الصفحة الأساسية > الأخبار > على خطى أمير قطر

على خطى أمير قطر

الأربعاء 4 تموز (يوليو) 2012  01:21

يبدو أن المشهد الوطني لا يريد أن يكف عن إثارة اهتمام المراقبين ومضاعفة قلق المواطنين. فبعد أشهر من "الصراع" بين سلطة هجرت صناديق الاقتراع ومعارضة تتحسس سبل "الثورة"، ها نحن على موعد مع "جيل جديد" من "عوامل الاثارة" التي تجعل الأفق أكثر ضبابية وكأننا بحاجة إلى التوغل أكثر على طريق المخاطرة بخوض مزيد من المغامرات.

خلال أقل من أسبوع كشفت وكالات الأنباء عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية بناء قاعدة عسكرية داخل حدود بلادنا وعن قرار دولة مالي معاملة مواطنينا بالمثل بخصوص فرض بطاقة الاقامة المعوضة، هذا بالإضافة إلى رفض الرئيس عزيز لاستقبال وزير الخارجية السنغالي عقابا لرئيسه على عدم تعاونه بشأن تسليم ولد الامام الشافعي رغم أن السنغال رفضت حتى الآن الرد على قرار بلادنا فرض شروط إقامة مشددة على مواطنيها في خرق سافر للاتفاقيات الثنائية الموقعة بيننا معها.

هكذا إذا -وخلال أسبوع واحد- نكون قد فقدنا آخر حلفائنا من دول الجوار، خصوصا إذا ما تذكرنا أن علاقاتنا مع المغرب قد دخلت في نفق مظلم منذ عدة أشهر، وأنها مع الجزائر لن تكون على ما يرام حين يتأكد خبر استضافتنا لقاعدة أمريكية مع أن برودة تلك العلاقات كانت قد بدأت منذ اندلاع الأزمة في شمال مالي ومنذ إعلان سلطاتنا نيتها المشاركة في تحالف دولي لغزو الشمال المالي مقابل إصرار الجزائر على إعطاء فرصة للمفاوضات وترك الملف محصورا على "دول الميدان".

هل يمكن أن نفهم من ذلك أن سلطتنا لديها هواية مراكمة المشكلات أو أنها على الاقل غير مكترثة لفتح أكثر من جبهة في نفس الوقت؟ أم أن ما نعتبره "أزمات خطيرة" ليس أكثر من تأثيرات جانبية للعبة كبيرة تنفذها السلطة بملء إرادتها وبكامل وعيها وتعرف ما الذي تريده منها من دون أن تكون مضطرة لإعطاء كبير اهتمام لما قد ينجر عنها من مصاعب ومتاعب "هامشية"؟

ليست مسالة الترخيص لقاعدة أمريكية "لعبة صغيرة" خصوصا حين تكون بديلا عن قاعدة "واغادوغو" أو منافسة لقاعدة "السيلية"، غير أنها على الأقل تتيح للاعبها حرية أكبر تجاه "الداخل" وأمام دول الجوار وحتى تجاه القوى الاقليمية ذات الوزن المعتبر. ولعل ذلك هو ما يفسر كل هذا "الاستخفاف" ببناء علاقات وثيقة مع دول الجوار وربما أيضا تلك "الحرب الخفية" الدائرة منذ بعض الوقت بين نواكشوط وواغادوغو من جهة وبين نواكشوط والدوحة من جهة أخرى!

ولعله أيضا ما يفسر كل هذا التعالي على "الداخل" بمختلف مكوناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإلا فمن أين تأتي الثقة بالقدرة على الاستمرار وسط الغليان الداخلي والعلاقات المتدهورة مع دول الجوار وبعد هزيمة اليمين الفرنسي؟ أو كيف نفهم طموح السلطة في الاستئثار بقيادة البلاد ولعب دور إقليمي لا يتناسب مع مستوى قدرة الدولة التي تقودها؟

بالفعل لم تكن لدولة قطر أية أهمية تذكر قبل بدء التفكير في غزو العراق، وهاهي قيادتها اليوم تسقط أنظمة في دول قوية مثل ليبيا ومصر وتثخن النظام السوري. لذلك قد يكون في تجربة الأمير القطري ورئيس وزرائه ما يشجع على محاولة السير على خطاه ولو كانت أهمية الشمال المالي بالنسبة للقيادة الافريقية ليست مثل أهمية احتلال العراق بالنسبة لقيادة المنطقة الوسطى الأمريكية!

لكن هل يتعلق الأمر فقط بالارتماء في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية وضرب عرض الحائط بكل ما سواها، بما في ذلك شرعية السلطة وصورتها في محيطها الطبيعي؟ أم أن البقاء في السلطة –كشرط لإمكانية تحقيق الطموح- يتطلب النجاح أولا في ضمان وجود توازن مقبول بين النظام السياسي وبيئته الاجتماعية؟

اقلام

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016