الصفحة الأساسية > الأخبار > كيف لا أبكي مدينتي كيفه !!؟

كيف لا أبكي مدينتي كيفه !!؟

الاثنين 15 كانون الثاني (يناير) 2018  06:55

ثاني مدينة في الوطن بعد العاصمة نواكشوط ، من حيث الكثافة السكانية والامتداد الجغرافي ، واسطة عقد المدن والحواضر المنتظمة على طول طريق الأمل ، ملتقى طرق استراتيجي بين الكثير من مقاطعات الوطن الداخلية ، "احسي بابو" .

-  بعض أوصاف وألقاب مدينة كيفه الحبيبة ، مدينة رَخَصِ العيش ورَغَدِه ، مدينة التعايش والتمازج بين كافة أصناف وطبقات المجتمع ، مدينة التسامح والإيواء لكل وافد من داخل الوطن وخارجه ، مدينة الأمن والمبيت في العراء ، لا خوف إلا من أريج نسيم رَطب الهواء .

-  لست هنا لإبراز مكارم وأمجاد مدينتي الحبيبة ، ولا الاشادة بمنزلتها ، لأنه تحصيل حاصل ، ولأنني لست في مقام تفاخر ولا تفاضل .

-  لكنني استحضرت بعض خصالها وخصائصها ، لأبكيها بعد فقدها وتبدلها لأضدادها ، فكيف لا أبكي مدينتي الحبيبة ، وقد أصبح كل شيء فيها مستباحا، فوضويا ، خارجا عن النظام وعلى القانون ؟

-  كيف لا أبكي فقدان الأمن ، بعدما أصبحت عمليات السرقة والاغتصاب والقتل ، أمورا عادية ؟ دفعت المدنيين إلى تسيير دوريات للحراسة ، والحرائر إلى المبيت في أقفاص الحديد كقنينات الغاز، حفاظا على شرفهن والأسر إلى المبيت في المساجد لِوذا بحرمتها خوفا على أرواح الأفراد؟

-  كيف لا أبكي الأمن والمجرمون في مدينتي ، معروفون بالأسماء والألقاب والعناوين وحتى أرقام الهواتف ، وهم طلقاء يسرحون ويمرحون ، يقيمون حفلات الرقص الليلية الصاخبة ، في مظهر صارخ من الاختلاط وانحلال الأخلاق ، بعد حصولهم على إذن مكتوب بذلك ، مدفوع الثمن نقدا من شرطة المدينة ؟

-  كيف لا أبكي الأمن ، ومن كان يفترض أن يكونوا حماتي وحماة ممتلكاتي ، هم من يبتزونني تغريما ، بعد صرفهم عن مهمتهم الأصلية ليعملوا محصلين لشركات التأمين ، وسلطة التنظيم ، وجيوب أسيادهم من أصحاب النياشين ؟

-  كيف لا أبكي السلم الأهلي والتعايش الاجتماعي بمدينتي ، بعدما أصبح يتهددهما من خطر التفرقة ، وإذكاء نار الفتنة ، نتيجة تشبع أصحاب النوايا البريئة والقلوب الضعيفة ، بدعاية بث الأحقاد وإحياء النعرات ، بعدما ترك لأصحابها ، الحبل على الغارب ليبثوا سمهم الفتاك ، في نسيج جسم مجتمع هش تحت يافطة الحرية المطلقة التي لا تعرف الحدود ولا القيود ؟

-  كيف لا أبكي السلم الأهلي ، بعدما اصبح مشهودا من غياب تام للعدالة ، وعدم الفصل بين المتقاضين ، لتبقى نزاعاتهم الأسرية والاجتماعية والعقارية ، عالقة ويؤول بهم ذلك في النهاية إلى ما لا تحمد عقباه ، متجليا في القتل في أغلب الأحيان ؟

وكيف لا أبكي رغد العيش وسَعَتِه ، بعدما حل بمدينتي من صعوبة الولوج ، إلى كافة الخدمات التي لم يعد الاستغناء عنها ممكنا في ظل الحياة المدنية الجديدة ، وارتفاع الأسعار وسط غياب السند والرقيب ، وجشع التجار ليبلغ الأمر بأغناهم ، حد إيجار ظل محلاته لسيدات أرامل ، معيلات أسر ، بائعات نعناع وعلك وكسكس وخضر، بمبلغ 100 أوقية تجبى يوميا ، ويحرضهن على البلدية ، كلما قامت بمحاولة يائسة لتنظيم السوق وأبعدتهن عن الطرقات العامة ، لأن في ذلك حرمانا لتاجرنا الكبير من دخل معتبر ، في الوقت الذي تسد فيه معروضاته من أسرّة وأفرشة وغيرها ، وسط الشارع جاعلا من المتبقي منه موقفا لسيارته طيلة الدوام اليومي لعمله ؟

أسفا...!!! لقد استحقت مدينتي الحبيبة ودون منازع ، لقب مدينة الفوضى بكل تجلياتها ، ويتعزز لديك استحقاق هذا اللقب زيادة على ما سلف ، بما تشهده من مظاهر فوضوية في الشارع العام إذا كنت راجلا :

فالقمامة المتناثرة زينة جوانبه ، وحطام المباني مطبات في وسطه ، والحيوانات السائبة ترتع فيه ، وما تبقى منه فلك ، وللراكب سواء في السيارة أو على عربة حمار ، وللبائع والمتجول والمتسول والمتبول والمتمايل من "جنك " ، رمى المتبقي من أخلاقه بعرض الحائط ، واقعا تحت تأثير مخدر ومنتشيا طربا من موسيقى هاتفه النقال ، ليصطدم بك دون إدراك .

أما إذا كنت راكبا فقد تتجلى لك الفوضى في مظهر أكثر إزعاجا ، لن تجد حياله من مخرج سوى الصبر وسعة الصدر ، حيث لن تخطئ نفسك واقعا في زحمة مرور خانقة ، تستدعي منك النزول لمعرفة سببها ، لتدرك أنه توقف سيارة أجرة وسط الشارع ، وتتفاجأ بأن صاحبها رقيب شرطة ، في سعة من أمره حتى يجلب زبناءه وأمتعتهم ، وبالجانب الأيسر من الطريق ، سيارة أجرة أخرى صاحبها هذه المرة معلم أكبر أبنائك ، وبهذين كان من المفروض أن تقتدي في احترام النظام والقانون ، وعند عودتك إلى سيارتك إذ الذي خلفك قد صدمها ، وبعد استدعاء معوض للشرطة وبدء التحقيق في الحادث ، يتم الكشف عن رخصة سياقة صاحبك ، ليُعَرّفها الشرطي بأنها من إصدارات فلان المعروف بتزوير الرخص ، وأنها تحمل صورة شقيق حاملها ، ورغم كل ذلك يطلق سراح صاحبك الجاني المزور .

وأخيرا ، أليس تعامل جميع المؤسسات العمومية والخصوصية مع مدينتي وساكنتها ، تعاملا ظالما وفوضويا ؟

وأخص بالذكر مثالا لا حصرا : البلدية ، شركة الماء ، شركة الكهرباء ، وشركات بناء الطرق .

أليس احتلال املاك الدولة من عقارات وواجهات طرق عامة في مدينة كيفه ، من طرف خصوصيين وافدين ، مظهرا فوضويا ؟

أليس ترك المجانين أحرارا سائبين ، يحضرون الاجتماعات الرسمية العامة ، ويعتدون على المارة ، ويعرضون الناس وأنفسهم للخطر ، مظهرا فوضويا ؟

النهاه ولد أحمدو

الهاتف 22442289

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016