الصفحة الأساسية > الأخبار > ما لم يُقَلْ عن محاولة اغتيال الرئيس الموريتاني

ما لم يُقَلْ عن محاولة اغتيال الرئيس الموريتاني

الثلاثاء 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012  06:05

دحام العنزي/ الشرق

محاولة اغتيال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز كانت حدثا يستحق الوقوف والتأمل لأسباب كثيرة جغرافية وسياسية وتاريخية، تعمدت جهات كثيرة إبعادها عن الأضواء وعدم الخوض في تفاصيلها، ورافقها تكتم شديد أثار شهية المتابعين والمحللين السياسيين لمزيد من تتبع القصة بطرقهم الخاصة للحصول على المعلومة، تم تصوير الحدث رسميا بأنه خطأ غير مقصود أو نيران صديقة من الحراسة المرافقة أو بعض أفرادها، ومن ثم ظهرت تعليقات من بعض المسؤولين الموريتانيين من هنا وهناك مقتضبة ومتناقضة.

تابعت بحكم الفضول السياسي لدي كمتابع للشأن السياسي ومحلل وكاتب يشغل هذا الملف جل اهتمامي متابعة الحدث بعين المراقب وبوسائل شتى ومصادر مختلفة فظهرت لي حقائق جديدة أذهلتني واقتنعت بأن الثعبان ربما يتمكن من العض رغم قطع رأسه أثناء الاحتضار، الحكاية والعهدة على الرواة أن عبدالله السنوسي رئيس المخابرات في نظام القذافي كان هو وجهازه قد تمكنوا من اختراق أمني في المؤسسة العسكرية الموريتانية نتيجة ما مر على موريتانيا من أحداث وانقلابات عسكرية في سنوات خلت، يقول لي صديقي الشاب الموريتاني الذي كان يجاورني في السكن في فرجينيا العام الماضي وتحديدا في مدينة آرلنجتون ويدرس السياسة والاقتصاد في جورج تاون أثناء حديث هاتفي قبل أسابيع حيث عاد لموريتانيا (بالمناسبة والده وأعمامه وعائلته من كبار السياسيين في ذلك البلد والعارفين ببواطن الأمور كما أعلم).

إن السنوسي كان يعمل جاهدا من أجل استقرار دائم في موريتانيا منذ انطلاق الشرارة الأولى لثورة الكرامة والحرية في ليبيا وكأنه يدرك المصير المنتظر فعمل على تهيئة الأجواء والظروف هناك ليعيش آمنا إن تدهورت الأمور في ليبيا وهذا ما حصل، وتمكن بالمال والنفوذ والمساومات من رغبته تلك وزرع موالين له وحماية له ولعائلته في أروقة كثيرة من دائرة الأمن وصناعة القرار هناك.

حصل المتوقع وانهار نظام القذافي الإجرامي وانتصر الشعب الليبي المتطلع للحرية والكرامة وهرب أغلب أركان النظام المنحل وتشردوا في أصقاع الأرض ولكن كان لديهم المال والنفوذ والعلاقات القوية لمن يعملون تحت الأرض، وهذا العالم السفلي في عالم السياسية نفوذه قوي ومخيف ودهاليزه أغرب من الخيال، اختفى السنوسي وهرب إلى موريتانيا حيث كانت الأمور مهيأة ومعدة وقد لعبت ابنته العنود السنوسي دورا كبيرا في التنسيق المسبق، والعنود هذه نسخة مصغرة من عائشة القذافي في تصرفاتها وجرأتها في عالم السياسية والمخابرات بعيدا عن الأضواء.

لم تفلح محاولات الاتحاد الأوروبي ودول الناتو وأطراف أخرى في إقناع الحكومة الموريتانية من تسليم عبدالله السنوسي ومن معه الذي كان يعيش في قصر منيف في موريتانيا وإن كان بتحركات محدودة ورقابة أمنية مكثفة على مدار الساعة. قدمت إلى موريتانيا شخصيتان مهمتان غامضتان واحدة من دولة عربية والأخرى من واشنطن وبقدرة قادر تمكنتا من إقناع ولد عبد العزيز بتسليم السنوسي، الذي حار في تنفيذ هذا الأمر لأنه يعرف عواقبه وجرائره، تلك الشخصية العربية لم يكن يهمها أن تدفع أموال الأرض كلها لعودة السنوسي إلى ليبيا صاغرا ذليلا لأسباب لن أتطرق إليها هنا فليس كل ما يعرف يقال، والشخصية الأمريكية كانت المنفذ والمنسق للضغوطات على النظام الموريتاني، تلك الشخصية الأمريكية التي أصبحت قبل أيام خارج العمل الحكومي الرسمي لنفس أسباب تداعيات قضية السنوسي ارتكبت خطأ استراتيجيا أدى إلى وصول المعلومة إلى العنود ابنة السنوسي التي حذرت والدها من الذهاب للقصر الرئاسي للقاء محمد ولد عبد العزيز حين جاء الاستدعاء لمقابلته وأرادت تنفيذ الخطة الموجودة والمعدة لمغادرة موريتانيا بمساعدة أعوانهم هناك ولكن السنوسي فضل الذهاب وكانت تلك الثقة بخططه المحكمة القشة التي قصمت ظهر البعير فتم نقل السنوسي بعيد لقائه الرئيس الموريتاني بطائرة خاصة وهو مُخدَّر إلى ليبيا برفقة الشخصية العربية والأمريكية.

لم تتردد ابنة السنوسي في إعطاء التعليمات لمريديها وعملائهم في المؤسسة الأمنية للرئاسة وعلى أعلى مستوى من أجل إطلاق الطلقة الأخيرة في الذخيرة الأمنية وتصفية الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز ومن أقرب المقربين له في الحرس الرئاسي.

شاءت الأقدار أن يعيش ولد عبدالعزيز فوقع الكل في حرج، إذ كيف يتم التبرير والشرح، لأمور وأسرار ضاربة في العمق لم ولن يتم الحديث عنها في العلن؟. السنوسي صندوق أسود وكنز لمعلومات سرية لملفات مهمة لكثيرين في أمريكا وغرب أوروبا وفزاعة للبعض في الجانب العربي لما يحمله أيضا من أسرار سياسية وغير سياسية. السنوسي ستتم تصفيته في الغالب وإن كان بعد فترة، فالقذافي والسنوسي لم يكن من الممكن بقاؤهما حيَّين أو حصولهما على محاكمة حتى وإن كانت صورية لأسباب كثيرة، حتى أبناء القذافي أو أركان نظامه لم يكونوا بأهمية السنوسي.

يبقى السؤال المهم هل ستكون محاولة اغتيال محمد ولد عبد العزيز التي فشلت الأخيرة؟ وهل بقيت طلقة أخرى في ذخيرة السنوسي رغم وجوده وابنته حاليا في قبضة أعدائه؟ تبقى عملية أسرار وخبايا محاولة تصفية ولد عبدالعزيز مغامرة كبيرة لم تنجح ولكنها تظهر وبشكل واضح كيف يعمل العالم السفلي ويتحرك.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016