الصفحة الأساسية > الأخبار > فقيرات نواكشوط يغربلن الطرق "بحثا عن القمح لا الذهب"(صور)

فقيرات نواكشوط يغربلن الطرق "بحثا عن القمح لا الذهب"(صور)

الخميس 16 آذار (مارس) 2017  12:35

الحاجة والفقر المدقع يدفعان النساء الفقيرات في العاصمة الموريتانية نواكشوط للبقاء ساعات طويلة في الطريق الذي يربط ميناء نواكشوط بوسط المدينة لغربلة التربة بحثا عن حبوب القمح التي تتناثر أُثناء نقلها مخازن التجار بوسط المدينة.

يعد ميناء نواكشوط المنفذ البحرى الأكبر فى موريتانيا فهو بمثابة شريان حياة للبلاد، ولدول مجاورة غير مطلة على البحر.

ويعرف هذا الميناء يوميا حركية كبيرة للشاحنات وعربات النقل بينه والوجهات النهائية للبضائع التى تصل عبره، ومن بينها القمح أحد أبرز المواد الغذائية المستوردة عبر الميناء إلى جانب السكر والأرز، ولأن القمح لا يصل فى الغالب معبأ فى حقائب بل ينقل عبر الحاويات ومنها للشاحنات، تتساقط منه كميات على الطريق خاصة عند المنعرجات وأماكن التوقف غير المبرمجة.

وقد أضحت حبوب القمح المتناثرة وسيلة دخل ثابتة لعديد النسوة الفقيرات والمنحدرات خصوصا من شريحة العبيد السابقين التي يطلق عليا محليا "الحراطين" . على مدار نحو سبع سنوات، تسلك "عيشه " نفس الطريق كل يوم من مسكنها المتواضع فى حي " الدار البيظ " الفقير جنوبى العاصمة إلى طريق الميناء لتباشر نفس روتين العمل اليومى : طرد الماعز الشره عن " المحمية "، غربلة التربة لاستخلاص ما أمكن من القمح منها، والعودة مع اقتراب غروب الشمس إلى المسكن.

تحدثنا إلى عيشه فقالت إنها من أوائل مكتشفات "هذا المعدن النفيس "، إذ أنها بدأت لأول مرة مع أختها وسيدات أخريات تجربة جمع ما تخلفه الشاحنات على طريق الميناء، وقد وجدن فيه وسيلة دخل، مع أنها شحيحة إلا أنها معينة على ظروف الحياة القاسية.

تجمع "عيشه" فى اليوم بين 10 إلى 15 كيلوغراما، وقد يزيد أو ينقص تبعا لوصول قوارب القمح التى تتابعها عيشه بـ"وسائلها الخاصة".

وتقول عيشه إن "تلك الكمية تعود عليها بدخل يقدر بنحو ثلاثة إلى خمسة دولارات ، لكن الطريق إلى تحصيل هذا الدخل صعب".

وأوضحت أنها "تبدأ بغربلة مساحات واسعة من التربة ثم الحمل ثم المرحلة الأخيرة وهي تنقية القمح من الشوائب قبل البيع لأصحاب ماكينات طحن الحبوب أو مقايضة القمح بالأرز أو الشعير لدى أصحاب المحلات".

فى ظروف مناخية بالغة الصعوبة تعمل جامعات القمح، لا حائل بينهن والشمس الحارقة فى أوقات حرها سوى أخبية وخيم صغيرة وبالية، كما يجلسن للعمل قرب طريق سريع مزدحم فى أغلب الأوقات بالعربات من كل الأحجام والأنواع .

عن العمل فى مثل هذه الظروف، تقول اميمينه إن "ما أرغمهن على هذا العمل الشاق هو الحاجة الماسة"، معتبرة أن "لا دخل حلالا دون عناء وتعب" مضيفة أنهن يتعرضن لأي حادث طوال السنوات الماضية يجعلهن يعدن التفكير فى هذه الممارسة.

وقالت اميمينه " رزق ساقه الله إلينا ولن نفرط فيه ونحن نحصل عليه بعرق الجبين دون منة من أحد، بل إن الله يقيض لنا عن طريقه من يتصدق علينا من فاعلى الخير ممن يسلكون هذه الطريق وذلك بنقلنا إلى منازلنا بعد يوم عمل شاق".

وتقول "السالكه" إن عشرات النسوة يقمن منذ سنوات بعمليات البحث عن القمح على قارعة الطريق، وكلهن قادمات من أحياء عدة فى العاصمة، يجمعهن الفقر المدقع.

وتؤكد "السالكة" أنها ورفيقاتها قررن قبل فترة تقسيم أماكن غربلة القمح عليهن بالتناصف على شكل إقطاعيات معروفة الحدود، ومعروف من تملكن حق التملك والتنقيب فيها. وترى "السالكة" أنه بهذه الطريقة "ساد الود والتفاهم بين زميلاتها في المهنة، اللائي أصبحن يحترمن بعضهن أكثر فأكثر، بعد أن نشأت بينهن علاقة اجتماعية وطيدة".

رغم حديث الحكومة عن طفرة اقتصادية تشهدها موريتانيا خلال السنوات الأخيرة، إلا أن واقع الفقراء في البلاد ازداد بؤسا.

ويقول الخبير الاقتصادي"أحمدو السالم" لأصوات الكثبان إن "نسبة الفقر في موريتانيا وصلت الى 41 في المائة بصفة عامة، و60 في المائة في الأوساط المهمشة خاصة في شريحة العبيد السابقين".

ويرجع السالم استفحال ظاهرة النساء اللاتي يبحثن عن القمح على قارعة الطريق إلى "فشل السياسات الحكومية في القضاء على ظاهرة الفقر المدقع التي تهدد كيان الدولة الموريتانية".

ولفت الخبير الاقتصادي الانتباه إلى أن "71.3 في المائة من الموريتانيين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم، بينما يعيش نحو 23.5 في المائة بأقل من 1,25 دولار يوميًا، وهو أكثر المعدلات خطورة في منطقة شمال إفريقيا".

وأضاف السالم أن "موريتانيا تعاني من نقص غذائي حاد " مؤكدا أن "7 محافظات من أصل 13 محافظة في موريتانيا، بما فيها العاصمة نواكشوط، توجد تحت الحد الأدنى للأمن الغذائي".

المصدر: أصوات الكثبان

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016