تحدى محمد ولد العابد وزير التنمية الاقتصادية السابق محاوره سيدي ولد التاه وزير التنمية الاقتصادية الحالي في نهاية مناظرة تلفزيونية جمعت بينهما مساء أمس بثها التلفزيون الموريتاني عندما قال له: "أنتم تتهمون الحكومة التي عملت فيها وزيرا بأنها ارتكبت الفساد، وهي ما تزال موجودة بوزيرها الأول وبجميع وزرائها وهذا الأمر لا يتقادم فلماذا لا تقاضوننا إذ؟". بل خاطبه قائلا: "أنا أطالبكم بمساءلتنا وتقديم البراهين التي تتهموننا على أساسها بالفساد".

وخلص إلى أنه غير مسؤول عما حدث في عهد المرحوم المختار ولد داداه ولا في عهد ولد هيداله أو ولد الطايع، لكنه -في المقابل- يتحمل كامل المسؤولية عن المرحلة التي قضاها على رأس وزارة الشؤون الاقتصادية والتنمية، ويعتبر أنه أدى واجبه على الوجه الأكمل في تلك الفترة. وقال الوزير السابق محمد ولد العابد" إن الأرقام والمؤشرات التي تقدمها الحكومة لا يوجد انعكاس ايجابي لها على حياة المواطنين"، معتبرا أنها نوع "من التلاعب والاستخفاف بعقول المواطنين وينبغي الابتعاد عنه". وأضاف ولد العابد "إن النقمة الاجتماعية على النظام لم يشهدها أي نظام وهو ما يتجلى في الحراك الاحتجاجي المتصاعد والأزمات الخانقة التي تعصف بالنظام، عكس ما يروج له النظام من أن البلد تحول إلى ورشات...". وقال الوزير السابق" إن الزبونية تحكمت في منح الصفقات العمومية وفي الاستفادة من العملة الصعبة لدى البنك المركزي الموريتاني.." حسب قوله. وقال ولد العابد إن الفساد كلمة حق أريد بها باطل وتستخدم الآن للتغطية على ابشع أنواع الفساد. أما سيد ولد التاه فقال: "إن السنوات الثلاثة شهدت قفزة نوعية في العديد من المجالات وحدثت تحسنات ملحوظة في مختلف مجالات التنمية."، مستعرضا نماذج ومؤشرات اقتصادية .

وبخصوص ظاهرة تنامى الاحتجاجات قال سيد ولد التاه "إنها ظاهرة صحية تعكس توجها جديدا وانبعاث الأمل في نفوس الناس بحل مشاكلهم معتبرا انه حدثت قطيعة مع الأنظمة السابقة..". ونفى ولد التاه أن تكون هناك ندرة في العملات الأجنبية؛ مبرزا أن انعدام الفارق بين سعر الصرف لدى البنك المركزي و سعر السوق السوداء؛ مبينا أن بيع أذون الصرف بملايين الأوقية كان تجارة رائجة قبل النظام الحالي، وتم القضاء عليها لان أي مواطن يمكنه الحصول على ما يريد من عملة صعبة لدى البنك المركزي بسهولة.

وقال ولد التاه "إن أموال الدولة أصبحت تنفق على التنمية وبناء البنية التحتية، أو تودع في حساباتها لتنفق في الصالح العام.." حسب قوله.

وتمكن ولد العابد من حشر خصمه في زاوية دفاعية، وأثار تشنجه في بعض المراحل، حيث اتسمت ردود ولد التاه بالتهرب من المواضيع المثار، كما هو الحال بالنسبة لموضوع مياه مقطع لحجار؛ حين حول ولد التاه حديثه إلى مظهر مدينة نواكشوط.

ومن اللحظات المميزة في هذا الحوار لحظة مقاطعة محمد ولد العابد لسيدي ولد التاه عندما انبرى في كيل المديح لمحمد ولد عبد العزيز فلم يكن من ولد العابد إلا أن استوقفه متسائلا: "هل تعني ما تقول؟ أم تتلفظ بمجرد كلام؟".

المصدر: الطوارئ + مصادر أخرى