الصفحة الأساسية > الأخبار > ولد سيدي يحي و بيرام

ولد سيدي يحي و بيرام

السبت 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2012  07:47

منذ أن أحرق بيرام كتب الفقه واسم الداعية الأستاذ محمد ولد سيدي يحي يحتل موقعا بارزا في أهم محطات خطاب حركة "ايرا"؛ ففي أوج العاصفة التي أعقبت إحراق الكتب وبعد اعتقال قائدها، أصدرت الحركة بيانا ذكرت فيه ولد سيدي يحي وشكرته.... وفي أول مهرجان تنظمه "ايرا" بعد إطلاق سراح رئيسها توجه هذا الأخير بتساؤل يستبطن هجوما علي الداعية المشهور سأله فيه عن سر صمته وتغاضيه عن جريمة استمتاع الإسترقاقيين بنساء لحراطين خارج إطار الزواج وما ينتج عن ذالك من زنا وأولاد زنا...

ونحن هنا وفي محاولة منا لفك رموز ودلالات حضور ولد سيدي يحي في خطاب "ايرا" سنحاول الغوص في العلاقة التي أصبحت تربط ول سيدي يحي بزعيم حركة "ايرا"... وسنحاول فهم مغزى التهيب بين الرجلين تارة والتراشق عن بعد تارة أخري....

عندما نتناول قضية لحراطين في موريتانيا و واقعهم الاجتماعي اليوم, لا يمكننا أن نتجاهل الدور الذي لعبه الداعية محمد ولد سيدي يحي في تثقيف وتعليم جزء لا بأس به من "العبيد والعبيد السابقين". فقد نجح ولد سيدي، إلي حد كبير حيث فشل "المشروع الحداثي الإسلامي"، في إسعاف لحراطين في كرامتهم في مجتمع يستكثر فيه عليهم حتى "أن يكونوا مجرد مسلمين". لقد أغاثت دروس ومواعظ "الأستاذ" هذه الشريحة وأعادت لها الأمل في حق التدين و حق تحمل مسؤولية الدين. والأهم من ذالك أن "الأستاذ" نجح أيضا في إخفاء ذالك الكم الهائل من الفتاوى والأحكام الفقهية المتعلقة بالتمييز الصريح بين العبيد والأحرار؛ وبهذه الطريقة الذكية أضحي ولد سيدي رقما لا يمكن تجاوزه داخل هذه الشريحة لما له فيها من أتباع ومريدين وتلامذة ومعجبين.

وعندما قرر بيرام كشف المستور من فقه الاسترقاق بحرق نسخ من تلك الكتب علي المللإ في مقاطعة الرياض، كانت فرصة ذهبية لأعداء بيرام للتخلص منه عن طريق تحريض المتدينين؛ وفي هذا الإطار حاول العقل الشوفني الإسترقاقي توظيف ورقة ولد سيدي يحي فبدأت وسائل الإعلام ببث دروس الداعية المشهور بشكل مكثف وخاصة تلك التي أعقبت حرق الكتب ولكن الأستاذ بذكائه المعهود وفراسته البدوية الثاقبة رفض أن يصل إلي النقطة التي أرادها الإسترقاقيون وهي الإدانة المباشرة لشخص بيرام مما دفع حركة "ايرا" آنذاك إلي ذكره وشكره.

ومهما تكن نتائج إدارة المرحلة الماضية بين حركة "ايرا" والأستاذ ولد سيدي يحي فإن الحركة أمست في مواجهة مباشرة مع كل أطراف المؤسسة الدينية - علي درجات متفاوتة طبعا -؛ فالمعركة الفكرية والإعلامية مع الأستاذ قد بدأت وعلي الكل أن يستعد لدفع الثمن بما في ذالك "الأستاذ" نفسه.

لقد بقي بيرام وحركة "ايرا" في الميدان وحدهم في معركة تخليص الإسلام من درن قرون الانحطاط وعفن ثقافة الأعراب وظلم الإنسان البدوي المتخلف.... لقد كان من الأولي بالذين يدًعون تجديد الإسلام في شعاراتهم وأدبياتهم وبرامجهم أن يكونوا في طليعة المعركة ولكن للأسف سبقهم بيرام وبقوا هم في وهم الحياد وسراب التوفيق و إكراهات السياسة.

يقول غز من قائل "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا.

جمال ولد عبد الله

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016