدمير واسع للغابات هناك، حيث يعكف رعاة الغنم على قطع الأشجار وتمييلها لقطعان الغنم رغم كثافة الأعشاب.

وعندما سألناهم عن دوافعهم لهذا العمل الضار أجابوا بعدم وجود "البركة" في تلك الأعشاب هذا العام مما يضطرهم إلى استغلال أغصان الشجر.

أما الفحامون من الأهالي هناك فينكبون على قطع الأشجار "النبيلة" وهي خضراء يانعة وبعد فترة يعودون إليها بفؤوسهم لتحويلها إلى حزم من الحطب ، يقومون بعد حين بتجميع عشرات الحزم المتفرقة في الغابة بواسطة عربات تجرها الحمير فتنقل إلى مكان يسمى "الفور" حيث تتم مراكمة أطنان الحطب.

وفي هذه المرحلة تشعل النار في هذا "الفور" وبعد أسبوع من الاشتعال الدائم ينضج الفحم.

هؤلاء لديهم أرقام هواتف تجار الفحم في انواكشوط وكيفه فيتصلون بهم ليخبروهم أن الفحم أصبح جاهزا، وفورا يؤجر أولئك التجار شاحنات كبيرة تصل إلى تلك المنطقة الوعرة لشحن أطنان الفحم من الحطابين المحليين ثم يعود أصحابنا في نفس المنطقة إلى إعادة العملية مرة أخرى وهكذا دواليك !.

إن مكمن الخطورة في هذه العملية التدميرية هي أن الفحامين يستهدفون أشجارا هامة جدا ومعطاءة هي تيكفيت واللينه وحتى أوروار وغيرها، مستغلين بعد المنطقة وعزلتها عن عيون المصالح البيئية التي قالوا أنها لم تصل إليهم لمساءلتهم يوما.

ولذلك يجدون الفرصة سانحة لعمل ما يريدون.

صحيح أنهم بمجرد مشاهدتهم لأي سيارة "غريبة" يرمون فؤوسهم في الحشائش ويختفون في الغابة حتى يتضح الموفق ومع ذلك فهم ما زالوا طلقاء يعبثون بتلك البيئة الجميلة.

وكالة كيفه للأنباء قابلت بعض سكان المنطقة الذين يعارضون بشدة قطع الأشجار لكنهم يحملون المسؤولية للسلطات التي لا تعمل أي شيء لحماية الغابات.

هؤلاء "الحطابون" الذين نعتذر عن نشر صورهم وأسمائهم تحدثنا إليهم وقد أجمعوا على أنهم مضطرون للقيام بهذا العمل رغم شعورهم بالذنب ووعيهم بضرره وخطورته على الجميع، لكن الجوع يفرض عليهم ذلك النهج، وهم مستعدون للتخلي عن هذه الطريقة لجلب الزرق عندما تتاح لهم فرصة للتحصيل والكسب غيرها، فحقولهم لا تغنيهم لأنها غير مسيجة، ولا توجد لديهم مياه لإقامة زراعة مروية ،ولم تقدم لهم الدولة أي مساعدات أو قروض لإنشاء مشاريع أو تعاونيات مدرة للدخل وقبل أن يتحقق هذا يقول "الفحام" م.ع.ا فإننا لن نترك أطفالنا يموتون جوعا.

لا شك أن من يلتقي بهؤلاء ويسمع حديثهم ويشاهد الظروف القاسية والعمل المضني الذي يبذلونه لتحصيل الفحم سوف يجد ألف عذر لما يقومون به من أعمال ضارة بالجميع، غير أن ذلك كان بالإمكان تجنبه أو التخفيف من فتكه لو تيسرت حكومة واعية ورشيدة ولامعة تدشن سياسة حكيمة تنصف كافة الأطراف وتضع مصالح الجميع نصب عينها.

صحيح أن المصالح البيئة بولاية لعصابه لا تستطيع حماية ومراقبة 1%من الأراضي الشاسعة للولاية لافتقارها للحد الأدنى من الوسائل حيث لا تتوفر على غير سيارة واحدة هدية من مشروع أجنبي.

والمتاح الوحيد للقائمين على هذه المصالح من أجل خدمة الوطن والتصالح مع الضمير أن يصدعوا بالحق عاليا فيعلنون جميعا استقالتهم من وظائفهم احتجاجا على تخلف الحكومة عن مدهم بالوسائل التي تمكنهم من أداء مهامهم على الوجه الأكمل.

وبذلك يبرؤون ذمتهم ويخرجون من تهمة التآمر على المصلحة العامة والسكوت على الباطل.

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016