على بعد 65 كلم على طريق الأمل شرقي مدينة كيفه وبالتحديد على مسافة 5 كلم تقريبا في الناحية الشمالية في قرية "رأس الفيل" التابعة لبلدية أغورط بمقاطعة كيفه ، حيث يوجد ضريح الشهيد والبطل الأمير بكار ولد اسويد احمد ، نظمت مبادرة "الوفاء لإحياء تراث المقاومة الوطنية " صباح اليوم 1 ابريل 2018 عرسا ثقافيا منقطع النظير تعانقت فيه الوقائع التاريخية الخالدة مع الأشعار الحماسية مشكلة لوحة مشرقة من تاريخ المقاومة الوطنية احتفاء بذكرى استشهاد القائد العظيم والأمير الفذ بكار ولد اسويد احمد.

وعلى أديم هذه الأرض الطيبة بين واحة نخيل " رأس الفيل " وسفوح ظهر " أفلا " ، حيث يوجد ضريح الشهيد بكار ، نصبت خيام جميلة اكتظت بالحضور الرسمي والشعبي من الذين قدموا تكريما لروح البطل الشهيد بكار .

بدأت فعاليات الندوة بآيات من الذكر الحكيم تلتها كلمة ترحيبية قدمها رئيس التظاهرة وحفيد الأمير الشهيد السيد سيد محمد ولد عبد الرحمن ولد بكار ولد اسويد احمد الذي طلب قراءة الفاتحة ترحما على روح جده الشهيد بكار ولد اسويد احمد ، ليقدم بعد ذلك كلمة شكر باسم أحفاد المجاهد لجميع من حضروا هذه التظاهرة القيمة ، مثمنا الخطوات والتوجه الصادق والمخلص لرئيس الجمهورية ولحكومته ممثلة في وزارة الثقافة لنفض غبار النسيان عن رموز المقاومة الوطنية الذين دفعوا دماءهم الزكية في سبيل تحرير موريتانيا من الاستعمار الفرنسي على حد قوله .

بعد ذلك تناول الكلام عمدة بلدية أغورط السيد يحي ولد أحمد لعبيد مرحبا بالحضور في دائرته الانتخابية منوها بالمبادرة التي أعتبرها ضمن انجازات النظام الحالي داعيا الجميع إلى العمل كل من موقعه على دعم الجهود المبذولة من طرف السلطات العليا لإعادة الاعتبار لمن قدموا أرواحهم ذودا عن حرمة الوطن .

ليعود مرة أخرى لتقديم كلمة خاصة نيابة الوجيه سيدي محمد ولد محمد الراظي رحب فيها بالحضور مثمنا جهود رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بخصوص الاحتفاء بالمقاومة من خلال الأنشطة والمناسبات المختلفة حسب رأيه .

ليأتي دور حفيدي البطل المجاهد بكار ولد اسويد احمد : النائبة هامة بنت المختار و فيدرالي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بولاية لعصابه السيد عثمان ولد المختار الذين شكرا الجميع على تجشمهم عناء السفر لحضور هذه التظاهرة الكبيرة ، رغم بعد المسافة وصعوبة الطريق ، رغبة منهم في المساهمة ي إحياء هذه الذكرى المجيدة ، معبرين عن فخرهما وشعورهما بالامتنان لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز علي العناية الفائقة التي يوليها للمقاومة وأبطالها حسب تعبيريهما .

بدروه تناول الكلام والي ولاية لعصابه السيد محمد الحسن ولد محمد سعد معلنا الافتتاح الرسمي للتظاهرة ومثمنا الانجازات التي تحققت في ظل النظام الحالي والتي من بينها تخليد هذه الذكرى المجيدة حسب قوله .

كما شمل برنامج الندوة التي حضرها لفيف من الكتاب والأدباء والمثقفين وجمع من أحفاد الشهيد بكار ولد أسويد أحمد وغيرهم .محاضرات وتعاقيب وأشعار قيمة قدمها لفيف من الدكاترة والأساتذة الجامعيين وقادة الرأي حول تضحيات هذا الرجل المقاوم وما بذله من جهد لمقارعة المستعمر الغازي لبلادنا في ذلك الظرف الحساس من تاريخ موريتانيا.

المحاضرة الأولى كانت بعنوان " أسس واقعة وحقائق تاريخية " قدمها الدكتور محمد ولد الرباني وعقب عليها النائب الخليل ولد الطيب .

أما المحاضرة الثانية فتناولت " المعاهدات التجارية بين الفرنسيين وإدوعيش في عهد الأمير المجاهد بكار 1935 ـ 1905 " قدمها مدير الأرشيف الوطني وأستاذ التاريخ بجامعة نواكشوط الدكتور محمد المختار ولد سيدي محمد ، وعقب عليها الأستاذ محمد سالم ولد اعمر .

بينما تناولت المحاضرة الثالثة " معارك الأمير المجاهد الشهيد بكار ضد المستعمر تاريخها ومسارها " قدمها الباحث الحسين ولد محنض ، وعقب عليها الأستاذ محمد محمود ولد بكار .

أما المحاضرة الرابعة والأخيرة فقد تناولت " دراسة تحليلية وعسكرية لمعارك الأمير المجاهد بكار ضد المستعمر " قدمه الرائد سيد محمد ولد حديد .

.