كانت نسبة المشاركة في الاستفتاء الماضي هزيلة بالنسبة لولاية لعصابه وكانت متدنية في مقاطعتي كيفه وكنكوصه على الخصوص، ولولا عملية التزوير التي بلغت أرقاما غير مسبوقة في تاريخ الولاية ببعض المكاتب لكانت المشاركة فاضحة للنظام وحزبه.

إن الخطاب الناري لمنسق حملة التنصيب بلعصابه السيد عبد الله ولد النم عشية انطلاق العملية الذي شدد فيه على الشفافية التامة في التنصيب وأصر على أن حضور المسجلين الخمسين بشحمهم ولحمهم هو شرط لا يقبل النقاش لتنصيب أي وحدة هو أمر كاف لقطع خيط أي مودة ورحمة بينه والفاعلين ولم يستطع هؤلاء إخفاء الصدمة والحيرة من هذه النقطة فلم يلق بعدها المنسق تفاعلا أو تصفيقا.

وفي الميدان بدا لدى أكثرية الفرق المشرفة على التنصيب المضي في تطبيق وصايا المنسق وهو ما جعل كثيرين يستسلمون لليأس ونفضوا أيديهم من العملية بعد استحالة تحقيق الشرط لأن غالبية المسجلين في هذه الوحدات جرت بالنيابة حتى عن أشخاص مغتربين في دول أخرى.

ولم يبق في الميدان إلا نفر ممن يملكون الوسائل المادية الكبيرة للنقل والشراء إلى غير ذلك أو من حظوا بعدادين لا يمتثلون الأوامر ومستعدين لمقايضة المنافع.

إن المعلومات التي ترد من باقي الولايات تفيد بأن الأمر مختلف تماما فقد سار التنصيب على خطا الانتساب وبالتالي الاستمرار في العملية الكبرى للتزوير فلماذا يقتصر تطبيق الدليل على ولاية لعصابه؟

ولماذا يبعث إليها بمنسق غليظ شديد يصر على المشي وفقا للنصوص .

لقد قال يوم الاجتماع بالحرف إن الطريقة التي دبر بها الفاعلون مسألة الانتساب يجب أن يعيدوها اليوم في التنصيب وهي إشارة بالغة الأهمية تعني أن الكذب من الصدق سوف يتكشف وأن الحزب مصر علي معرفة الحقيقة.

ومن يتذكر عمليات الانتساب ستحضره أيضا أيام الحملة الممهدة للدستور حيث امتلأت الشوارع والساحات واستنفرت القبائل وحلف الأطر والوجهاء والمنتخبين بكل الإيمان بأن النتيجة ستكون خيالية وأن لعصابه ستسجل الرقم القياسي في المشاركة فرسبت بشكل مدو.

واليوم لا تريد السلطة وحزبها الوقوع في نفس التجربة لذلك كانت الأوامر صارمة وملفتة باتجاه هذه الولاية التي أصبح مشكوك في درجة ولائها "للمخزن".

وأخشى ما يخشاه "الفاعلون" هنا أن تأتي نتيجة تنصيب الوحدات مشابهة لنتائج الاستفتاء وهو الأمر الذي أصبح شبه مؤكد وعندئذ ستعيد هذه السلطة النظر في توزيع الكعكة فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.