الصفحة الأساسية > الأخبار > عودة حركة "افلام" إلى موريتانيا: أي مغزى؟

عودة حركة "افلام" إلى موريتانيا: أي مغزى؟

الأربعاء 11 تموز (يوليو) 2012  23:43

صمبا تيام /رئيس أفلام

بعد عقود من الغربة في بعض الدول الافريقية والأوربية والولايات المتحدة الأمريكية، بدأت حركة تحرير الأفارقة الموريتانيين (افلام) في تطبيق القرار الذي اتخذته خلال مؤتمر 2011 والقاضي بالعودة إلى موريتانيا لمواصلة مشوارها النضالي من الداخل عبر الانخراط في الحياة السياسية الوطنية من خلال تحالف مع بعض القوى السياسية أو من خلال تشكيل حزبها الخاص بها.

ويضاعف مسؤولو الحركة مؤخرا من تصريحاتهم المزدوجة الأهداف: فهي من جهة تسعى لطمأنة الرأي العام بأن الصورة التي روج لها نظام ولد الطايع حول "افلام" هي صورة مزيفة ولا تعبر عن الواقع الفعلي للحركة التي لا يمكن وصمها بالنسبة لهم بالعنصرية ولا برفض التعايش بين المكونات الوطنية. وتسعى من جهة أخرى إلى طمأنة أعضاء الحركة أنفسهم بأن مكانتهم داخل الساحة السياسية محفوظة وأن تجارب قريبة لهم من العمل المشترك مع بعض قوى الداخل السياسية (معارضة الانقلاب الأخير مثلا) تثبت أنهم لن يكونوا معزولين داخل الطيف السياسي.

وإذا ما تذكرنا أن قرار العودة إلى موريتانيا قد تم اتخاذه قبل سنة من الآن، فما الذي يدفع الحركة التي تبنت الكفاح المسلح خلال فترة طويلة من حكم ولد الطايع، إلى البدء في رحلة العودة في هذا الوقت بالذات؟

لقد فكرت الحركة من قبل في العودة بعد اللقاء الذي جمعها بالرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله، غير أن الانقلاب فاجأها وجعلها تؤجل عودتها التي قد تكون مدفوعة اليوم بجملة معطيات داخلية وإقليمية ودولية. فبعد العودة المنظمة لجزء معتبر من مبعدي أحداث 1989، لم تعد بعض المنظمات الدولية والدول الغربية تشعر بالحاجة إلى مواصلة دعمها لنضال بات من الممكن خوضه من الداخل وهو ما يجعل استمرار إقامة الكثير من أطر "افلام" في الخارج مسالة مكلفة جدا إن لم تكن بالغة الصعوبة.

وعلى المستوى الداخلي قد تكون الحركة شعرت بأن الظروف باتت مواتية لها أكثر من أي وقت مضى، حيث يلاحظ مؤخرا (بعد دخول حزب إبراهيم صار في حالة شبه الانهيار) غياب قوة تعبر بشكل فعلي عن هموم وتطلعات الزنوج الأفارقة الموريتانيين الذين يلاحظ غيابهم شبه الكامل عن الصراع الدائر حول السلطة إذا ما استثنينا "البروز المفاجئ" لحركة لا تلمس جنسيتي والذي لا يوازيه إلا "الإختفاء المفاجئ" لهذه الحركة ودخولها في مرحلة من الصراع تحيط مستقبلها بالكثير من الغموض.

ومن جهة أخرى من المستبعد أن يكون ما يجري خلف الحدود في دولة مالي وفي غيرها من دول الساحل، قد غاب عن أذهان قادة الحركة وهم يقررون العودة، ذلك أن منطقة تعرف التواجد القوي لحركات انفصالية تستخدم القوة وبشكل مفرط أحيانا، يمكنها أن تتقبل وبسهولة حركة مثل "افلام" لا تطالب بأبعد من حكم ذاتي ضمن إطار دولة موحدة!

هل يراهن قادة الحركة على أن الرئيس عزيز الذي "يتفهم" المطالب المرتبطة بالهوية لطوارق شمال مالي، قد يكون أصبح مستعدا لتفهم المطالب المماثلة لمواطنيه؟ أم أن قادة "افلام" أقل غباء من أن يخلطوا بين "النضج الفكري" لرجال الدولة وبين الاستغلال المؤقت لآلام الآخرين؟ هل تأتي عودتهم ضمن إطار "صفقة" من خارج الحدود لمعاملة النظام الموريتاني بالمثل؟ أم أن قادة حركة "افلام" باتوا أكثر نضجا من أن يسمحوا باستغلالهم في تصفية حسابات قذرة؟

اقلام

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016