نصيحتي للرئيس: الوقاية أفضل من العلاج

فخامة الرئيس,

الجميع ينتظر اليوم ردة فعلكم وأتمنى أن تقع المفاجأة بردة فعل غير التي تتداولها وسائل الإعلام. إن من سنن الكون وحكم الله في خلقه ولم يسلم من ذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام أن الحياة ليست فقط نجاحات وانتصارات بل أيضا هزائم ومحن. وقوة القائد تقوّم بمدى امتصاصه للصدمات وتأقلمه مع الظروف الصعبة.

أنتم لستم مواطنا عاديا بل تحملون على عاتقكم مسؤولية قيادة أمة تنتظر منكم العبور بها إلى بر الامان.

لا يهمنا الآن تلك المشاكل داخل مجموعة واحدة بل يجب أن تضعوا نصب أعينكم الهدف الأسمى وهو قيادتنا نحو الوئام والوحدة. لقد سبق وأن حذرنا من أن صراع الأجنحة يصدنا عن المعركة الحقيقية وهي تنمية ووحدة بلدنا.

والحق الحق أقول أن من ينصحكم بالمضي قدما في المسار الأحادي إنما يعلم كل العلم أنه يورط النظام وربما ينفذ الجانب المدني من مخطط محكم لقلب نظام الحكم بعد زوال هاجس المأمورية الثالثة.

فخامة الرئيس,

إن الرؤساء من قبلكم قاموا بالانقلابات وسجن بعضهم بعضا وعذبوا المواطنين ونفذوا الإعدامات بعضها خارج القانون ولم يطلب أي من الساسة ملاحقتهم وأنتم قطعا لم تمارسوا أي شيء مما ذكر بل حاولتم إصلاح ما أفسدوا رغم أني أستقلّ ما قيم به حتى الآن لكن على الاقل هناك ما يذكر فيشكر.

إذن أقول لماذا لا تفتحوا الباب لكل من سولت له نفسه أن يلعب دورا سياسيا و تسعون لوضع اللمسات اللازمة لضمان الشفافية وتتركوا الشعب يقرر.

فخامة الرئيس,

سيذكر التاريخ أن في فترتكم مارست ولأول مر ة هيأة تشريعية في بلادنا حقها بنزاهة . فلما ذا لا تعكس نظرة الساسة وتتخذ من موقفهم لبنة لبناء نظام حقيقي تحافظ هيآته وأركانه على توازنه ?

أقول وأكرر أن الإقصاء هو عدوكم الأول و أن الفشل السياسي لا بد ممن أطلقتم لهم العنان أن يتحملوا ما وصلنا إليه من الشتات. وموريتانيا مليئة بمن يستحقون وضع الثقة فيهم وإلا فلا خير فيمن لا يعتبر.إننا لا نريد علاجا لما وقع بل وقاية مما قد يتكرر. وأختم بهذا المثل الشهير:

Il n’existe rien de constant si ce n’est le changement.

اعل طالب ولد عبد القادر

نجل المرحوم العقيد محمد ولد أب ولد عبدالقادر